،سلايد،سلايد،رأي

امهات اللاعبين : تعبيرات عفوية عن أصالة وتنوع الهوية .

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،دجنبر،2022.

مقال (03) ،عن المونديال.

 عندنا تتأمل حفل الاستقبال الذي خص به الملك امهات اللاعبين يتملكك ذلك الاحساس انك امام مشهد مرتب ودقيق ،وشخوصه من الأمهات انتقين بحنكة ، وليس مجرد لقاء عفوي كسرت فيه الطقوس و البروتوكول بعفوية و محبة وفرح .

لقد إختار القدر لهذا المشهد امهات لاعبين مثلن بعضا من تعابير و خصوصيات المرأة المغربية ، بل أن المغرب بخصوص لباس المغربيات لم يعد محكوما بزي نمطي مغربي خالص كما فعلت زوجة بنكيران في واشنطن مع الرئيس الامريكي وحرمه ،

لقد رأينا في مشهد واحد ، الأم المتقدمة في السن ،والأم الشابة ، و في مشهد غير مسبوق تجد المنقبة مكان لها في الصورة والمحجبة جنبا إلى جنب مع  امهات لا يضعن غطاء الرأس ، 

السلام على الملك كان عفويا ،بين مرتبكة لا تعرف ما تقدم وما تؤخر ، وأخرى تحضن بحس عائلي مرهف ، وأخرى تحاول تقليد من سبقها …

صورة عائلية بإمتياز اصبح فيها اللاعبون خلف الأمهات اللواتي كن بجانب الملك ، فتلك لا تتوقف عن التعبير عن فرحها ، واخرى تمد يدها لتساعد في تسليم التذكارات ، و أخرى تسمرت ملامحها غير مصدقة ان ملك البلاد يسند يده على كتفها …

رجال البروتوكول يتدخلون لوضع برنامجهم ،لكن الملك يصر على أن تبقى الأمهات الى جانبه ، 

هكذا يمشي الأبطال ببهو القصر الملكي العامر مبهوين بعد ان كانوا مبهرين على المستطيل الاخضر ، و يزدادون بهاء ورقيا وسموا وهم يمسكون بأيادي امهاتهم وهم في حضرة أمير المؤمنين.

لم يعد اللباس الافغاني المنتشر في الأحياء الشعبية مثيرا لشبهات الانتماء الى التنظيمات المتشددة ، 

ولم يعد في المغرب نقاش الحجاب و التبرج وبعض المصطلحات القادمة من الشرق ،

بإختصار شديد ،كنا امام لوحة إجتماعية جمعت بشكل تلقائي مكونات المجتمع من حيث اللباس و اللهجات و سلوك الأمومة ، و تواضع ملك ،ورفعة شعب بأكمله ،

هؤلاء أبناء المغرب مهما تغربوا ، و هؤلاء رضعوا من حليب امهات مغربيات و تأصل فيهم الانتماء للوطن ، 

هؤلاء الشباب يعطون دروسا في ” تامغرابيت ” يجعلون كل الأجيال تعتز بمغربيتها.

لننقل هذا الاعتزاز الى باقي المجالات كي تكتمل الصورة المشرقة ،

فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى