Uncategorized

هروب خالد تبون من هولندا يسبب ازمة ديبلوماسية بين امستردام والجزائر.

سرّب صحفيون و نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار تطورات قضية تهريب “خالد تبون” (ابن الرئيس الجزائري) خارج التراب الهولندي، بعد إقدام السلطات الهولندية على حجز يخت في ملكيته كان يستعمل لنقل الكوكايين إلى الموانئ الأوروبية، و فشل أجهزة الاستخبارات الجزائرية، التي يترأسها الجنرال “جبّار مهنّا”، في احتواء القضية مع السلطات الهولندية.
و ارتباطا مع تلك التطورات، تم داخل الجزائر تسريب مضامين اجتماع عقده قائد الجيش الجزائري “سعيد شنقريحة” في مكتبه، مع رئيس دائرة الاستعلام الخارجي، “جبّار مهنّا”، الذي تم استدعاؤه على عجل بعد افتضاح القضية و تداولها في الإعلام، و طُلب منه إنجاز تقرير مفصل عمّا حدث بهولندا، حيث تقول التسريبات أن الاجتماع حضره الجنرال الجزائري المتقاعد، “محمد التواتي”، الذي يشغل مدير مكتب “سعيد شنقريحة”، و يعتبر العقل المدبر للجيش الجزائري.
خلال الاجتماع، تم إخبار “جبّار مهنّا” أن سفارة الجزائر في هولندا أخطرت قيادة الجيش بأن الشرطة الهولندية تمكنت من الإطاحة بأحد أصدقاء “خالد تبون”، و هو مواطن بلجيكي يدعى “لوكاس”، الذي وُضع رهن الأعتقال بسجن ديشيه بمدينة روتردام، حيث يخضع للتحقيق، و أن المحققين الهولنديين تمكنوا من الوصول إلى رابط يكشف العلاقة بين شبكة البلجيكي صديق “خالد تبون”، و ملف حجز سلطات إيطاليا قبل أشهر لما يقارب 5.3 طن من المخدرات الصلبة (الكوكايين)، بميناء باليرمو الإيطالي، و أن السلطات الإيطالية هي من طلبت باعتقال البلجيكي بعد ورود اسمه في التحقيقات عقب توقيف 5 أفراد من الشبكة الإيطالية التي تنشط بالميناء المذكور، و هم إيطالي و تونسيين و فرنسي و ألباني.

توقيف البلجيكي “لوكاس”، فتح – من جديد- ملف “خالد تبون” و تسبب في عودة القضية إلى واجهة وسائل الإعلام الهولندية و تحوُّلها لقضية رأي عام، خصوصا و أن طريقة هروب “خالد تبون” من هولندا، تسببت في أزمة دبلوماسية بين أمستردام و الجزائر، بعدما استعانت الأجهزة السرية الجزائرية بالمسماة “ن.ش”، التي تبلغ من العمر 64 سنة، و تعمل كمتعاون سري مع أجهزة الأمن الخارجية الجزائرية في القضايا التي لا تريد الجزائر التورط فيها، و تم إرسال هذه الأخيرة في تمويه كخادمة إلى مقر سكن “خالد تبون”، و هي فيلا يملكها والده “عبد المجيد تبون”، كان قد اقتناها عندما كان وزيرا للسكن، و أبلغت “نزهة الشقروني” “خالد تبون” بضرورة هروبه خارج التراب الهولندي قبل اعتقاله.
و حسب التسريبات، فإن “خالد تبون” لم يغادر الفيلا من بابها، بسبب تواجد رجال الأمن الذين كانوا يراقبون مدخل المسكن، بل قفز من السور الخلفي حيث كانت تنتظره سيارة سوداء وفرتها له سفارة الجزائر، و منها توجه إلى مطار سيخيبول الدولي بأمستردام، حيث لم تكن لدى سلطات المطار أوامر باعتقال “خالد تبون”؛ إما لأنه كان لا زال تحت المراقبة و لا يوجد اتهام رسمي بخصوصه … أو ربما تفاديا لأزمة دبلوماسية مع قصر المرادية.
استدعاء”شنقريحة” لـ “جبّار مهنّا” كان تعبيرا على غضب قيادة الجيش من تهاون الأجهزة السرية الخارجية للجزائر و عجزها على احتواء القضية، قبل تسرب تفاصيله إلى وسائل الإعلام و إلى الصحفيين الاستقصائيين، و من المنتظر أن تحدث في الأيام القليلة المقبلة تغييرات على مستوى الأجهزة السرية الجزائرية بسبب تداعيات هذا الملف الذي يهدد العلاقات الهولندية الجزائرية بمزيد من التعقيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى