بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ، أكادير ، يناير 2023 مقال (05).
من حق الشعب الجزائري أن يفرح ، من حق رياضييه أن يجدوا متنفسا لهم في “الشان”، و لو “ماعندو شأن” عند الفيفا ، على الأقل ليعوضوا “شمتة” الاقصاء من المشاركة في كأس العالم وعلى ارضهم وفي الثواني الأخيرة ، لتزداد ضغوطاتهم بعد المسار الباهر و الاستثنائي الذي أنجزه المنتخب المغربي ،
الشان الجزائري للاعبين المحليين اعتذرت عن المشاركة فيه تونس و مصر ، ولا احد في الصحافة الجزائرية فتح فاه،
الكاف قررت أن تكون هذه آخر دورة لبطولة لا تعترف بها الفيفا ، و يكون من غرائبها كبطولة انها اول وآخر بطولة في العالم لا يشارك فيها الفائز بالنسخة السابقة ،
حكاية عدم تنقل المنتخب للدفاع عن لقبه أصبحت في علم الجميع ، و ربما ما كسبه المغرب في عدم مشاركته هو وضع آخر مسمار في نعش تنظيم الجزائر لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025 ، ذلك أن هذا البلد يغلق حدوده في وجه مشجعي منتخب مشارك ، و غياب الجمهور و المنتخب المغربي بعد كل ما حققه في كأس العالم ممثلا للقارة الأفريقية ، يصعب تقبل تنظيم البطولة من دونه ،
ومن سخريات القدر ،او دهاليز السياسة العفنة المتعفنة ، أن إفتتاح شان الجزائر ينظم بالموازاة مع إفتتاح مؤتمر البوليساريو بتندوف، مؤتمر ينعقد ايام قبل إفشال ما سموه بمحاولة الانقلاب على شرعية القيادة الحالية !!!!!
ترك البوليزاريو وحيدا في قفار الصحراء تتلاعب الرياح باعلام وصلت توا من العاصمة الجزائر لتحل محل اعلام تآكلت وسط شمس الصحراء القاحلة ،
وترك الغالي /الرخيص في خيمة المؤتمر يلملم ما حوله وقد كانت رمال التغيير ستعصف به لولى التحرك الاستباقي لولي نعمته شنقريحة,
حفيد نيلسون مانديلا ، جاء الى الجزائر ليحضر افتتاح ملعب يحمل اسم جده ، لم اكن اعتقد قبل اليوم ان مانديلا هو ارث عائلي و ليس رمز أمة !!!
ولا اعرف ما سبب قدوم هذا “الولد” و تعطاه الكلمة لينعث الأمة العربية والإسلامية المغرب بالمستعمرة !!!
ربما أن الولد الحفيد إختلطت عليه الكلمات ،بين تلك التي سيلقيها في ملعب الافتتاح و تلك التي سيلقيها تحت خيمة مؤتمر البوليساريو !!!
فالحفيد جاء الى هنا و هناك ، وبين هنا و هناك تنكشف خيوط المهمة التي جاء من أجلها …
و هاهي “جماهير ” افتتاح الشان تطلق أغنية تنعث فيها المغاربة بالحيوانات لأنهم يأكلون “البنان”, وهو الموز الذي لم يجد اليه الجزائريون سبيلا …
المغرب في عالم ، و عسكر الجزائر في عالم :
في نفس التوقيت التي تدور فيه تلك الأحداث العابرة و الفلكلورية بالجزائر ، كان ملك المغرب يستقبل أعضاء من الكونجريس الأمريكي في مأدبة عشاء عمل ” مؤكد ليست فيه حلوى “ميلفوي”,
وساعات قبل ذلك كان وزير خارجية المغرب و اسبانيا يتفقان في ندوة مشتركة على موعد عقد القمة الثنائية بين البلدين ،
و قبل افتتاح الشان ،كان رئيس الفيفا يصف بمطار سلا المغرب بأنه بلده ، و يحضر رفقة رئيس الكاف و ممثلي الأندية القارية مجريات قرعة كأس العالم للأندية التي تحتضنه المغرب في فبراير المقبل ، للمرة الثالثة في تاريخ المسابقة التي تنظمها الفيفا ….
وفي خبر صغير في موقع إلكتروني ، الطائرة العسكرية المغربية بدون طائر تقصف عربتين في المنطقة العازلة التي يسميها البوليزاريو بالمناطق المحررة !!!
وماذا بعد ؟
في حقيقة الأمر هذه أحداث عابرة في زمن عابر ، مليئ بالعبر و الدلالات ، فالمغرب في ارضه ،ومادام مستمرا في تنمية بلاده فمؤكد ان الخصوم و المنافسين وحتى الحساد ستتواصل مساعيهم للنيل منه ،
وأما في الرياضة فمهما حققت من منجزات يبقى دوما الانجاز المسجل في التاريخ هو ان تكون الاول :
فرق صعدت الى الثمن ،لكن المغرب كان و سيبقى الاول ،
والمغرب اليوم هو أول من صعد إلى النصف ،و ستأتي بعده فرق إفريقية وتحقق نفس الإنجاز ويبقى المغرب هو الاول ،
المغرب اول دولة عربية و إفريقية تنظم كأس العالم للأندية ثلاث مرات ، وستبقى كذلك مهما نظمت بعد ذلك بدولة عربية او إفريقية …
في المحصلة :
في الشان نحن مجرد حيوان يأكل البنان ، و مجرد آخر مستعمر بافريقيا ، و مانديلا بعد وفاته جزائري ،
كل هذا لا يهم ، الاهم أن 2022 ،جعلت المغرب بحدثين بارزين يدخل التاريخ :
يوم حفرنا جبلا من اجل الطفل ريان ، و يوم وصلنا نصف نهائي كاس العالم في قطر ،
لا تستطيع الجزائر بكل ألاعيبها أن تحقق هاذين الإنجازين ،وحتى لو ربحت آخر دورة للشان ،فإن المغرب يبقى اول و آخر من ربحها مرتين متتاليتين وحرم من الدفاع عن لقبه ….
فهل تعتبرون ؟
