المدرسة العتيقة الجد بجماعة ايمولاس الجبلية…معلمة دينية تواصل اداء رسالتها العلمية ومساعي حميدة وسط اكراهات كثيرة…صور .
اسرار بريس= عبدالله المكي السباعي
تم عقد لقاء تواصلي صباح اليوم الاربعاء 21رمضان الابرك 1444ه الموافق ل12ابريل 2023،جمع العلامة الدكتور اليزيد الراضي والاستاذ الباحث بجامعة ابن زهر السيد عبدالسلام اقلمون والسيد عبد الإله اوعربي رئيس الجماعة الترابية لايمولاس الجبلية والسيد رشيد الكنزاوي رئيس جمعية تسيير المدرسة العتيقة الجد بالجماعة سالفة الذكر،
هذا اللقاء الذي عرف نتائج حسنة ومثمرة بفضل تظافر الجهود المبذولة من جميع الاطراف ، يتمحور حول ضرورة تاهيل هذه المدرسة التاريخية ،والتي تضم ثلة من الطلبة ومن مختلف الاعمار والامصار
وهي في حاجة ماسة إلى دعم مادي ومعنوي من جميع من له يد بيضاء ومن جميع المحسنين وجنود الخفاء جزاهم الله خيرا ، لتصبح مستقبلا إن شاء الله تعالى معلمة نظرا لموقعها الاستراتيجي المتميز بمدخل جماعة ايمولاس الجبلية النموذجية بإقليم تارودانت.
اهداف التعليم العتيق…
إن التعليم العتيق ميراث حضاري للحضارة العربية الإسلامية، انتشر في مختلف مناطق المغرب ولقي دعما من المجتمع بدافع ديني عقدي، وشهد تطورا حتى القرون المتأخرة، وفي عهد الحماية ظهرت الدعوات لإصلاحه ليكون أساس النهضة، ووسيلة الإصلاح، وقد اختلفت دعوات الإصلاح بين القائلين بالحفاظ عليه كما هو، وبين الداعين إلى تطويره ليتجاوز ما يعاني منه من قصور في مواكبة العصر ومجاراة حاجاته، وقد قابل بعض القائمين على هذا التعليم دعوات الإصلاح والتجديد بكثير من المقاومة والصبر، ومن أبرز الجهود في هذا الشأن تلك الذي بذلتها جمعية علماء سوس في محاولتها إصلاح المدارس العلمية العتيقة،وقد خلصت في الأخير إلى تأسيس معهد للتعليم الاصيل بمدينة تارودانت مع فروع له كثيرة في مختلف جهات الجنوب، يلجه طلبة هذه المدارس ليكون طريقهم إلى الدراسات الجامعية العصرية وإلى استدراك ما فاتهم من علوم ومعارف حديثة .
ولا بد لهذه المدارس من تطوير وجودة في التكوين، فإن الأساليب التربوية المتبعة في المدارس العلمية العتيقة لدعم النشاط التربوي وتقوية العملية التعليمية، طورت بالتعليم العتيق عبر قرون من التجارب التربوية المسترسلة، مما يجعلها أساليب ناجعة لأنها نبتت في تربة هذا التعليم وفي تربة المجتمع الذي أطره وسانده، ومكنت هذه الأساليب من تخريج علماء ذوي كفاءات غاية في العلو والمتانة في العلوم الشرعية واللغة العربية والمعارف العقلية والنقلية، أي أن هذه الأساليب التربوية في الدعم قد مكنت في ما مضى وفي المدارس التي طبقت فيها، من الحفاظ على جودة التكوين، وتحقيق الفعالية الفكرية والعلمية للخريجين الذين تبوءوا مراتب اجتماعية وعلمية مرموقة في مجتمعاتهم، ويظهر لنا أن الإشكالات التي تعاني منها هذه المؤسسات التعليمية تتعلق بمناهجها الدراسية وطرقها التربوية التي تحتاج إلى إصلاح، ولكنها تتعلق أيضا بدورها في المجتمع وكونها الآن مهمشة محاصرة، لا يعترف بخريجيها ولا يسمح لهم الالتحاق بمؤسسات التعليم الرسمية المتميزة بتوثيق المعرفة بشهادات رسمية معترف بها، لذلك تعاني مؤسسات التعليم العتيق من انقطاع الطلبة وتسربهم الدراسي وعدم الكفاءة في التكوين والتخريج إلا في القليل النادر ومع ذلك فإن إعادة الاعتبار إلى هذا التعليم لا يتم إلا بتقوية مناهجه انطلاقا من مصادرها التراثية الأصلية مع تطعيمها بالمناهج التربوية الحديثة، للوصول إلى الجمع بين القديم النافع والجديد الصالح.
الخلاصة=
إن الغرض من هذه المدارس أولا وأخيرا هو حماية الدين الإسلامي من تأويل الغالين وانتحال المبطلين وضلالة المضللين ، وصون الوطن من دسائس التغريب والتنصير والتشكيك الذي أرخى بفتنه خلال السنوات الماضية على مجتمعنا المغربي ولا زال، ثم تحصين المجتمع المغربي من الفتن والتمزق والحقد العنصري، وتوعية الشعب المغربي وتحصينه من الجهل والشعوذة والخرافة، والدفاع عن اللغة العربية لغة القرآن الكريم.. الأمر الذي يستدعي حقا دعمها والإشادة بها إعلاميا وتربويا والعمل على فتح مجالات متعددة للشغل أمام خريجيها، والابتعاد عن تلك المقاربة الأمنية التي تحاول احتوائها وتقليص تأثيرها على المجتمع المغربي.
لقد رسخت هذه المدارس القيم وحصنت الأمة واستخدمت آليات في مناهج التعليم الديني، وذلك من خلال : المؤسسات الدينية من مساجد
ودور قرآن ومجالس علمية ، والمؤسسات التعليمية ، ومراكز البحوث والدراسات العلمية، والمؤسسات الإعلامية.