اخبار عالميةسلايدسياسة
التصعيد الإيراني السعودي ينذر بتأجيج الوضع في الشرق الأوسط
يشكل التصعيد الأخير في المواجهات اللفظية بين السعودية وإيران تأجيجا لـ”حرب باردة” بين القطبين السني والشيعي بما ينذر بتداعيات خطيرة على المنطقة في ضوء اتساع رقعة المناورات بينهما إلى اليمن ولبنان.
وعلى الرغم من عدم وصول الخلاف بين الرياض وطهران إلى مواجهة مباشرة، ولكن حربا بالوكالة قائمة بينهما بالفعل في اليمن بين أنصار الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي المدعوم من تحالف تقوده السعودية والمتمردين الحوثيين الذين تساندهم إيران.
وتأجج الخلاف بين الجانبين قبل أيام بعدما أطلق الحوثيون صاروخا باليستيا على العاصمة السعودية، لتحمل الرياض المسؤولية مباشرة لطهران لدورها في إمداد المتمردين اليمنين بالسلاح.
ووصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الهجوم بأنه “عدوان عسكري مباشر يرقى لأن يكون عملا حربيا ضد المملكة”، واعتبر أن بلاده “تحتفظ بحق الرد على إيران في الزمان وبالطريقة المناسبة”.
ورد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس بهجوم على الرياض محذرا إياها من “قوة” الجمهورية الإسلامية وفشل محاولات القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة لتركيعها.
وعلى الرغم من اشتعال الحرب الكلامية بين البلدين، إلا أن خبراء لا يتوقعون أن يصل الأمر إلى مواجهة عسكرية بين القطبين الكبيرين في العالم الاسلامي، لكنهم أشارو إلى أن رقعة المواجهة قد تمتد إلى بلدان أخرى في المنطقة.
وقال مدير مركز الدراسات الايرانية بجامعة لدن، آشين اديب مقدام “لا اعتقد أنه سيحدث تصعيد عسكري في هذه الحرب الباردة، ولكن ما نشهده هو مجهود الادارة الامريكية وأطراف أقليمية مثل السعودية لاستفزاز إيران”.
وخرجت الولايات المتحدة بالفعل للدفاع عن حليفتها السعودية وطالبت الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات لإيقاف تهريب إيران للصواريخ و”أفعالها المثيرة للاضطرابات”، بينما نفت السلطات الإيرانية من جانبها إمداد المتمردين الحوثيين بالسلاح، وقالت إنهم يصنعون أسلحتهم بأنفسهم ويتحركون بشكل “مستقل”.
وقال أديب مقدام مؤلف كتاب (النفسية القومية: تفكير عالمي، تصورات إيرانية) “من غير المحتمل ألا تقول إيران لا” إذا طلبت منها حركة تتضامن معها أسلحة، مضيفا أن “إيران مثل أي دولة، لديها مصلحة في حماية مصالحها الاستراتيجية”.
في الوقت نفسه ربط وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التصعيد السعودي بأنه نتيجة نفوذ الولايات المتحدة، وندد بـ”التحركات الاستفزازية” للرياض التي قال إنها “تتعارض مع القانون الدولي”.
وبعد فترة قصيرة من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض في يونيو الماضي ولثلاثة دول أخرى، فسخت السعودية هي وثلاث دول أخرى العلاقات مع قطر وفرضت عليها حصارا بعدما اتهموها بدعم الإرهاب والتقارب مع إيران.
ويوم السبت الماضي، بعد زيارة غير معلنة لمستشار ترامب وصهره، خاريد كوشنر، استدعت السعودية رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي استقال من منصبه أثناء تواجده في الرياض واتهم إيران بالتدخل في شئون لبنان.
ويعد الحريري من الحلفاء التقليديين للرياض، وهو يترأس إلى الآن حكومة وحدة تضم أيضا حزب الله الشيعي، الذي يحظى بدعم الجمهورية الإسلامية.
ويعتبر المحلل أديب مقدام أن “الحرب بالوكالة كانت جارية” كما يظهر في إلقاء الحريري باللوم على إيران عند تقديم استقالته، بينما رأت طهران في هذا القرا بأنه مخطط من السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة لزعزعة استقرار المنطقة.
وأعرب روحاني في اتصال مع نظيره اللبناني ميشال عون عن ثقته في أن الشعب الإيراني سيتمكن من الحيلولة دون تحول أرضه لـ”ساحة معركة للقوى الأجنبية”، منددا بما أسماه تحالف السعودية مع الولايات المتحدة وإسرائيل لخلق صراعات في الشرق الاأوسط واعتبر ذلك “خطأ استراتيجيا وحسابيا”.