،سلايدرأي

عطيني حنكك نبوس بيه راه كاينة كورونا

 اسرار بريس….بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،شتنبر 2021. 

دارس التاريخ ليس كالمتفاعل مع الأحداث اليومية، هناك نسق للايام ووقائعها، وهناك سيرورة لتلك الوقائع ورجالاتها،

في علاقة المغرب مع الجارة الجزائر ،لا يمكن تقييمها مالم توضع تحت مجهر تلك السيرورة لفهم تلك الوقائع ،

خلال العشرين سنة الماضية كان مسار المغرب مختلفا عن مسار جارته الجزائر، مسار حافل بالمنجزات داخليا و إقليميا ودوليا في مقابل تراجع لسياسة الجزائر التي غرقت في حساباتها الداخلية، و معادلاتها التي جعلت رئيس دولتها المقعد يحكم على كرسي متحرك يوم كان ملك المغرب يجوب البلاد العربية والإفريقية والعالمية،

أدركت الجزائر ان سباق زعامة إفريقيا خرج من بين يديها المكبلتين، في مقابل أيادي مغربية ممدودة لكل مناطق العالم،

يد مغربية تشيد وتبني، و تمد يد العون للضعيف وتسعين بالقوي لضمان مصالحها،

في المقابل لم تجد الجزائر ما ترد به على هذا الجار الذي تتوسع دائرة إشعاعه غير أن تضع يدها على الزناد، و تسوق ازماتها الداخلية نحو جارها المغرب ،لعل ذلك يغطي على كثير من العجز والقسور خاصة بعد تراجع سعر البترول.

تمت تنحية بوتفليقة قبل اعلان وفاته، ليعوض برجل أعلن منذ اليوم الأول أن شيخوخته لن تقنعه انه لم تعد له اظافر لينهش في نظام ملكي عريق، نظام حصن شعبه من داء كورونا فيما الرئيس التبون لم يحمي حتى نفسه ليصاب بالداء و ينفي نفسه بأحد مستشفيات ألمانيا،

ويا لسخرية القدر ان يرمي الداء صنيعته البوليزاريو إلى نفس المصير حين تم تهريب الزعيم المزعوم إلى أحد مستشفيات إسبانيا بإسم مستعار.

و لكل مجتهد نصيب، فقد جاء اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء كالقطرة التي افاضت الكأس، قطرة حولت الجارة الجزائر من مجرد مناوشة للمغرب، إلى نظام عسكري بلا حرب يقوم بحرب بالوكالة لكل من يرى في التواجد الأمريكي بشمال افريقيا خطرا على مصالحه،

ولأن المغرب الذي نهج سياسة اليد الممدودة التي وصلت إلى إعادة العلاقات مع إسرائيل، فإن جهات أخرى ،وهذه المرة من الشرق الأوسط ركبت نفس موجة الجارة الجزائر قبل أن تدرك ان حساباتها تصب في مستنقع لا يزعزع عرش المغرب،

مغرب اليوم يزعج القريب والبعيد، و يخلق خلخلة في توازنات بالية أرادت للمغرب ان يبقى متبوعا وتابعا، و لان دولا تعرف ان لها مصالح مع المغرب فلم تجد من يقود حربا بالنيابة احسن من جارة حاسدة حقودة مهترئة البنيان، لتقوم بتلك الحملة القدرة ضد المغرب.

اليوم خصومنا هم الإتحاد الأوروبي الذي ينزعج من التقارب المغربي الأمريكي، وجنوب إفريقيا التي تعتقد أن زعامتها للقارة الإفريقية لا ينازعها منازع، ومصر التي تعتبر نفسها صلة الوصل بين المشرق وشمال افريقيا،

ويبدو ان الايام ستعري سياسة فرنسا التي لا تريد للمغرب ان يستكمل إستقلاليته من التبعية.

في المحصلة، المغرب يدفع ضريبة نجاحه الذي يزعج ويقلق ويخلق خللا في التوازنات البالية القائمة بين دول ألفت تجميد اي تطور مغربي لفائدة مصالحها،

هذا الوضع يتطلب منا تقوية الجبهة الداخلية، و زيادة تقوية الجبهة الداخلية، و الإستعداد للأسوء، خاصة وأن الجزائر لا تملك تصورا لما بعد التبون ومطالب الدولة المدنية ،وأن الرهان الوحيد والخيار الأوحد لإستمرار دولة العسكر هو دق طبول الحرب، لأن الحرب وحدها الكفيلة ان توقف عجلة التنمية بالمغرب.

لنتحد ،و نتماسك لنواجه كل هذه المخططات، وهذا مصيرنا وخيارنا و التحدي الذي سيساعدنا على مواجهة خصومنا.

فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى