،سلايد،سلايد،رأي

العيالات هن الحاكمات ،،،وزمن الرجال فات ومات :

اعدها وكتبها الدكتور سدي علي ماءالعينين ،غشت 2022

مقال (07) ،غشت 2022.

المقال طويل ويبقى الموضوع شيق …

رغم أن عهد الجاهلية قد ولى وولت معه عادات وجرائم وأد البنات، بعد أن جاء الإسلام وأوصى بالبنات خيرا، إلا أن حس الجاهلية مازال يسيطر على تفكير الكثير من الآباء ومازالوا كلما حملت زوجاتهم، رددوا الدعاء التقليدي ‘يارب ولد’··

ها نحن الآن في القرن الواحد والعشرين فيما يقترن بالأذهان دساتير العلم والتكنولوجيا والتحضر إن صح التعبير، ولايزال لتلك المواقف من الوليدة الأنثى وقعها الأليم، 

وقد التفتت إلى ذلك منظمتان تابعتان للأمم المتحدة، هما منظمة الصحة العالمية ومنظمة رعاية الطفولة اليونيسيف ، فأصدرتا تقريرا نشر حديثا جاء فيه·· ‘إن النساء في سوريا والأردن يعبرون بوضوح عن رغبتهن في إنجاب أطفال ذكور وتزداد هذه الرغبة في كوريا الجنوبية وبنجلاديش، ثم تزداد أكثر في باكستان ونيبال، أما في عدد كبير من بلاد الغرب وفي الفلبين فإن الرغبة في إنجاب بنت أو ولد متساوية تقريبا، وإن كانت النساء يرغبن في أن يكون الوليد الأول ذكرا، ويبررن ذلك بأن الأولاد لا يتطلبون الجهد الشاق الذي تتطلبه البنات في الرعاية والتربية، فإلى جانب ذلك فإن الأب يريد طفلا ذكرا يحمل اسم العائلة·

الذكر هو الذي يحمل اسم العائلة وهذه نظرة اخرى تجاه انجاب الذكور وليس الاناث, فالذكر هو الذي يحفظ اسم الاب ويجعله متوارثا جيلا بعد جيل لأن الابن البكر اذا تزوج كان لزاما عليه ان يسمي ابنه البكر على اسم ابيه وبذلك يصبح اسم الاب مخلدا على طول الزمان .

اما اذا لم يكن لهذا الاب ولد وكانت له بنت او أكثر فإن البنت لا تسمي ابناءها على اسم والدها وانما على اسم والد زوجها وبالتالي سوف يندثر ويزول اسم والدها وتنقرض العائلة ولا يبقى لها أثر.

 فالأب ذو الجاه والمال  عند البعض اذا لم ينجب ذكورا يجدها كبيرة ويستاء ولا يرضى بتاتا ان تذهب أمواله وممتلكاته الى شخص غريب ( الا وهو زوج ابنته ) فهو يفضل ان يرثه ابنه الذكر وليس الناس الغرباء, ويظل ينجب بنتا وراء بنت حتى يرزق بالذكر او يتزوج من ثانية وثالثة حتى يأتيه الذكر.

كشفت إحصائية في 2008 صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، وجود عشرة آلاف زوجة مصرية يتم طلاقهن سنوياً بسبب إنجابهن الإناث، وأن نسبة الطلاق بسبب إنجاب الأنثى تصل في الوجه القبلي المصري إلى 20 في المائة، بينما في الوجه البحري 15 في المائة.

هذا في مصر كنموذج، فيما لا نتوفر في المغرب على مثل هذه الاحصائيات الاجتماعية ،لكن اثناء بحثنا وقعنا على حكم غريب (!) يخص السماح للزوج بالتزوج من اخرى لان الأولى تنجب البنات وهو لديه رغبة في الابن .

يشار إلى أن المادة 41 من مدونة الأسرة تنص على أن المحكمة لا تأذن بالتعدد “إذا لم يثبت لها المبرر الموضوعي الاستثنائي، وإذا لم يكن لطالبه الموارد الكافية لإعالة الأسرتين وضمان جميع الحقوق من نفقة وإسكان ومساواة في جميع أوجه الحياة”.

فكرة الزواج للمرة الثانية لإنجاب مولود ذكر قد يكون تحقيقها صعباً، لكن قبل ست سنوات صدر قرار فريد عن محكمة النقض غي المغرب يسمح للزوج أن يتزوج “زوجة ثانية”، استجابة لرغبته في إنجاب الذكور.

محكمة النقض، التي أصدرت قرارها المثير التي نقضت به قرار محكمة الاستئناف مستندة في تعليلها إلى حيثيات فريدة جاء فيها: “لما كان الزوج يتوفر على البنات فقط من زوجته الأولى، التي وافقت له على زواجه من ثانية، لرغبته في إنجاب مولود ذكر، فهذا ممنوع قانوناً ولا فقهاً”.

و رغم ان كل الدراسات أكدت عدم مسؤولية الزوجة في تحديد جنس المولود الا ان هذه الثقافة يبدو انه قديمة قدم البشرية ،

قال تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 58، 59]، فكانوا مِن جهْلِهم وظُلمهم يكرهون البنات كراهةً شديدةً، وإذا رُزِقَ أحدُهم فتاةً يَسْوَدُّ وجْهُه حتى يصبح كاظمًا على الحزن والأسف.

متناسيين ان الله كرم الأنثى على الرجل بقوله تعالى : {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى: 49، 50]،

وعلى ذكر العقم  فعدد المغاربة المصابين بالعقم أو الذين يواجهون صعوبة في الولادة،  يبلغ عددهم حاليا ما يناهز 850 ألفا”.

على الرغم من اصرار الرجال على انجاب الاولاد بدل البنات فإن المغاربة يرزقون الاناث اكثر من الذكور مما جعل النساء بالمغرب اكثر نسمة من الرجال .

فقد أفادت المندوبية السامية للتخطيط أنه خلال سنة 2020، مثلت النساء أكثر من نصف ساكنة المغرب (50,3 %).

وأضافت المندوبية، في مذكرة إخبارية أصدرتها اليوم الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أنه حسب الحالة الزواجية، فإن 28,1% من النساء البالغات 15 سنة فأكثر هن عازبات، فيما 57,8 % منهن متزوجات، و10,8% منهن أرامل، و3,3% منهن مطلقات.

وأشارت إلى أن 16,7 في المائة من الأسر، البالغة 8.438.000 أسرة، مسيرة من طرف النساء، مسجلة أن هذه النسبة تبقى مرتفعة بالوسط الحضري (19,1%) مقارنة بالوسط القروي (11,4%).

نحن أمام هيمنة نسائية ،ليس عدديا فحسب ،ولكن اقتصاديا واجتماعيا ، وتبقى اكبر معضلة تعكر صفو هيمنة المرأة هو  ارتفاع نسبة العزوبة ، فالرجال رغم وجودهم فإن غالبيتهم اما بلا عمل او عاجزين عن تحمل اعباء بناء أسرة ، وهو ما جعل نسبة الطلاق مرتفعة حتى ان تم الزواج ،

وفي المحصلة ، البنت التي لا يرغب فيها الاب اصبحت اليوم هي الرزق الوفير ،والسعد الذي يحل بالديار وينشر الاستقرار ،

«وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون» (البقرة : 216)،

واختم مقالي هذا  بدراسة بريطانية أجرتها كلية هارفرد للأعمال،كشفت أن إنجاب الإناث يطيل عمر الأب ويدخل الفرحة إلى حياته، إذ يزيد متوسط عمر الرجل بواقع ستة أشهر مقابل كل أنثى ينجبها ، وأكثر من كل ذلك يمثل دفعة لمسيرته المهنية ويجعله زوجاً أفضل.

تقول الدراسة أن مشاعر الأب تكون أقوي وأكثر رقة عندما يحمل طفلته الأنثى وأن الآباء يمضون وقتاً أطول بنسبة 60% مع بناتهم مقارنة بأولادهم.

وأشارت تلك الدراسة إلى أن شعور الأب بالرقة لدى حمله طفله يزداد عندما تكون أنثى، وأن الأمهات يفقدن سبعة أشهر من أعمارهن مقابل انجاب ذكر أو أنثى بسبب تأثيرات التعب البدني المرهق لهن.

المهم ،” العيالات حادكات ،و مهيمنات ،و قاريات ،وبفلوسهم ،” ، وهذا يهدد عرش الرجال ويفتح المجتمع على عادات و شريعة ، الحكم فيها للمرأة ،

فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى