كتاب راي ،،،،سلايدر

قطاع بدون صحة…إلى اين بهذا الوطن؟؟

 

اسرار بريس….بقلم :هشام الدكاني

إن توجه الحكومة اليوم ، لا يرمي إلى النهوض بقطاع الصحة ، فوضعيتها ببلادنا لاترقى حتى للمستوى الضعيف.. حالة المستشفيات العمومية كارثية مقارنة بنظيرتها في القطاع الخاص ، صورة قاتمة تتجسد في كثير من الصور ، جدران متآكلة ، ٱكتظاظ المرضى في قاعة واحدة ، أما عن مواعيد الفحص وإجراء العمليات ، حدث ولاحرج!!! ، فهي بعيدة جدا إذ تمتد لشهور كثيرة في غالب الأحيان!!!

وأحيانا أخرى ، إلى أن تنتهي كافة مراسم دفن صاحب الموعد الذي أصبح ميتا ، قمة الإستهتار حقا.

فلا ضرر أن يموت المواطن المغربي على جنبات المستشفيات وفي قاعات الإنتظار أو حتى في الشارع العام… في حين ، لا بأس أن يثم بناء مستشفيات جديدة وبمعايير حديثة ، و أن يثم إمدادها حتى بالأدوية.. بينما المواطن المغربي المقهور يعاني في صمت وعلن..!

لكن الأغرب من ذلك ، أن تصرف ملايين الدراهم على مهرجانات وحفلات وملاعب وغيرها…أشياء لا ولن تعود بالنفع على المغاربة ، لكنها تعود بالنفع والنفع الكبير على بعض (التماسيح و الثعالب البشرية!).

كل هذا ، يمكن أن نلتمس له العذر ، مع العلم أن العذر أقبح من الزلة.. لكن أن يحدث نفس التعامل الجد سيء من طرف بعض الأطباء والممرضين للمرضى فهذا عاد مألوفا في القطاع العام..!

أما في القطاع الخاص فهذا شيء جديد وغريب ومثير للدهشة!

لكنني عاينت ذلك هذا الأسبوع في إحدى المصحات الخاصة والمعروفة بمراكش ، حيث أقدمت زوجة إحدى المرضى بالسؤال والإستفسار من الطبيب المختص بمتابعة حالة زوجها المريض ، وهذا حقها الطبيعي والقانوني المشروع طبعا.. لكنه واجهها بكلمات قاسية ودنيئة ، لاترقى حتى لمستوى القسم المؤدى بالمهنة ، وبأسلوب أقل مايقال عنه « سوقي » ، مما أثار حفيضة الزوج المريض وجعله في حالة غضب شديد لما جرى ، ويعود أدراجه دون تطبيب!

حقا مثل هذه الأشياء يندى لها الجبين…

لقد أصبحنا نعيش فراغا دينيا وإنسانيا كبيرا ، وهذا راجع لغياب الوازع الديني أكثر من غيره ، مما فسح المجال أمام هذه المعضلة التي يعيشها اليوم المواطن المغربي في ظل الإنسياب والإنحلال وٱنعدام المسؤولية والضمير المهني.

فإلى أين بهذا الوطن؟!.

بيان مراكش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى