رأيسلايد

الملوك لا يزعجهم الأموات: إنطباعات عن رسالة التعزية التي بعث بها جلالة الملك لأسرة الفقيد، خالد الجامعي

أسرار بريس….

بقلم :سدي علي ماء العينين ،أكادير ،يونيو 2021.

الملوك لا يزعجهم الأموات،، أما الأحياء، فلهم مكانة خاصة، فإن عارضوا زادوا قيمة عند الحكم، شرط أن يكونوا صادقين، وإن ساندوا كانوا يُعبرون عن وطنية وليس عن جشع الأفراد. 

لذلك تكون رسائل التعازي هي لحظة تجمع بين البعيدين الإنساني و السياسي، 

فمن جهة هي تقليد ملكي بغظ النظر عن مضمونه، 

ومن جهة ثانية، هي شهادة حق في مواطن خدم بلده من موقعه، 

وملك البلاد لا يعزي كل رعاياه، ولا ينتقيهم،فمساراتهم الوطنية هي ومواقفهم ما يجعل ملك البلاد يعزيهم، 

عرف المرحوم خالد الجامعي بمعارضته لكثير من السياسات، وكان قلمه طافحا بالنقد، ووصلت مواقفه إلى درجة الإزعاج المفترض، 

وجاءت التعزية الملكية لترسم مسارا للمرحوم كقدوة، و رسالة للفاعلين السياسيين،

يقول جلالة الملك عن خالد الجامعي انه صحافي مقتدر، ومناضل ومثقف ملتزم، مشهود له بالنزاهة الأخلاقية، والثبات على المبادئ، والصدق والموضوعية والمهنية العالية، سواء في كتاباته الصحفية، أو في مواقفه السياسية؛

 كما إستحضر الملك في تعزيته للفقيد خالد الجامعي ، في هذا الظرف المحزن، ما خلفه الفقيد الكبير، الذي كان يحظى لدى الملك – كما جاء في التعزية- بالعطف والتقدير، من رصيد حافل وعطاء وافر، في المجال الإعلامي والسياسي والحزبي، طيلة عقود من الزمن، وما كان يتحلى به من خصال الغيرة الوطنية الصادقة، والتشبث بمقدسات الأمة وثوابتها الوطنية، وعلى رأسها الإخلاص لشخص جلالتنا وللعرش.

هذا درس بليغ من ملك حكيم لشعبه، ولحاشيته، ولطبقاته السياسية.

المُلك اليوم لا يحتاج لمتملقين، أو ما نسميه ب “العياشة”، الذين يعيشون من أوضاع بلادنا، فيطبلون ذون ان يقدموا حلولا و مخططات،

الملكية اليوم وغذا، لا حاجة لها بورثة إدريس البصري، فلسفة وممارسة ،

ولا حاجة لها لإقتصاديين يتملكهم الجشع، و الورقة النقدية لا يرون فيها وجه الملك اكثر مما يرون حجم معاملاتهم وارباحهم،

بلادنا اليوم، في حاجة إلى من يفدي نفسه من أجلها، فيعارض حين تكون للمعارضة فائدة للوطن، و يساند حين تكون المساندة في خدمة الوطن،

تعزية جلالة الملك للفقيد، صاحب القلم الحر، و الرأي المزعج، خالد الجامعي، هي رسالة لكل مسؤول، وكل سياسي ،وكل فاعل في هذا البلد :

من يحب الملك فل يقل له الحقيقة،

ومن يحب الوطن – بما فيه الملك-فليعارض بصدق، وحب، ووطنية،

بلادنا تحتاج إلى أصوات متعددة، وبينها إختلاف وليس خلاف،

وبلادنا تحتاج إلى ضمائر حية، همها الوطن اولا، وليس التملق لمن يحكم البلد.

رحمة الله عليك خالد، وشكرا جلالة الملك ان جعلت من مجرد تعزية رسالة لكل الأجيال

فهل تعتبرون؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى