اسرار بريس….سدى علي ماء العينين اليراع
المرأة : “بايرة “…”هجالة” …موظفة “صاحبة المدير “…منظومة أحكام ضد المرأة المغربية
الأرقام تفضع المستور!!!
وتحية عالية للمرأة المغربية التي لا يمكن اختزالها في هذه النعوت ولا في هذه الأرقام ،ولكن لكل مقام مقال .
*** أعده للنشر و كتب الرأي فيه : الدكتور سدي علي ماءالعينين , أكادير ليلة رأس السنة الميلادية 2023.
فتح في الأيام الأخيرة نقاش قديم/جديد يخص علاقة الرجل و المرأة في المجتمع المغربي ، و توجه النقاش هذه المرة الى موضوع الزواج او عدم الزواج بالموظفات.
هذا النقاش دفعني لمراجعة مجموعة من التقارير الدولية و الوطنية المهتمة بوضعية المرأة بالمغرب ،
احصائيات تضعنا امام وضعيات جد معقدة تخص المرأة في علاقتها بالرجل في إطار منظومة الزواج وبناء الأسرة لخلق التماسك الاجتماعي الواجب و الحتمي.
في المغرب، تمثل المرأة أكثر من نصف الساكنة بقليل، أي 18,2 مليون امرأة سنة 2021، توجد قرابة 13,8 ملايين منهن في سوق العمل؛ إلا أنهن يتوفرن على مؤهلات ضعيفة، حيث إن 46,1 في المائة منهن أميات وأغلبهن غائبات عن سوق الشغل.
كشفت تقارير دولية، أن 60 في المائة، هي نسبة تفشي العنوسة بالمغرب، بخصوص سنة 2022 وذلك بعد سنوات من تقرير منظمة بريطانية، والتي أشارت إلى أن ما يقارب 8 ملايين مغربية في سن الزواج هن عوانس.
وأوضح التقرير ذاته، أن نسبة 40 في المائة في أوساط المغربيات، هي نسبة مخيفة تجعل المغرب في الرتبة نفسها مع دول أخرى كمصر على سبيل المثال،
وأشارت المندوبية السامية للتخطيط في إحصائيات لها، أنّ الأرقام الرسمية الصادرة في هذا الصدد أصبحت مقلقة، فالعنوسة أضحت تهدد الهرم السكاني للمغرب، وساهمت في انخفاض الخصوبة في السنوات الأخيرة، أكثر من 60 في المائة من المغربيات من بين 20 و24 سنة غير متزوجات، وأكثر من 28 في المائة من المغربيات ما بين 30 و34 سنة “عانسات”.
فالعنوسة تسجل في وسط الفتاة المتعلمة وغير المتعلمة، العاملة في القطاع الخاص وحتى الإدارات العمومية، هذه الأخيرة تسجل نسبة 38.51 من الموظفات غير المتزوجات، مع العلم أن النساء العاملات في القطاعات الحكومية لا يمثلن سوى 7.7 في المائة من مجموع العاملات في المغرب.
هذا بالنسبة للجالسين والجالسات في قاعة العزوبة بين منتظر و مستأنس و منتظرة و مستأنسة !!!
فماذا عن من من خرجوا من قاعة العزوبة ودخلوا قفص الزوجية ،لكنهم وفي وقت قياسي يكسرون اقفال القفص ليعانقوا العزوبية مجددا ؟
كشفت معطيات حديثة، تسجيل المحاكم المغربية، ما مجموعه 300 ألف حالة طلاق لعام 2022 الجاري (أي أزيد من 800 حالة كل يوم)
وقالت وزارة العدل إن حالات الطلاق عرفت انخفاضا طفيفا منذ دخول مدونة الأسرة حيز التطبيق إلى غاية 2021، وكشفت أن عدد حالات الطلاق انتقل من 26914 حالة سنة 2004 إلى 20372 حالة سنة 2020، ليعاود الارتفاع سنة 2021، إذ بلغ ما مجموعه 26957 حالة طلاق.
وأشارت الوزارة ذاتها إلى أن الطلاق الاتفاقي أصبح يشكل النسبة الأكبر من حالات الطلاق بمرور السنوات، إذ انتقل من 1860 حالة سنة 2004 إلى 20655 حالة سنة 2021،
مشكلة من يقولون بعدم الزواج بموظفة يمكن ان يعاينوا وضعية نساء مطلقات تخلين عن عملهن لبناء الأسرة و نلن في الاخير شهادة الطلاق و دريهمات المتعة و تبدأ البطالة والفقر و النظرة الدونية للمجتمع للمطلقات ” .
لذلك تجد نساء المغرب ظالتهن في العمل و الإعتماد على النفس ،و حماية إجتماعية عبر المركز المهني و الشهادة الدراسية و حتى التمرينات الرياضية لمواجهة الضغوطات النفسية !
وتكشف الأرقام أن أربع نساء من أصل خمس في سن العمل غير نشيطات، وتتزايد هذه النسبة رغم التحسن في المستوى التعليمي للمرأة، بحيث تشير دراسة سابقة للمندوبية السامية للتخطيط إلى أن الضعف الهيكلي لنشاط المرأة مرتبط بالمسؤوليات الأسرية من تربية الأطفال والأعمال المنزلية.
وفي سنة 2021، بلغت نسبة البطالة لدى النساء حوالي 16,8 في المائة على الصعيد الوطني، وتصل هذه النسبة إلى 41,9 في المائة بالنسبة إلى الشابات المتراوحة أعمارهن ما بين 15 و24 سنة، و32,8 في المائة بالنسبة إلى اللواتي حصلن على شواهد عليا.
ان اكبر ما يتهدد التماسك الاجتماعي هو وجود نساء يجمعن البطالة مع العنوسة او البطالة مع الطلاق ، لأن ذلك بمنطق دينامية المجتمع وعلاقاته المتشابكة يدفع إلى بروز ظواهر إجتماعية خطيرة على مستقبل المجتمع لعل ابرزها على الإطلاق العلاقات الرضائية المفضية الى الولادة خارج مؤسسة الزواج ،
خلصت دراسة حديثة أنجزها المركز المغربي لحقوق الإنسان حول موضوع “ظاهرة أطفال الشوارع في المغرب ” الى أن الولادات خارج اطار مؤسسة الزواج تبقى من أهم اسباب تفاقم هذه الظاهرة.
أظهرت الدراسة أن المغرب يشهد يوميا ولادة أكثر من 100 طفل مجهول الأب، يعدّ نصفهم مشروع أطفال شوارع،
بينما تشهد العديد من الأسر ظواهر تفكك عديدة، يمكن تقدير معدلها بأسرة واحدة جديدة من عشر أسر في السنة، يذهب ضحيتها بالدرجة الأولى الأطفال، ما يتسبب في القذف بهم نحو الشوارع، بلا معيل، وأحيانا بلا مأوى
الدراسة أكدت أن نحو 3 أطفال من 10 ينزحون إلى الشوارع ويمارسون الإدمان بكل أنواعه، نظرا لنشأتهم في أسر معوزة، إذ يحرمون من مقومات التربية والرعاية السليمتين، في ظل منظومة تعليم عمومي مهترئة، ومشاكل اقتصادية جمة، ما ينجم عنه افتقادهم لشروط التحصيل المعرفي والتهذيب التربوي.
سيصبح السؤال غدا في ظل قيم المجتمع :
من سيقبل غدا لابنته زوجا مجهول الاهل او من يقبل لإبنه خطبة فتاة جاءت إلى الوجود خارج زواج مشهود ؟
وبذلك ستتضاعف الأرقام وسنصاب بالدوران ما لم ننتبه الى مختلف اعطاب المجتمع جراء عدم خلق التوافق الواجب بين الرجل و المرأة …
فهل تعتبرون ؟
