،، ،،سلايدر،،كتاب راي ،،،،سلايدر

اللباس والالتباس ؟الجلباب المغربي ،هو لباس يلبسه المثليون في فينزويلا !!!!!

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،اكادير،غشت،2023

مقال(61),2023.

من أكبر علامات التخلف في دول العالم الثالث و الدول السائرة في طريق النمو هو اعتمادها على الغرب للاستيراد ، ولكننا في هذا المقال سنعرض لاستيراد القيم بدل السلع .

عندما نحكم مسبقا ان الغرب هو التفوق والنجاح ،وأننا نحن التخلف ،فكل ما يأتينا من الغرب يصبح حداثة ، 

فيكفي البدوي ان يزيل جلبابه ويلبس بدلة فيصبح معاصرا و عصري و حداثي ، و عندما تزيل المرأة جلبابها او “الملحفة”, و تكسي جسدها بنصف ثوب تسمي هذا تمدنا …

مشكلتنا فيما نستورد من قيم من الغرب ،اننا لا نضعها في ميزان التقييم والدراسة حتى نفهم أصولها و دلالاتها .

في اواسط الألفية قمت ضمن وفد شبابي بزيارة فينزويلا لحضور مهرجان الشباب و الطلبة ، تجمع شبابي كبير يقدر فيه المشاركون بالآلاف ، وجدتها فرصة للتعريف باللباس المغربي ، فلبست الجلباب الابيض اجوب شوارع و محلات العاصمة “كاراكاس”,كلما مررت بممر بقيسارية ،او هممت لقطع الطريق الى الجهة الأخرى ،كان الناس ينظرون إلي بانبهار و استغراب !!!

إعتبرت الأمر في بدايته إعجابا من المارة بلباسي المغربي التقليدي ، و سرت على ذلك المعتقد ،و لكن مرشدة فينزويلية وهي طالبة بفرنسا جاءت لتعمل مترجمة لنا صرحت لي بما لم يكن في الحسبان : 

إن اللباس الذي لبسته ،وهو الجلباب المغربي ،هو لباس يلبسه المثليون في فينزويلا ،و لذلك كان المارة ينظرون الي على انني مثلي !!!!!!

في يوم من الأيام زمن النضال و العمل النقابي ، وبمناسبة احتفالات فاتح ماي ،قام عمال إحدى المعامل باستعمال الصفارة ، كشكل من أشكال التعبير عن الإحتجاج ، واتذكر ان مسؤولا نقابيا لفت انتباههم ان هذا السلوك من الاحتجاج يختص به المثليون في مظاهراتهم ،وبالتالي لا يجوز التشبه بهم !!!!!

ولو تعلم بناتنا ان ما تسمينه موضة، خاصة على مستوى اللباس او الاقراط او او عدد مرات ثقب الأذن ، سيدركن ان كثيرا منها مستورد بشكل اعمى من استوديوهات الأفلام الإباحية ،و من محلات الجنس المعزولة عن الحياة العامة التي تعرض فيها النساء في واجهات المحلات وأمام ابواب الحانات .

عندما تتجول في اوروبا مثلا او في امريكا ،لن تجد موظفا خاصا او عموميا يلبس سروالا ممزقا وكأن صاحبه نهشته الكلاب ، لان لمقر العمل حرمته ،وهذا اللباس يخص بعض الفئات من مشاهير الغناء و ليس للموظفين .

لكن عندنا ببلاد المقلدين ،يصبح موضة رائجة تلبس في كل المناسبات وبلا تفكير في دلالاتها ،فقط الإحساس بأنك حداثي و عصري و تقدمي!!!!

الفتيات اللواتي يذهبن للبحر للاستحمام ،و يلبسن لباسا شبه عاري ، ويقلدن اللباس البحري للبرازيليات والذي يروجن لعلامات تجارية عالمية ، لا تدرك النساء أن مفهوم الشاطئ يختلف من بلد الى بلد ، ففي شواطئ كثير من الدول يمنع على غير المصطافين النزول الى الشاطئ ولا الجلوس على الرمال ، لكن في حالة البحر عندنا ،فالأسر تنصب الخيام العشوائية و الرجال بعضهم يمارس هواية التجول لمشاهدة المعرض المفتوح للحوم الآدمية .

هناك نفايات منزلية قادمة الينا من الخارج تحت مسمى “البال”و”الجوطية”, يبيعها المغاربة المقيمون بالخارج للأسر المغربية دون دراية بمعناها ،لذلك اصبحت الأدوات الجنسية ،وبعض الملابس الداخلية تدخل بيوتنا من هذه المحلات دون ان نعي خطورتها .

نلبس أقمصة تحمل عبارات بالإنجليزية او اي لغة أخرى فيها دعوة للجنس تلبسها نساء اوروبا امام محلات الدعارة المقننة ،فتجدها عندنا موضة ، كالالبسة التي تحمل عبارة حب love 💗 و تكتب على المناطق الحساسة عند المرأة ،وتخرج بها إلى الشارع او تجالس بها الاقارب او وسط الأولاد بالبيت !!!

إننا نقلد بشكل اعمى ،وهم يزرعون ثقافتهم بيننا عبر مخططات مدروسة ، و اصبحوا يتوغلون بيننا واصبحنا نفقد هويتنا …

لنا عودة للموضوع ،

فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى