،سلايد،سلايد،رأي

عامل الإنعاش الوطني ، يعمل و يعاني .

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ، أكادير نونبر 2022.

لا اعرف من أطلق اسم “عمال الإنعاش الوطني”، على قرابة أربعين ألف مغربي ،يقضون ليلهم ونهارهم في سد خصاص الدولة من الموظفين الرسميين ,،الذين كلما ازدادت الحاجة اليهم ،تدخل البنك الدولي و مؤسسات القروض الدولية  لمنع زيادة عددهم ،

 لكنها في الوقت نفسه تكيل بمواطنين كل ذنبهم انهم يعيشون البطالة .

ومصطلح “الإنعاش” ، ارتبط في مخيلة المواطن بغرفة الإنعاش التي يلجها اليها الاطباء  لانعاش مرضاهم بالاكسجين و غيره حتى يبقوا على قيد الحياة .

و قلت في قرارة نفسي ،هل هؤلاء العمال الذين اطلقنا عليهم اسم “الإنعاش”, 

ترى ماذا ينعشون؟ 

او ما الذي ينعشهم؟!!!

فإما ان هذه الفئة تعتبر خارج منظومة الدولة ،وخروجها يحتاج الى انعاش لادماجها في الدولة (!!!) ، وبالتالي فالدولة تعتبر ما تعطيهم من مال مقابل كل يوم عمل هو إنعاش لهم(!!!!)، او العكس !

لكن ماذا لو قلبنا المعادلة ؟

ماهي الاعمال التي تقوم بها هذه الفئة المسماة “عمال الإنعاش الوطني”؟

هي فئة تجوب الشوارع تحت الشمس الحارقة ،او الرياح او الامطار ، تنظف الشوارع و الأزقة ، تسقي المغارس و تعتني بها ، تحرس المرافق، و تحمل التجهيزات ،بما فيها منصات الخطابة التي يعتليها السياسيون للحديث عن دولة الحق والقانون و المؤسسات و العدالة الاجتماعية !!!!!

تقول الدولة إنها ستدعم الأسر المعوزة في إطار التغطية الاجتماعية ، وهناك تقديرات تقول بين 1000 الى 2000 درهم شهريا ،

طيب ،مادام الحد الادنى للاجور ببلادنا يقل عن 3000 درهم ، فلماذا لا تتم اضافة مبلغ دعم الأسر المعوزة الى مبلغ الأجرة الشهرية لعامل الإنعاش والتي تقترب من 1800 شهريا ، ويتم إدماجهم في الوظيفة العمومية ؟

نفس الكلفة المالية ،مع جني ضرائب على الدخل ، وانتشال فئة إجتماعية من الهشاشة,

هذا قد يناسب الدولة ،لكنه لا يناسب سياسة و توجيهات صندوق النقد الدولي و الجهات المانحة التي تدعو إلى تقليص مصاريف الدولة حتى تكون وفية لتسديد ديونها.

هذا هو مأزق الدولة التي تفرض الحد الادنى للاجور ،و لكنها لا تستطيع تطبيقه على فئة تستغلها لتكون في حقيقة الأمر هي “المنعش”و المنقذ لمؤسسات الدولة التي تعتمد على هذه الفئة المهضومة الحقوق .

نحن أمام دولة تمنعها الجهات المانحة من ضمان العيش الكريم لمواطنيها ، ولتكسير هذا المنع تعتمد الصدقات والهبات تحت مسمى الدعم الاستثنائي!!!؟

نحن أمام سكيزوفرينيا مؤسساتية وجب تكسير الصمت عن خروقاتها،

اما الصمت ،فكي يصبح كلاما يحتاج أن ننعشه باصوات تكسره

فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى