سلايد،مجتمعمجتمع،

عودة مواسم الرجراجية بقوة بعد إيقاف أنشطتها لمدة عامين بسبب جائحة كورونا.

متابعة.. الناصري 

شكلت الجماعة الترابية تالمست إقليم الصويرة، إحدى المحطات الأساسية التي استقبلت  فعاليات المواسم الرجراجية  2022، المعروف (بدور ركراكة ) والتي تزامنت مع المهرجان الربيعي الذي تنظمه الجماعة الترابية تالمست كل سنة .

وقد شهدت هذه المحطة،  تنظيم عدة  أنشطة رياضية وثقافية ودينية  بالإضافة إلى سهرات ليلية فنية، كما شهدت هذه الفعاليات مسابقة للتبوريدة، حيث أبان جميع الفرسان على علو كعبهم في ممارسة هذا الموروث الثقافي الشعبي الذي أصبح ثراث لا مادي للإنسانية بعد إعتراف اليونسكو به مؤخرا، وقد  وكان الحضور الجماهيري كبيرا لعشاق هذه اللعبة الفرجوية التي تم الايقاف أنشطتها لمدة عامين بسبب جائحة كورونا.

أعلن الكوابلي العلوي، مقدم زاوية تالمست الرجراجية، سابقا عن موعد انطلاق أكبر مواسم المغرب، والذي يمتد لأربعين يوما، بجماعات وأضرحة مختلفة بترابي إقليم الصويرة وأسفي.

ويتميز هذا الموسم، والذي يعرف محليا ب ”الدور“ بقافلة ”المريدين “ التي تقيم، كل سنة،  موسما يستمر لأربعين يوما، على أساس أن تقضي يوما وليلة بضريح ، لتنتقل  بشكل جماعي إلى الضريح الموالي، وفق تقليد يمتد عبر التاريخ، ويؤسس للزاوية الرجراجية، مع ما يرافق ذلك من توافد الزوار والإتباع، للتبرك والتبضع من الخيام التجارية، مع الاستمتاع بمختلف مظاهر الترفيه المميزة لهذا الموسم، الذي لايزال يحتفظ بعاداته وتقاليده المتجدرة في الزمان وفي التاريخ.

وحول تمويل موسم رجراجة ، فقد أوضح احد شرفاء رجراجة،  أن هذه العملية تتم عن طريق الهبات والصدقات والزيارات، وان الزائر الذي يزور موسم رجراجة من جميع أنحاء المغرب يلتمس الدعاء من الأحياء وليس من الأموات ( الأضرحة )، حيث يقيم الشرفاء الصلوات والدعاء داخل الخيمة، التي تتحول إلى منبر للدعاء والإرشاد من قبل المجلس العلمي المحلي بالصويرة  بتنسيق مع هيئات نقيب ركراكة، و يعمل الشرفاء على مأسست الموسم، لأنه موسم ديني صرف، محذرا من بعض السلوكات والظواهر التي يعتبرها الشرفاء دخيلة، منها أن بعض الدخلاء يمسكون بعصا ويهشون بها على المواطنيين من أجل الشفاء، هؤلاء الدخلاء لا ينتمون لهذه المنطقة نهائيا، وهمهم هو الحصول على المال بأية طريقة. 

وعن الرواج الاقتصادي ، يضيف المصدر ذاته، أن الموسم يساهم في خلق انتعاش تجاري تستفيد منه الساكنة طيلة مدة الموسم، داعيا جميع أبناء وأحفاد الشرفاء الرجراجيين من داخل المغرب أو من خارجه “العمل على النهوض بهذا الإرث التاريخي والديني، والنهوض به إعلاميا والحرص على هذا المنتوج الثقافي والديني والمحافظة عليه، والعمل على تلقينه إلى الأبناء، لأنه موروث يشرف قبائل أمازيغية كانت سباقة إلى اعتناق الإسلام في المغرب”، موضحا  أن مؤسستهم أحدثت بظهير إسماعيل، حيث تم تنصيب الولي الشيخ سيدي أمحمد بن أحميدة من طرف مولاي إسماعيل بموجب ظهير يكون هو نقيب رجراجة وكبيرهم، وهو الذي يأخذ الزكاة والأعشار من قويهم وغنيهم ويدفعها إلى ضعفهم وفقيرهم. وهو الذي يستشار في جميع أمورهم، ويعتبر بمثابة المحاور الرسمي اتجاه السلطة، وان منصب النقيب يورث من الأب إلى الابن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى