اقليم تارودانت ،،،،سلايدر

كلمة الرئيس كريم اشنگلي خلال الدورة الاستثنائية لمجلس الجهة المنعقدة بمدينة تارودانت…

بسم الله الرحمن الرحيم
والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين سيّدنا ونبيّنا محمّد وعلى اَله وصحبه أجمعين،

  • السيد والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إدوتنان،
  • السيد عامل إقليم تارودانت،
  • السيدات والسادة أعضاء مجلس الجهة،
  • أيها الحضور الكريم كل باسمه وصفته.

حَكَمَتِ الأَقْدَارُ الإلهية، أن نعقد هذه الدورة الإستثنائية، وَقُلُوبُنَا مَا زَالَتْ تَعْتَصِرُ أَلَمَ فِرَاق أَحِبَّةٍ لَنَا، جَرَّاءَ الزلزال الذي وقع يوم الجمعة 08 شتنبر 2023.

وَلَدَيَّ الْيَقِينْ التَّامْ، أَنَّ الجميع مازال تَحْتَ صَدْمَةِ وَهَوْلِ هذه الكارثة الطبيعية، التي خَلَّفَتْ خَسَائِرَ بشرية ومادية جَسِيمَة بالحوز وتارودانت، حيث خَلَّفَتْ بهذا الأخير، 35 جماعة متضررة، و 522 دوار متضرر، و 5497 أسرة متضررة والتي يضم عدد أفرادها أزيد من 24805، وتسجيل أزيد من 900 حالة وفاة، بالإضافة إلى خسائر في الأرواح بجماعة تيقي وخسائر مادية بنفس الجماعة، وبعض الدواوير المتفرقة بعمالة أگادير إدوتنان.

وبهذه المناسبة الأليمة، لاَ يَسَعُنَا مرة أخرى، إِلَا أَنْ نَتَرَحمَ على أرواح شُهَدَاءْ هذه الفاجعة، وَأَنْ نَرْفَعَ أَكُف الضرَاعَةِ إلى الْعَلِيِ القدير، بِأَنْ يَتَغَمدَهُمْ بِوَاسِعِ رَحْمَتِهِ، وَيُسْكِنَهُمْ فسيح جناته، وَأَنْ يَرْزُقَنَا وَأَهْلَهُمْ وَذَوِيهِمْ جَمِيلَ الصَبْرِ وَالسُلْوَان، وَأَنْ يُنْعِمَ على جميع المصابين بالشفاء العاجل.

من هذا المنطلق، لا بد من التذكير بأن جهة سوس ماسة انخرطت منذ الوهلة الأولى في عملية دعم جهود الإغاثة، من خلال انتقالنا بشكل فوري إلى إقليم تارودانت، للإطلاع على الأوضاع، والوقوف على حجم الخسائر والحاجيات، وَتَيْسِيرِ وصول المساعدات المقدمة للمتضررين، والتي خصصت لها الجهة غلاف مالي إستعجالي يقدر ب 25 مليون درهم، ضم مساعدات آنية للجماعات المتضررة بإقليم تارودانت وأگادير إدوتنان،
كما نجتمع اليوم من أجل تخصيص ميزانيات إستعجالية إضافية، في أفق عقد دورة أكتوبر للمصادقة على ميزانية 2024، والتي ستضع إقليم تارودانت والمناطق المتضررة ضمن أولوية الأولويات.

أيتها السيدات أيها السادة،

لَقَدْ ارْتَأَيْنَا أَنَهُ مِنْ وَاجِبِنَا اليوم، أن نعقد هذه الدورة الاستثنائية، تَمَاشِياً مع المبادرة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وتنفيذا لتعليماته السامية في هذا الباب، و الرَامِيَة إلى العمل على التدخل لِدَعْمِ وَمُؤَازَرَةِ المتضررين من الزلزال، وَذَلِكَ بِتَبَنِي خَطَوَاتٍ اسْتِعْجَالِيَةٍ لِلْاِسُتِجَابَةِ لِحَاجِيَاتِهِمْ الْآنِيَة.

وإذا كانت هذه الفاجعة الأليمة، التي كَغَيْرِهَا من الكوارث الطبيعية، قَدْ كَلفَتْنَا خَسَائِرَ كبيرة في الأرواح والممتلكات، فَإنها في الْمُقَابِلْ لَنْ تَزِيدَنَا إِلَا صَلاَبَةً وَصُمُودًا وَإِصْرَارًا وَعَزِيمَةً على استغلال جوانبها الإيجابية، من خلال استثمار مَا يَتَسَلحُ به عموم المواطنات والمواطنين في جميع ربوع المملكة مِنْ تَمَاسُكٍ وَتَآزُرٍ وَتَكَافُلٍ في التعامل مع مثل هذا الحادث الأليم، وَكُلنَا عَزْمٌ على التشبث بالقيم الروحية والوطنية لبلادنا والتمسك بِالْهُوِيَة المغربية والثوابت والمقدسات.

ولعل صُوَرْ التَضَامُنْ وَالتَآزٌرْ من كافة أَطْيَافِ الشعب المغربي في مواجهة هذه الفاجعة، لَخَيْرُ دَلِيلٍ على هَذَا التَلاَحُمِ الْمَتِينْ، مِمَا يُثْلِجُ الصدْرَ وَيُخَففَ مِنَ الْأَلَمِ الذي لَا زِلْنَا نَتَجَرعُهُ مِنْ جَراءِ هَذَا الْحَادِثِ الْأَلِيمْ.

وفي هذا السياق لا يَسَعُنَا إِلَا أَنْ نَسْتَحْضِرَ مضامين خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد، والذي أكد فيها جلالته على أهمية الجدية، كقيمة نموذجية تُؤَسسُ لقواعد العمل والصرامة والاحترام، ودورها في تحقيق أكبر الإنجازات وتجاوز أَعْتَى الصِعَابْ والإكراهات.

وَمَا اجْتِمَاعُ مَجْلِسِنَا اليوم، سوى محاولة جَادةْ لِتَفْعِيلِ هذه الإرادة الملكية وَفُرْصَة حقيقية لِبَلْوَرَةِ وَصِيَاغَةِ خَطَوَاتٍ عَمَلِيَةٍ، تَقُومُ على إنجاز تَصَوُرٍ للإجراءات التي تَكْتَسِي طَابَعَ الْاِسْتِعْجَالْ في انتظار تَنْزِيلِ الْخُطَة الوطنية التي أعدتها الحكومة، بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، لإعادة إِعْمَارِ المناطق الْمَنْكُوبَة.

وفي هذا الصدد، نثمن عاليا مضامين بلاغ الديوان الملكي وتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لإعادة الإيواء في احترام للشروط الضرورية المتعلقة بالإنصاف والإنصات الدائم لحاجيات الساكنة المعنية، وتقديم المساعدة المالية لإعادة الإعمار، وكذا تقديم الدعم التقني اللازم، بالإضافة إلى التكفل الفوري بالأطفال اليتامى ضحايا الزلزال.

أيتها السيدات، أيها السادة،

مما لا شك فيه أنكم تعرفون جيدا، أن المناطق الأكثر تضررا من هذه الفاجعة الطبيعية هي تلك الْمُتَاخِمَة لإقليم الحوز، مما يفرض علينا التَسَلحَ بِالْحِكْمَة وَالتَبَصرْ وَالْجِديَة بَعِيدًا عَنْ أَيةِ مُقَارَبَاتٍ أَوْ قِرَاءَاتٍ مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُعَرْقِلَ مَسِيرَةَ جهودنا، لإيجاد حلول عَمَلِية وَوَاقِعِية لِتَسْرِيعِ وَتِيرَةِ توفير هذه الحاجيات، لاَسِيَمَا تِلْكَ التي تَتسِمُ بِالْآنِيةِ وَتَكْتَسِي طَابَعَ الاْسْتِعْجَالْ.

إن واقع الحال يفرض على الجميع تحمل المسؤولية كل حسب دوره، والقيام بِمَا يَلْزَم من أَجْلِ كَسْبِ هَذَا الرِهَانْ، الذِي لَنْ يَتَحَققَ فِي تَقْدِيرِي إِلَا بِإِرْسَاءِ حَكَامَةٍ تُرَابِيةٍ جَيدَةٍ تُوَحدُ الجهود وَتَضْمَنَ الِالْتِقَائِية والانسجام.

وفي هذا السياق، نؤكد دعمنا اللاَمَشْرُوطْ لِتَجْسِيدِ المبادرة الملكية على أرض الواقع، وخاصة فيما يتعلق بإحداث الحساب الخاص المرصود لأمور خصوصية الحامل لاسم “الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية”.

وبهذه المناسبة أدعو كل منتخبي الجهة للمساهمة الشخصية في هذا الصندوق، وإتخاذ المبادرات التي ترونها مناسبة تجسيدا لروح التضامن والوطنية الصادقة.

أيتها السيدات، أيها السادة،

أغتنم هذه الفرصة، لِكَيْ أَشُد بِحَرَارَة، على يَدِ كافة السلطات العمومية، وعلى رأسهم السيد والي جهة سوس ماسة، وعامل إقليم تارودانت، والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، والقوات المساعدة والوقاية المدنية، ومنتخبي الجماعات الترابية وكافة الأطر العاملة بقطاع الصحة ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، وباقي الفاعلين الترابين والإقتصاديين وفعاليات المجتمع المدني، على المجهودات الجبارة التي يقومون بها من أجل التخفيف من وَطْأَةِ هذه الكارثة الطبيعية، وَتَتَبعِهِمْ اليومي والمستمر لمختلف الأوضاع، وعمليات الإنقاذ وَالْإِغَاثَة وتقديم الدعم للناجين.

كما لا يفوتني أن أننوه بالمجهودات التي تقوم بها وسائل الإعلام الجادة، والنقابة الجهوية للصحافة بسوس ماسة، من أجل الوقوف على حجم المجهودات المبذولة من طرف السلطات العمومية وكل القوى الحية، والوقوف في وجه كل الأخبار الزائفة والإستعمال الغير السليم لصور الضحايا خاصة القاصرين، والسعي لضمان احترام الكرامة الإنسانية.

وفي الختام أسال الله عز وجل أَنْ تَخْرُجَ بلادنا من هذه الكارثة الطبيعية، أَكْثَرَ صَلَابَةً وَتَمَاسُكًا، وَأَنْ يُوَفقَنَا جميعا لما فيه خيرا لهذه البلاد، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى