،،مجتمع،، سلايدر،،سلايد

تارودانت على مايبدو مدينة صغيرة ، ومحاينها كبيرة…

اسرار بريس…رضوان المكي السباعي 

بالأمس الخميس مثل كثيرين ، ذهبت لاقتناء وجبة سريعة بأحد المحلات بالمدينة ، وأمام ازدحام خفيف ، ومعرفتي الجيدة بأهلها  فالمدينة طبعا هي مسقط رأسي ، فضلت أن أنتظر دوري بالجلوس بجانب المحل فتبادلنا انا وصاحب المحل اطراف الحديث ، بعدها بدقائق معدودة وبمحيط المحل حلت سيارة شديدة السواد نزل منها رجل رفيع المستوى بالسلطة المحلية ، غرضه أن يتواصل مع صاحب المحل ، وليس ببعيد كانت كلماته متناثرة و متأثرة ، عما يحدث في محيط المحل وأنه منزعج  بتقديم شكوى أكثر من مرة لأحد المواطنين المحادين للمحل مباشرة ، فكان السبب طبعا هو تلك الرائحة المنبعثة من عملية شواء اللحم ، كما ان هذا المسؤول والذي أنار انتباهي في حقيقة الأمر اننا بدأنا نرى مسؤول لبق مستوعب للاشياء جيدا ، ولم يكن أبدا  صورة لذلك الرجل السلطوي ، اللهم إلا أنه أعطى رسالة اخيرة وواضحة  أن الوضع لا يحتمل بكثرة تردد شكاية الجار عليه ، ثم أن صاحب المحل أمام خيارين إما بتغيير النشاط إلى نشاط آخر ، وإما إصدار قرار المنع من مزاولة ذلك النشاط نهائيا  ، وبعد انصراف المسؤول عاد صاحب المحل الى مكانه وبجانبي تبدوا عليه الحسرة ومنهارا ،  ويتساءل بشكل علني  كيف يعقل أنه يتوفر على رخصة فتح محل للوجبات السريعة ، ولم يحضى بتلك الرخصة إلا بعد مجهود كلفه مجهودا ماديا ومعنويا كبيرا بعد فترة كورونا والمشاكل المترتبة عنها ، ثم أنه لم يرتكب أي ذنب في الحصول عليها ، وأكثر من ذلك تشغيل أربع أفراد جلهم رب أسرة…ثم يتعرض بما وصفه بمثل المضايقات …

فقلت في نفسي ماهذا العبث ؟ ومن المسؤول بالتحديد ؟

قسما أنني خجلت ،خجلت لأني كم تمنيت حينها الجلوس مع كل الأطراف لارضيهم …وكم خجلت أيضا أنني  عملت بعدة مدن مغربية واخدت إلى حد ما صورة متواضعة عن كيفية تسيير المدن ، واعود ادراجي الى جهة بها مدينة هي من المدن القديمة في التاريخ ، وربما لا يعلم مسيروها لحد الساعة كيف يتحكمون جيدا في وضع سياسة ثابتة من خلال التجارب ، هي وقاية لصاحب أي نشاط تجاري كيفما كان حاله ، من جهة ثانية تسهيلا لمسار مسؤول أصبح موضع إشكالية كبيرة ان لم نقل معقدة بين غلق محل رزق عدد من الأفراد ، وشكوى احد المواطنين من مخلفات داك النشاط…

وأمام متل هذه الكوارث نقول أنه رجح فرضية ان رحلتنا إلى دار البقاء قد ولى مادام الحق في التواجد وبشرف أمر مستحيل ، ثم بعدها ومع بعض الأشخاص أصبحنا كالحمقى نتداول فيما بيننا صورة المدينة الحاضرة أيام الزمن الجميل ، ونتاسف ونتجرع مرارة هذا الحاضر ، حاضر نلمس فيه انعدام في التواصل بين مسؤولين المجالس المحلية والمواطنين عبر قنوات المجتمع المدني، اللهم إلا بعض كتابات بعد حين وحين عبر أحد المنابر الإعلامية ، كلها وإن يغيب عنها الرأي فهي تنبيها بأن الأمور التنظيمية بالمدينة يجب الحسم فيها أكثر وأكثر قبل الشروع في مشاريع كيفما كان نوعها تكلف أصحابها العازمون على فعلها خسارات مكلفة ، وخصوصا تلك الضامنة لمصدر العيش اليومي 

وساقول وبكل صراحة دون أن يعتقد أي شخص أنني اتجرا بالعكس انني أحترم الجميع وخصوصا من المؤترين داخل المدينة مدينة تارودانت اقول ”  رحم الله شخصية التدبير والتسيير والحكمة الجيدة بالمدينة “

ثم ماذا بعد !!!! من الأفضل  مرة أخرى العودة لالتزام الصمت ، مادام هو الحل الوحيد لاشياء موجعة…

والسلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى