كتاب راي ،،،،سلايدر

عفوا ايتها الدولة المبجلة : ماهكذا تبنى الأجيال. الجزء الاول.

عفوا ايتها الدولة المبجلة : ماهكذا تبنى الأجيال. الجزء الاول.
بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،اكادير،أكتوبر،2023
مقال(88)
منذ فجر الإستقلال ،وقبله في عز الحماية الفرنسية كان اكبر ما يؤرق مملكة المغرب هو تكوين صورة عن المغربي الذي نريد ، المغربي الذي ارادت تطويعه الحماية ،والمغربي الذي تحكمه الملكية ، و كانت كل الحكومات المتعاقبة تدرك أن المدرسة هي الكفيلة بتقديم وتكوين تلك الصورة التي يريد الحاكم ان يكون عليها المحكوم .
منذ إحداث المدرسة والنقاش حول التعليم هو عقدة الحاكمين ، فحاروا بين إدماج “المسيد” في المسالك التعليمية ،وبين إلغاءه مخافة أن تتحول المدرسة الحديثة إلى مسيد عصري يتجاوب في ظاهره مع تطور الدولة لكنه في باطنه حبيس الفقه و العلوم البعيدة عن تطور العلوم الانسانية !.
و اصبحت المناهج التعليمية هي اكثر المجالات التي لم تعرف استقرارا على مدى السبعين سنة الماضية . و اصبحت المدرسة أكثر المؤسسات الحكومية عرضة لإعادة الهيكلة الإدارية حسب تقلبات السياسة و حسابات الدولة .
و بعد ان تخلصت الدولة تدريجيا من مدرسة الحماية ،ومن هيئة التدريس الأجنبية ، حاولت قدر الإمكان أن يعكس التعليم هوية الدولة ،و رهانها في تكوين مواطنين قادرين على بناء دولة ومجتمع مابعد الاستقلال.
لم يكن الأمر سهلا ، لأن هذه المدرسة التي راهنت عليها الدولة لتكون مشتلا لنخبها ،تحولت الى مشتل للمعارضين من هيئة التدريس والتي أثرت على التلاميذ لتظهر الوداديات التي جعلت المدرس الى جانب التلميذ يخوضون جميعا معركة الديموقراطية والحرية و العدالة الإجتماعية .
يومها لم يكن موضوع التعليم يطرح إشكالا في بنيته ،فمقررات أحمد بوكماخ للتلاميذ ،وقدسية مهنة التدريس داخل المجتمع ووسط الأسر خلقت فضاء مناسبا للبناء و التربية و التهذيب .
دولة مثل المغرب خرجت من حماية فرنسية ،و ناضلت من اجل إستكمال إستقلال اراضيها عبر مراحل متقطعة ، هذا كلفها الكثير من الجهد و المال ، و بعدها جاءت مرحلة النقاش حول طبيعة الدولة التي نريد ، بين يسار يريدها جمهورية ،و اسلاموية تريدها خلافة ،و ليبرالية تريدها تابعة للمستعمر عبر “التيليكوموند “, وبين ملكية تريد استمرار عرشها الذي. بني لقرون
فهل تعتبرون ؟
غدا مع الجزء الثاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى