،سلايدرأي

عاشوراء: عادات مندمجة على ايقاع “التعريجة”!!!

كل ما يمكن ان تعرفه عن احتفال المغاربة بعاشوراء .

مقال :(06),غشت ،2022.

جمع المادة واعدها  للنشر الدكتور سدي علي ماءالعينين ،غشت 2022

لا خلاف حول القدسية الدينية العميقة ليوم عاشوراء، العابرة للطوائف بل حتى العابرة للديانات،

 إن المجتمع المغربي هو مجتمع طرقي  قريب  من التوجهات العقدية الشيعية عن قصد أو عن غير قصد، 

 يوم عاشوراه عند البعض يوم  توبة آدم عن خطيئته الكبرى، وعند البعض يوم نجاة نوح من الطوفان، أو يوم عودة يوسف إلى أبيه الكفيف، أو يوم خروج يونس من بطن الحوت، وهو كذلك عند قسم آخر يوم خروج موسى بشعبه من بلاد مصر، وعند المذهب الشيعي يوم مقتل الإمام الحسين في موقعة “كربلاء” المشهورة.

مظاهر الإحتفال، بعضها ذي أصول شيعية، و بعضها يهودي ، او ربما نصراني  عما يقول معارضي الاحتفال بهذه المناسبة حيث يرون أن شخصية بابا عيشور لعل أصلها تشبه بالنصارى في شخصيتهم المعروفة بابا نويل. أو ذي أصول شيعية ،

كما أن طقوس النيران و الحراقيات ، قد تكون ذات أصول بوذية.

 عند المسلمين  عموما من أهل السنة عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر مُحَرَّم في التقويم الهجري، ويسمى عندهم بيوم عاشوراء وهو اليوم الذي نجّىٰ الله فيه موسى من فرعون ويصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي حفيد النبي محمد في معركة كربلاء، 

وهو اليومُ الذي قالَ عنه الرسول صلّى الله عليه وسلم، عندما قَدِم إلى المدينةِ ورأى يهودَها يصومونه: “أنا أحقُّ بموسى منكم”. فصَامَهُ بعدها وأمرنا بصيامِه. في دلالةٍ على عظمةِ هذا اليوم الذي نجى اللهُ فيهِ سيدنا موسى عليه السلام وقومَه، وأغرقَ فرعون ومَن معه.مما يعني انه احتفال سبق مقتل الحسين .

كل هذه الرمزيات الدينية تحضر في عادات احتفال المغاربة بهذا اليوم، وأكثر، حيث يعتبرونه يوم احتفال شعبي، يتعدى صفته الدينية إلى طقوس اختص بها أهل البلد ولها وقعها الخاص في ذاكرة المغاربة، إذ يُعِدون لها العدة منذ أول أيام محرم حتى انقضاء العاشر منه.

وكما هي رمزياته العديدة، فلدى المغاربة تسميات لا تقل عدداً ليوم عاشوراء، فينادونه بـ”العاشور” و “أمعشور” و”تامعشورت” و”ئمعشار ” و”تاعشورت” و”بوكفُّوس” و”أوداين عاشور”. 

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عمق هذا اليوم داخل الثقافة المغربية، جاعلين منه احتفالاً بطقوس تعود جذورها إلى حقبة ما قبل الفتح الإسلامي.

تقول بعض الأهازيج المعروفة والمنتشرة في جميع مناطق المملكة: 

“بابا عيشور ما علينا لحكام ألالة… عيد المولود كيحكموه الرجال ألالة”. 

كذلك، تدعو المحتفلات غيرهن من النساء الباقيات في البيت إلى الخروج بالقول:

 “اخرجوا الحاجبات… هذا عيشور عاد جات”. وتتضمن الأهازيج أيضاً أدعية بالتوفيق والذهاب إلى الحج وإنجاب الذرية، لمن يمنحهن بعض الدراهم مثل: 

“عويد فوق عويد.. الله يعطيك وليد”. 

في المقابل، ينال بعض رافضي إعطاء النقود إلى فتيات عاشوراء أدعية بالويل والثبور والذرية العليلة.

تصادفك  اثناء الاحتفالات مجموعات من الفتيات الصغيرات تحمل احداهن عظما من عظام اضحية العيد مخضبا بالحناء-اعطينا فلوس بابا عيشور- طلب يمكن ان تسمعه عشرات المرات في كل يوم،انه حسب بعض المتابعين  تدريب على التسول وكأن عاشوراء دورة تدريبية سنوية،وكل تلبية لطلب هؤلاء الفتيات يعتبر دفعا بهن الى براثين التسول.

وما يعاب على الاحتفالات هو  تحول التراشق بمياه “زمزم” من طقس احتفالي ترفيهي إلى تصرف مؤذٍ يثير كثيراً من العنف بسبب تعمد البعض خلط الماء بالبيض أو بسوائل أخرى قبل رشقه، بنيّة إيذاء الفتيات والنساء. فيؤدي ذلك سنوياً عاماً بعد عام إلى عدد من الشجارات الحادة التي يصل بعضها إلى ردهات المحاكم.

 فحينما يتم رش الماء بين الصغار والكبار في جو احتفالي .فالواقع هو إشارة إلى حرمان “الحسين” وأهله(آل البيت) الذي نعته الرسول الأعظم بخيرة شباب الجنة من الماء قبل مقتلهم، وهو نكاية كذلك في جيش “يزيد بن معاوية” الذي حاصر آل البيت وقتلهم بعدما تمردوا على الطغيان والظلم.

كما أن مناسبة عاشوراء هي مناسبة تقلق راحة الآباء لما تتطلبه من مصاريف لشراء اللعب للاطفال ،وكذا شراء الفواكه الجافة،خصوصا وان هذه المناسبة تلي مباشرة عيد الأضحى .

 

من كل ما سبق ،تبدأ وتنتهي الأسئلة (!):

كيف لنا كمسلمين، أنْ نعيشَ شعوريْن متناقضيْن في يومٍ واحد، يوم نُجمِعُ جميعُنا على أنّه يومٌ مبارك، ذو مكانةٍ خاصةٍ عند كليْنا. 

عاشوراء الذي يمثلُ يومَ فرحٍ للسُّنة؛ لأنّه اليومُ الذي نجا فيه سيدنا موسى عليه السلام مع قومه، من فرعونَ وجنوده، نستقبلهُ بالصيام وقراءةِ القرآن والاستغفار. في حين تقومُ بعضُ العائلات بصنعِ حلوى أو “طبقٍ شعبيّ” من وحي المناسبة، كلٌّ بحسبِ عاداتِ وتقاليدِ المكان الذي أتى منه، والوطنِ الذي يعيشُ فيه. هذا اليوم، يستقبله الشيعةُ بحزنٍ ونحيب، لأنّه اليومُ الذي قُتل فيهِ الإمامُ الحسين بن عليّ عليه السلام، حفيد سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم.؟!!!!

ويبقى عاشوراء بكل رموزه فسحة فرح للمغاربة ،وسوس تجارة لانواع من المنتوجات ضمن سلسلة مناسبات سنوية.

افرحوا بكل عفوية ،ولا تسألوا عن اصول ما يفرحكم ،فالفرح ينبع من القلب وليس العقل 

فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى