،،مجتمع،، سلايدر،

اضغاث أحلام :خاطرة بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين

اضغاث أحلام :
خاطرة بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،اكادير،يونيو،2024.
لفت انتباه الى مسلمة :
الشمس ترسل اشعتها بلا صوت ،و القمر يرسل نوره يمحو الظلام بلا صوت ، وحده البرق و المطر من يحدث صوت زخات المطر و صوت الرعد.
الرعد: صوت حاد أو صرصار يصاحب البرق. على بعد مسافة قصيرة، يكون صوت الرعد قصيراً وحاداً وعنيفاً..
الخاطرة :
تجربة جميلة تلك التي دفعتني الى الاقدام على مشاهدة شريط على اليوتوب قبل النوم ،وهو عبارة عن مشهد ثابث لمنزل مرفوقا بصوت زخات المطر و صوت الرعد ،
اغمضت عيناي وانا استمع الى صوت المطر وهو يخترق اذناي الى كامل جسدي ليعطيني الإحساس بان الجو بارد و يعطي لقلبي نشوة وراحة ،و احس بانفي وكأنه لم يفهم ما يحدث بجسدي فبدى وكأنه يحاول ان يشم رائحة التراب التي ترافق المطر ،لكنه لا يجدها .
بعد دقائق من الاستماع غرقت في نومة حالمة وجدتني بمنزلي نائما في نفس الوضعية وابني واقف امام السرير يلح علي للإستيقاظ طالبا مني الصعود الى سقف المنزل لتسريح مجاري المياه حتى لا تتجمع مياه الامطار في السقف و يسقط على رؤوسنا ،
هممت بالنهوض من سريري متكاسلا لأجد نفسي في عز حر الصيف و المنزل جوه حار فيما صوت زخات المطر لازال ينبعث من التلفاز .
بعدها بأيام عاودت نفس الطريقة و هذه المرة كان الشريط عبارة عن تصوير مثبت لشاطئ البحر ، حيث استمع إلى تلاطم الموج بالساحل و عيناي على الموج في مده وجزره ، وأغمض عيناي بعدها لأجدني نائما بخيمة التخييم في أواخر الثمانينات بشاطئ إيموران ،وانا ممدد وسط اصدقاء رافقوني من بلدتي بويزكارن الى مخيم إيموران.
كنت في تلك الليلة ابيت امام الخيمة كعادتي في الغالب هروبا من زحام الخيمة ، و انا اضع رأسي على وسادتي وسط الظلام الذي يلف المكان تصلني اصوات الموج وهي ترتطم بصخور إيموران والموج في حالة هيجان ،
كان عمري يومها سبعة عشر سنة ، و كانت بالقرب من الخيمة عربة تسكنها أسرة فرنسية تقضي عطلتها معنا منذ قرابة أربعة أيام ، وكانت لهم إبنة في غاية الجمال او هكذا كان يبدو لي لمجرد انها أجنبية ، إقتربت منها وهي تطالع كتابا قرب عربة اسرتها وبدأت في الحديث معها بنية التقرب منها و التعارف ، وانا على تلك الحال يقف أخي قبالتي يرقب وقفتي مع الفتاة الفرنسية ، احسست بالإرتباك و هممت بالعودة إلى خيمتنا ، وفجأة افطن الى ان اخي متوفي السنة الماضية فكيف له ان يأتي إلي ، لفهم ما يحدث وجدتني افتح عيناي لأجد نفسي في فراشي وقبالتي التلفاز وبه شريط الامواج في مدها وجزرها وصوتها يعم الغرفة ، وادركت اني كنت احلم .
في المحصلة :
إن الاصوات من حولنا تصنع شخصيتنا و تسافر بنا في العوالم الحسية حيث يتجانس الواقع مع الحلم و النوم مع اليقضة ، وتكون الاصوات هي الرابط النفسي بينها
الصورة :
تعود الصورة الى سنة 1988 اثناء فترة تخيمي بمخيم “إموران”, رفقة الاصدقاء من بويزكارن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى