اخبار وطنيةسلايد

رائدات الأغنية الأمازيغية: رقية الدمسيرية

 تعتبر “الرايسة” رقية الدمسيرية واحدة من رائدات الأغنية المغربية لأكثر من أربعة عقود، ألفت خلالها مجموعة من القصائد  تتغني للهم والسعادة، والحب والألم والانتصار والانكسار. 

تعد الدمسيرية، واسمها الحقيقي رقية شوال، من الفنانات المخضرمات من جيل “الروايسات” الأمازيغيات إلى جانب أخواتها الفنانات المغربيات. 

ولدت عام 1948 بدوار اديغيس زاوية تامرورت منطقة دمسيرة التابعة لاقليم شيشاوة، المتاخمة ل “إيمنتانوت” التي نظمت بها “إمارات الخير” أياماً استشفائية لمعالجة مرضى العيون، وهي منطقة معروفة بإنجابها للفنانين الموهوبين، ومن أشهرهم الراحل محمد الدمسيري والرايسة صفية، لم يكتب للدمسيرية أن تعيش طفولة سعيدة حيث فقدت أمها وعمرها لا يتجاوز 4 سنوات، وعانت الحرمان وسوء المعاملة من زوجة أبيها، لدرجة بلغت حد تأثير الزوجة في الوالد، والضغط عليه لتزويجها وهي صغيرة لرجل أرادها راعية ماعز بين أشجار “أركان” المنتشرة بكثرة في المنطقة، مما دفع رقية إلى الهروب لمدينة الدار البيضاء وعمرها آنذاك لا يتجاوز أربعة عشر عاما، وهناك احترفت الفن باستوديوهات تسجيل الأغاني التي كانت أسطوانات .

كانت دروب الدار البيضاء، أواخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي، عميقة ومظلمة، ومع ذلك صبرت الدمسيرية وتحملت أذى الأيام وشرور الأشرار، وما أكثرهم في ذلك الزمن الذي كانت المرأة فيه لا تقدر حتى على رفع صوتها، ومع ذلك غنت رقية للحب والقمر وهي تنشد باللهجة الأمازيغية. 

كانت الهموم والمعاناة حافزاً مقوياً على العمل لإيجاد الذات الحرة الرافضة للذل والمهانة في مسار ولادة فنية للفنانة رقية الدمسيرية التي استطاعت ترجمة تجربتها إلى كلمات وأغان، حكت عن طفولتها وغنت بها للحب ونبذ الكراهية، للقاء وذم الفراق، لحب الوطن ومعاناة الغربة، للصدق ورفض الكذب، وكتبت سيرتها الذاتية من خلال قصائد جمعتها في ديوان سمته “كتاب الحياة” . احتكت الفنانة في بداياتها الأولى بعباقرة الفن الأمازيغي من أمثال المرحوم محمد بونصير، والرايس عبد الله بن إدريس المزوضي، الذي كانت فرقته نقطة انطلاق المسيرة للفنانة الدمسيرية، لتنتقل بعدها إلى العمل إلى جانب الرايس المرحوم محمد الدمسيري، الذي اشتغلت معه في العديد من الأشرطة التي خلفت صدى طيباً لدى الجمهور وعشاق الفن الأمازيغي في المغرب وأوروبا، وهي إلى اليوم مازالت تتربع على أريكة الفن الأمازيغي الأصيل، محاطة بما أنتجته من روائع أغان أمازيغية جديرة بالتذوق الفني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى