كتاب وآراء

جزار ومعشي باللفت .

“جزار ومعشي باللفت “: الجزء الثاني
بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ، اكادير،دجنبر ،2023
مقال(113),2023.
ترددت كثيرا في كتابة الجزء الثاني من هذا المقال من منطلق أن كتاب الرأي مهمتهم بسط الحقيقة امام القراء لكن في الوقت نفسه الحرص على زرع التفاؤل في نفوس المواطنين بدل اليأس و السخط.
لكن بعد تردد دام ثلاثة ايام وجدت ان من واجب القراء علي ان اعرض أمامهم جوانب من الهشاشة الاجتماعية التي يعرفها المغرب رغم المشاريع الكبرى المعلنة .
لقد تابع المواطنون الخط التصاعدي في اثمنة الخضر و الفواكه مستفسرين عن الجدوى من المخطط الاخضر جاهلين ان هذا المخطط لم يكن في محصلته موجها الى تقليص اثمنة الخضر والفواكه بالسوق الداخلية ،بل هو مخطط يروم تحويل الفلاحة الى صناعة فلاحية توجه خيرات المغرب الفلاحية الى الخارج لجلب العملة الصعبة . وكانت الامور ستمشي كما برمج لها .الا ان توالي سنوات الجفاف حالتي دون ذلك .لتواصل الدولة تزويد السوق الأوربية و الأفريقية بالمواد الفلاحية مما أثر سلبا على السوق الداخلية .
فقد شهدت بذلك الفلاحة المغربية خلال الفترة 2008-2018 بسبب المخطط الاخضر دينامية جديدة، عبر التعبئة الشاملة للفاعلين في مختلف سلاسل الإنتاج وتوجيه الاستثمار نحو الفلاحة و الرفع من جاذبية المنتوجات الفلاحية المغربية، ناهيك عن ارتفاع الإنتاج الفلاحي خاصة منه الموجه التصدير.
بنفس المنطق وعلى مدى سنوات يعرف المغرب مفارقة في التعامل مع الخيرات البحرية ،حيث تستنزف إتفاقية الصيد البحري هذه الخيرات مقابل قلة الاسماك و نوعيتها و ثمنها الغالي الموجه للسوق الداخلية ، وهو ما جعل الاحتجاجات الشعبية تنعث المغرب ببلد “جوج بحورة”.
فالاسماك المغربية تجدها على موائد الاوروبيين اكثر من موائد المغاربة الذين يسمعون عن بعض الأسماك ولم يسبق لهم تناولها ،وحتى السردين صديق الفقرات قفز من درهمين الى اكثر من عشر دراهيم.
في الجزء الثالث سنعرض لقطاعات أخرى تخدم التصدير و جلب العملة الصعبة ولكنها تشعل اسعارها بالسوق الداخلية .
حنا هما لي كاينطبق علينا المثل :”جزار ومعشي باللفت “
نلتقي مع الجزء الثالث
فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى