الراي الحر.... سلايدر

قصة التاجر الشاب عمر اهنصو الدوساوني رجل الأعمال العصامي ،والمغامر الناجح…

بقلم:عبدالله المكي السباعي 


يود الكثير من الناس وخصوصًا الشباب لو يتعرفوا على قصة رجل أعمال كان فقيرا وأصبح ثريا وذلك حتى يأخذوا دفعة إلى الأمام، ويكون لديهم أمل فيما هو آتٍ،  ولتناول الحديث عن رجل أعمال من مواليد منطقة اغرم الجبلية الوعرة والنائية بإقليم تارودانت نموذجاً يحتذى به ، من الرجال الذين  لم يكن لديهم المال، ولكنهم مع الجد والعمل أصبحوا من أهم رجال الأعمال.

 وصناع المال …

الشاب عمر اهنصو من مواليد

 دوار تعنگومت قبيلة اداونظيف جماعة ادار بإقليم تارودانت حيث  كانت انطلاقته، ينحدر الشاب  الحاج عمر اهنص  من أسرة  اصيلة وعريقة لها مكانة كبيرة بدوار تعنگومت، دوساون بقبيلة اداونظيف،  حيث كان جده علي او علي رحمه الله من كبار أعيان القبيلة.

أما والده فقد اختار مزاولة مهنة التجارة محليا مستقرا  بقرية دوساون ومركز تگموت وانخرط بدوره في تدبير الشأن المحلي والسياسي بالمنطقة من خلال شغله منصب  العضوية ومستشار جماعي لسنوات طويلة امتدت من سنة 1981 إلى غاية 2011، وكان نائبا لرئيس المجلس الجماعي طيلة السنوات الممتدة من 1997 إلى غاية 2011، وكان له أيضا حضور وازن في مجال التنمية المحلية ولا تكاد تجد مشروعا لجمعية محلية او مصلحة عامة تخلو من بصمته ومساهتمه.

ولكن الحاج عمر أهنص لم يرث عن والده شيئا يذكر لكنه كون نفسه بنفسه في مجال التجارة والأعمال لينتقل من مساعد لتاجر بسيط بمدينة سلا إلى مليونير ذائع الصيت بمنطقته إغرم بل وبمنطقة سوس عامة.

فبعد اشتغاله في التجارة مع عائلته بمدينة سلا في بداية الأمر ثم موزعا للبضائع وبعض أنواع المواد الغذائية تمكن السيد عمر اهناصو وهو شاب عصامي يشتغل بكل أمانة ومسؤولية، من اكتساب مهارات وخبرات تجارية قلما تجدها حتى عند الحاصلين على الشواهد والدبلومات في ميدان التجارة. وبفضل ذكائه وحنكته ومهاراته الكبيرة في التوزيع واستقطاب زبائن جدد خصوصا من أهل سوس بكل من الرباط وسلا ووقتها كان موزعا فقط ومنتوج الشاي في ذلك الوقت يعرف ركودا واضحا وتجد أغلب شركاته صعوبات بالغة في تسويق منتوجاتها على نطاق واسع لكثرة تنوعها واختلافها، ليتمكن السيد أهنص من الاقلاع باحدى شركات توزيع الشاي في مدة زمنية وجيزة بعد أن تم  تعيينه مديرا تحاريا بها نظرا لكفائته وخبرته الكبيرة في التوزيع والتسويق، وبفضل ذكائه وحنكته طور مكتسابته في مجال التجارة والتسويق، وقام بعدة تجارب في الاستثمار وتأسيس الشركات ليتوج مساره الحافل بالجهود والتضحيات برئاسة شركة بيلا توزيع اتاي السبع بالمنطقة الصناعية بمدينة الدار البيضاء، التي أضحت من كبريات الشركات الوطنية، وهيمنت على السوق الوطنية وتشق طريقها بتباث لترسخ مكانتها في السوق الدولية كذلك.

وأمام انبهار الجميع بالمستوى الرفيع للخدمات التي تقدمها شركته الرائدة في صناعة وتوزيع الشاي ” علامة السبع ” والتي تم تجويدها لتصبح في مطاف الشركات الكبرى عالميا بجودة المنتوج وتحفيز الزبون ويصعب على باقي العلامات منافستها لرفعها سقف الجودة إلى أعلى المستويات 

وكشركة مواطنة نستعرض بعضا من مختلف الأعمال الخيرية والانسانية التي ينخرط فيها الرجل، طباع هذا الرجل ونشأته وشخصيته المحبة للخير والذي يسعى دوما للتضحية بما يملك من وقته وجهده وماله في سبيل إسعاد النفوس وتقديم يد العون لإخوانه في كل وقت وحين، ففي منطقته يعتبر الرجل الأكثر حضورا ووزنا لعطائه اللامحدود وكرمه المتواصل، فالقفف توزع وقت حلول كل رمضان واللوازم المدرسية عند كل موسم دراسي لجميع الأسر الفقيرة والمعوزة بمنطقته، وتجده مساهما في جميع الأنشطة الأخرى والتظاهرات رياضية كانت أو ثقافية أو غيرها ماديا ولوجستيكيا كذلك، ناهيك عن تواجده وبصمته ومساهتمه في أغلب المشاريع التنموية التي تعرفها المنطقة، ويستعد لتأسيس مصنع بها مخصص لانتاج وتلفيف الأعشاب الطبية والعطرية ليس لغرض الربح، وإنما لخلق أكبر عدد ممكن من فرص الشغل لشباب ونساء المنطقة وبالتالي إنقاذ نسبة كبيرة من الساكنة من مشكل البطالة والعوز، ناهيك عن دعمه المتواصل لكل المهرجانات والأنشطة الرياضية التي تقام بالمنطقة وهو المساند الرسمي والرئيسي لها وتكريمه لعدد من الفنانين.

إذن هي ببساطة شديدة لمحة جد مختصرة عن رجل عصامي كريم ومحب للخير ومتواصع جدا ولذلك نجد له الكثير من الحاسدين والغيورين حتى من أبناء قبيلته ومنطقته لا لشئ سوى لغناه وما أعطاه الله ولكل الخير والأعمال التي يقوم بها في سبيل التنمية بمنطقته والرقي بها، دون أن ننسى الإشارة إلى مساهته الكبيرة في تغيير بعض الوجوه التي عمرت طويلا بجماعات المنطقة دون أن تقدم لساكنتها ولو جزءا بسيطا من التنمية التي تصبو وتتطلع إليها.

وأعماله لا تقف عند حدود منطقته فقط بل وطنيا كذلك وكان الرجل قد رصد مبلغا مهما بلغ مليون درهم لدعم زيارة فعاليات المجتمع المدني للمعبر الحدودي ” الگرگرات ” وذلك رغبة منه في المساهمة الفعالة والمواطناتية في شتى المجالات اجتماعية كانت أو ثقافية أو رياضية أو غيرها، وهي رسالة يعبر من خلالها السيد أهنص بأنه احد الجنود المجندون وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده للدفاع عن أمن وحدود المملكة وصحرائها وسيادتها، وايمانا منه كذلك بالدور الرئيسي الذي يلعبه المجتمع المدني باعتباره دعامة أساسية في كل التحديات  . الكبرى للمملكة وفي مقدمته الوحدة الترابية ومغربية الصحراء.

تعتبر شخصية اليوم ،الشاب الطموح الحاج عمر اهنصو الدوساوني نموذجا يحتذى به ،وهو عبرة لغيره من شباب المنطقة الذي يسعى بعضهم لمعرفة سر النجاح ،ناسيا ان الارزاق بيد الله تعالى ،والحياة كفاح ومثابرة وصبر…انتهى الكلام…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى