عمليتا درون المغربية ومحاربة الارهاب .
اسرار بريس: ذ/الحسين بكار السباعي أكادير
ابان المغرب عن امتلاكه لتكنولوجية عسكرية جد متطورة ، هي ثمرة تعاون عسكري أمريكي ، وعمليات تدريب ميدانية دشنتها وحداث المارينز ومختلف وحداث القوات المسلحة الملكية برية وبحرية وجوية ، فيما عرف بمناورات الأسد الإفريقي ، هدفها انشاء فرق متدربة تدريبا عاليا لمكافحة العصابات الارهابية التي تستغل منطقة قندهار كنقطة لجميع انواع الجريمة المنظمة تحث رعاية وحماية مرتزقة البوليزاريو وقاعدتها الخلفية المخابرات العسكرية الجزائرية .
تكنولوجية عسكرية جد متطورة و دقيقة ، محاطة بسرية عالية ، وحدها العمليتين الأخيرتين كشفتا عن بعض ما يمتلكه المغرب منها .
فكيف تتبع المغرب تحرك قائد الدرك العسكري للبوليزاريو الداه ولد البندير، وعدد من مساعديه ، قبل خروجه من قاعدة تندوف؟ وكيف علم بطبيعة حمولة الشاحنات العسكرية، ليستهدفه بالمنطقة العازلة .
عملية ثانية وبدقة واستعداد استخبراتي وتجسسي و التي استهدفت المدعوا الناجم ولد الدية القيادي بمليشيات البوليساريو والذي لقى حتفه يومه الأحد 11 ابريل 2021 ليلتحق بسابقه الداهي ولد البندير قائد نايسمى “بالدرك الصحراوي “. ويعثبر الناجم ولد الدية ، من وجوه الصف الأول في عصابة الانفصاليين ويحمل رتبة “ركن سام” ليفارق عرابه ومهندس عملياته من قاعدة تندوف العسكرية ، سعيد شنقريحة قائد الجيش الوطني الجزائري الذي خلف سابقه أحمد القايد صالح بعد وفاته مند يوليوز 2020 والذي سرعان ما وجد نفسه وباقي جنرالات الجزائر امام غليان الشارع ومطالب باسقاط حكومة العسكر التي تسببت في افلاس الجزائر وخرابها .
العمليتين العسكرتين واللتان نفدتا عن طريق تكنولوحيا سلاح الجو المتحكم به من قاعدة عمليات ارضية ورصد وتتبع عبر القمرين الصناعيين ، (“محمد السادس أ” و”محمد السادس ب”) لضبط تحركات قوات البوليزاريو ، قبل أن يتم اللجوء إلى آلية الطائرة بدون طيار “درون ” ، عمليتان ابانتا عن حزم المغرب واستعداده لحماية اراضيه بمافيها المنطقة العازلة التي ثم تمديد الجدار الامني بها الى تلاث كلمترات والتي سبق تخصيصها من طرف المغرب بعد اتفاق اطلاق النار لسنة 1991 لتحرك وحدات المينورسو .
دقة في المراقبة عبر اقمار صناعية استخباراتية وتجسسية و تتبع واستعداد للتدخل والحسم دون خسائر مكن القوات المسلحة الملكية من مباشرة عملية نوعية استهدفت إحباط عمل عدائي كان مرتزقة البوليساريو على وشك تنفيذه ، لم يسفر فقط عن مقتل المدعوان ، الداهي ولد البندير و الناجم ولد الدية، بل قتل فيها عدد كبير من المرتزقة لم تستطع معه جبهة البوليزاريو ذكر اسمائهم لتعلن فقط عن الشخصيات البارزة من قادتها عملاء الاستخبارات الجزائرية .
و بالنظر الى البعد الدولي لعملتي درون المغربية ، وبالرجوع الى تقارير هيئة الامم المتحدة ، فإن مليشيات البوليساريو اعتادت القيام باستفزازات و توغلات غير قانونية في المناطق العازلة بين الحدود الجزائرية والحدود المغربية ، والتي كما ذكرنا سابقا كانت مخصصة لتحرك المينورسو ، وهو الأمر الذي وقف عليه جلالة الملك بتعاون تام مع الأمين العام للأمم المتحدة في أزمة الكركرات الثانية .
فكان لزاما على المملكة المغربية ، وفي إطار الشرعية الدولية أن تتصدى بحزم وقوة لكل تهديد قد يستهدف أراضيها ، وهذا ما لخصته العمليتان العسكريتان للقوات المسلحة الملكية واللتان اسقطتا رأسين بارزين من قادة مرتزقة البوليزاريو.
فهل سيعمل المغرب وشركاؤه العسكريين ، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ، على خلق حلف عسكري إفريقي يعهد لقوات عسكرية افريقية ومتعددة الجنسيات تحت قيادة المغرب لمحاربة الارهاب الداعشي وعصابات الاسلحة و الاتجار بالبشر بالغرب الافريقي ؟
ذ/ الحسين بكار السباعي
محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان .