سلايد،مجتمع

ساحة جامع الفنا المراكشية تستعيد عافيتها بدون فن الحلقة التاريخي…لماذا؟؟؟

 

أسرار بريس…الشيباني

بدأت ساحة جامع الفنا، قلب مراكش الساحر، تستعيد جزءا من عافيتها، غير أن “العود لم يكن أحمد”، بعد أن غاب عنها روادها من الفن الحكواتي، رغم مضي سنة ونصف على تفشي وباء كورونا بمراكش، على غرار الوجهات السياحية العالمية.

“كنت أشتغل كحكواتي بساحة جامع لفنا، لأزيد من 30 سنة. هذه الحرفة التي فتحت عيناي عليها، وبها أحببت مراكش، التي أتيتها قادما من أولاد سيدي سعيد. لكن عندما جاءت كورونا وأوقفت أنشطتنا، لم أكن أعلم أن الأمر سيطول إلى حدود اليوم”، هكذا يتحدث عبد الإله المسيح، أشهر رواد فن الفرجة بساحة جامع الفنا، بحرقة عن استمرار توقف “الحلايقية” عن العمل، رغم استئناف مجموعة من المهن الشعبية بمراكش لنشاطها.

عبد الإله المسيح

فلأزيد من 14 شهرا، لم يلتق المسيح، على غرار باقي رواد الفن الحكواتي، بزوار مراكش، رغم أنه، بفضلهم، ذاع صيت ساحة جامع لفنا حتى أصبحت ملتقى كل الجنسيات، واكتسبت صفة العالمية، من خلال تصنيفها كتراث شفوي إنساني عالمي من طرف منظمة اليونيسكو.

ويروي المسيح، أنه بداية من شهر يونيو الجاري، سمحت السلطات المحلية بمراكش بعودة التجمعات، واستدركت مجموعة من المهن نشاطها كما المعتاد، منها “النقاشات” و”أصحاب المقاهي” و”الفراشة”، باستثناء “الحلايقية”، رغم أن هذه الفئة المهنية وعدت من قبل بالالتزام بجميع شروط السلامة الصحية، وبعدم السماح للمتفرجين بالتقارب الجسدي لتفادي انتقال عدوى “كورونا” بينهم، غير أن طلبهم لم يلق أي تجاوب حسب ما صرح به المتحدث.

عبد الإله المسيح، 50 سنة، كان يمارس فن الحلقة، منذ أن كان عمره 7 سنوات، ولا يعرف أي مهنة أخرى. فهو يعيل أسرته من خلال ما كان يجنيه كل يوم، حيث يقول: “عانينا كثيرا خلال هذه الجائحة، وتراكمت علينا الكثير من الديون، فساحة جامع الفنا كانت هي مورد رزقنا الوحيد، تعبنا من ‘البريكولاج’”.

وتابع: “الحلايقية يشاركون في السياحة الداخلية للمغرب، ويعطون الفرجة لزوار مدينة مراكش، ومثلوا المغرب أحسن تمثيل في مهرجانات دولية عبر هذا الفن، منها مهرجان زمن المغرب بفرنسا، ومهرجان الفن الشعبي بدبي، وإسبانيا، ولطالما رفعنا راية بلدنا بدول عدة”، متسائلا عن سبب منعهم من العودة إلى ممارسة هذا الفن، الذي لا يعتبرونه نمطا فُرجويا فحسب.

حلايقية

الحلايقية بساحة جامع الفنا قبل تفشي فيروس كورونا

كانت نغمات الفنون الشعبية تنبعث من كل مكان، وكان للجميع موعد مع حكايات شعبية مستقاة من الخيال الشعبي لأبطال بسطاء يتناوبون على سردها، جامعين بين رواية القصص والكوميديا والموسيقى.

يحمل رواد الحلقة قسطا من الذاكرة الشعبية ولهم مكانتهم الكبيرة في النسيج الثقافي لمراكش، لذلك يأمل المسيح بأن يعودوا إلى ملاقاة محبيهم عما قريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى