،سلايد،سلايد،رأي

المغاربة يقدرون لكنهم لا يقدرون !!!¡!

مقال (18) شتنبر ,

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ، شتنبر ،2022.

يبدو ان الأزمة العالمية التي اصابت اقتصادات الدول لقيت مقاومة من المغاربة الذين قادهم حبهم للحياة وصبرهم وثقتهم في نظامهم الملكي ، الى التشبت بالحق في الحياة…

وهو ما جعلهم يقبلون على عطلة الصيف وهم ينفقون مدخراتهم في عطلة طال انتظارها بعد جائحة كورونا.

لكن هذه المقاومة بدأت تنهار مع الدخول المدرسي ، وتحديات توفير لوازم الدخول المدرسي والجامعي ، من كتب ودفاتر و ملبس…

المغاربة يدركون أن افلاسهم المالي ليس وليد سوء تدبيرهم ولا هو عقوبة على اختياراتهم ،ولكن بكل تأكيد هو نتيجة سياسات حكومية وخيارات دولة واضطرابات عالمية .

وبنفس التضحية التي دفعت بالمغاربة لقضاء عطلة الصيف ينتابهم الحماس لمواجهة الدخول المدرسي ،

‌لكن يبدو ان المغاربة- وانا منهم – تحولوا إلى لقمة صائغة للبنوك و شركات السلفات ، حيث وجد المغاربة في سلفات الاستهلال الحل الوحيد لتجاوز عقبات ظروف الحياة القاهرة ،ورهن مستقبل الأسر للعشر سنوات القادمة . بنسب فائدة مجحفة.

الموظفون خاصة ، لم يعودوا موظفين عند الدولة والقطاع الخاص فحسب ،لكنهم موظفون عند البنوك التي اثقلت كاهلهم بالديون…

وضع أشبه بلعبة القمار : مواطنون يخلقون التوازن القصري عبر اقتطاع نصف اجورهم الموجهة للسلفات لتغطية عجزهم الحالي ،وهم يدركون انهم يعمقون أزمتهم ،

لكنهم مسكونون بالامل بغد قد تقبل فيه الحكومة على زيادة في الأجور او اجراءات للتقليل من حدة الأزمة. 

لا ضمانات ان الحكومة قد تزيد في أجورهم ، لكن هناك امل بعد زيادات اجور فئات بعينها دون أخرى ،وكأن الأزمة ليست عامة وتعني فئة دون أخرى…

ماذا يملك المرء في هذا الوطن غير أجرة واولاد وزوجة واسرة وعائلة ، و كلما حجزت البنوك نصف الأجرة ،كلما اختلت التزامات رب البيت اتجاه كل هؤلاء ، والنتيجة ؟ 

حاضر يسير ب ” البريكولاج” ، ومستقبل مجهول يهدد تماسك الأفراد والاسر والمجتمع عامة ، ويرهن ليس فقط مستقبل الأفراد ولكن مستقبل الوطن كاملا….

نحن أمام عشر اشهر القادمة ، اذا لم تعالج الحكومة اختياراتها ،ولم تبادر الدولة الى إعادة التوازن لمواطنيها ،فقطعا سنكون امام نفس نتائج زمن التقويم الهيكلي الذي جعل المغرب لعقود يمشي بسرعتين ،سرعة طبقة صاعدة تقتات من الأزمة وتراكم الأموال ، وسرعة طبقات منحدرة تؤدي ضريبة مخططات الدولة وتراكم الأزمات والتفككات والنكسات.

كورونا قلنا قدر عالمي وجد المغاربة الدولة الى جانبهم ، و الجفاف قدر الاهي خبره المغاربة و ألفوا مواجهته ،وقدر بشري هو حرب روسيا واوكرانيا الهبت جيوب الضعفاء و كل املهم ان تنتهي ليستعيدوا حقهم في الحياة .

الآن ، هذا وطن صامد ،وشعب بدا يفقد مقومات الصمود ،ليس لأنه لا يقدر (من التقدير) ،ولكن لانه لا يقدر( من القدرة ), لانه افرغ جميع ارصدته من المال والصبر و التعايش …

احذروا صبر المغاربة فهو لن يطول …

فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى