رأيسلايد

الأستاذة لالة خدوج مبروك تكتب:الام مدرسة والاب موسوعة

 

اسرار بريس:

قضايا تربوية:الأم مدرسة والأب موسوعة

قال الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدته ،العلم والأخلاق:

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.

فالشاعر شبهها بالمدرسة،لأنها فعلا مدرسة قائمة بذاتها في جميع الميادين التربوية والتعليمية،إنها العمود الفقري للمجتمع وفقا لما تقوم به من دور مهم في التربية والتنشئة والتعليم،فهي تخوض عدة معارك من أجل تربية أبنائها،هذا دون أن نستثني ما يقوم به الأب هو الآخر من تضحيات لا تعد ولا تحصى من أجل ضمان الأمن والأمان،والسلم والسلام-لكل ما تحمله هذه العبارات من دقة وتمحيص في المعنى-لأسرته،فكلاهما يضحيان ليجعلا منك عنصرا مهما فعالا في الحاضر والمستقبل.

أعود لأقول أن الأم تساهم في دمج أبنائها وسط محيطهم الأسري والإجتماعي،وتكوين شخصياتهم،فهي أول من يشعر بهم ويدرك احتياجاتهم،وهذا مؤشر يقوي العلاقة بينهم،ويجعلها مسؤولة في نظرهم عن الإنضباط في البيت،وتحديد قواعد السلوك،إضافة إلى أنها تضحي بحاجاتها الشخصية في سبيل تحقيق احتياجاتهم،وقد يقع على عاتقها جزء كبير من أعباء بناء الأسرة،التي تعتبر الوحدة الأساسية لبناء المجتمع.وفي خضم هذه التربية تتعرض الأم-لا محالة-لمواقف يجب أن تحسن التعامل معها كأن يصدر عن أحد ابنائها خطأ ما،فيصبح دورها آنذاك هو التوجيه وليس التأنيب، كما يجب التوازن في معاقبتهم، بحيث تكون العقوبة ملائمة للخطإ الصادر عن أحدهم،ولا تكون انتقاما منهم بسبب إغضابها،فتظل الأم حريصة على السيطرة عند غضبها حتى لا تصدر عنها كلمات بذيئة أو مهينة للإبن الذي أخطأ إلى جانب عدم إحراجه بالتوبيخ أمام الآخرين لأن هذه النقطة الأخيرة تعتبر من بين الأساليب الخاطئة التي قد يتبعها الوالدان لتربية أبنائهم ،والتي يجب تجنبها،كالتسلط والإهمال والحماية المفرطة التي تمنع الطفل من تحمل مسؤولياته.

فالتربية تتطلب تزويد الطفل بالحب والإحترام والحزم عند الشعور بالإنزعاج أو القلق.وفي مثل هذه المواقف نجد الأم هي أول من يتدخل تدخلا فوريا،لأنها كثيرا ما تصادف من أطفالها بعض السلوكيات المزعجة،كالعناد أو الردود غير المهذبة-والتي هي جزء طبيعي من عملية النمو- فتعالج الأم مثل هذه السلوكيات بالتصدي إليها تحليا بالصبر وضبط النفس،مت أجل بناء أسرة متماسكة متزنة.

فإذا كانت الأم مدرسة فالأب موسوعة نعتمد على معطياتها الهادفة مدى الحياة،فهو النور المضئ في ظلمات طريقنا،هو التعزية في الحزن،والرجاء في اليأس،والقوة في الضعف،إنه موطن الشكوى وعتاد البيت….فكلاهما يضحيان بكل ما تفرضه عليهما ظروف الحياة رغم قساوتها، ليجعلا منك عنصرا قويا،مهما محترما،يجدان نفسهما في سن ضعفت فيه قواهما الجسدية،والمعنوية،حينها اطرح عليهما سؤالا وقل لهما:ماذا تريدان من وراء تربيتكم لأبنائكم؟وماذا تريدان من هذه الحياة؟

فيكون جوابهما بكل ثقة في النفس،منحناهم سنوات عمرنا،ووهبناهم أغلى وأعز أيام شبابنا مقابل أن يمنحونا دفء العائلة،وأن يبروا بنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى