سلايدسياسة

النص الكامل لاستقالة ادريس الازمي الادريسي رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية

اسرار بريس:

بسم الله الرحمن الرحيم 

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين 

فاس، الخميس 13 رجب 1442هـ الموافق لـ 25 فبراير 2021م 

ادريس الازمي الادريسي 

رئيس المجلس الوطني 

لحزب العدالة والتنمية 

إلى 

الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية 

الموضوع : الاستقالة من رئاسة المجلس الوطني للحزب وبالتبع من الأمانة العامة. 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

وبعد، بكل أسى وأسف وحسرة وبعد صبر كبير وتحمل ومكابدة وتردد وربما تأخر، 

يؤسفني أن أقدم إلى المجلس الموقر استقالتي من رئاسة المجلس الوطني للحزب وبالتبع 

من الامانة العامة للحزب، وذلك طبقا لمقتضيات المادة 85 من النظام الداخلي للحزب 

والمادة 80 من اللائحة الداخلية للمجلس الوطني.

وقد قررت أن أقدم هذه الاستقالة لأنني ولألسف لم أعد أتحمل و أستوعب و أستطيع 

أن أفسر أو أستسيغ ما يجري داخل الحزب ولا أقدر أن أغيره، وعليه لا يمكنني أن 

أسايره من هذا الموقع أو أكون شاهدا عليه. 

ومهما كان حمل هذا القرار صعبا ووقعه وأثره فلن يعادله في ذلك حجم التحمل الكبير 

والصبر الطويل ونحن نمني أنفسنا بأن هذه ربما هي األخيرة وأنه عسى أن يستدرك 

األمر في المرة المقبلة بالاستباقية المطلوبة وبالتحضير الجيد والنقاش الجدي 

والتشاركية اللازمة وبتحمل المسؤولية الكاملة والوضوح اللازم والموقف الشجاع، 

عوض المباغتة والمفاجاة والهروب إلى الأمام وتبرير كل شيء بكل شيء في تناقض 

صارخ مع ما يؤسس هوية الحزب ويكون جيناته الأصلية. 

ومهما كان حمل هذا القرار صعبا ووقعه وأثره فلن يعادله في ذلك حجم الحيرة 

والتساؤلات التي تثار كل مرة وتبقى بدون جواب وبدون عبرة حول مدى مالئمة 

مواقف الحزب مع مبادئه المعلنة والمعروفة وأوراقه المرجعية وأنظمته الأساسية

وبرامجه الانتخابية ؟ وحول مدى مراعاة القيادة لشعور مناضلي ومناضلات الحزب 

واستحضارها واعتبارها لموقع ومكانة وإرادة المناضلين والمتعاطفين مع الحزب 

والمصوتين له ؟ ومدى تطبيقها لتوجيهات هيئاته التقريرية ومن ضمنها المجلس 

الوطني ؟ وهي تتخذ المواقف المتتالية التي ينسي بعضها بعضا.

لكل هذا نفذ صبري ولم أعد أتحمل أكثر وأنا أترقب ما هو آت، لا سيما ونحن نسمع 

هل من مزيد ؟ ولاسيما و مؤسسة المجلس الوطني ومكانته وبياناته ومواقفه أصبحت 

تستغل كمنصة للتهدئة وامتصاص الغضب عوض التقرير والاسترشاد والاتباع 

والتنزيل باعتباره أعلى هيئة تقريرية في الحزب بعد المؤتمر الوطني. وأصبحنا ولما 

يجف مداد بيانه بعد، وقد أخذ منا ما أخذ من وقت طويل وجهد مضن وعنت ونقاش 

حاد وصريح للتجميع والاستيعاب والفهم والتفهم نرى من يعارض هذا البيان جهارا 

نهارا.

أعلم أن هذا القرار صعب ووقعه أصعب، لكن لم يعد من الممكن أن تستمر األمور بهذه 

الطريقة وكأن شيء لم يكن وكأن األمور على ما يرام، لا سيما ونحن نتابع حجم الحيرة 

والتساؤلات التي تثار بالنظر لما مثله ويمثله الحزب من أمل كبير وما راكمه من 

نضالات كبيرة ومواقف مشرفة وتضحيات جسيمة لمناضليه ومناضالته. 

لم يعد هناك مجال لقبول كل شيء ولتبرير كل شيء وللتهوين من الآراء المخالفة 

والاعتماد في كل مرة على المسكنات المبنية على عامل الزمن عوض الاشراك 

والاقناع، وعلى المهدئات المبنية على التبرير عوض تحمل المسؤولية من الموقع 

المتبوأ وفي الوقت المناسب وبالوضوح اللازم، وبالمضي إلى الأمام دون الالتفات إلى 

حالة الاحباط والفشل والانسحاب والسلبية التي قد تخلفها مثل هذه المنهجية وهذه 

المواقف على المناضلين والمناضلات وغير هم، ودون الالتفات إلى من نتركهم أو 

نتخلى عنهم على الرصيف بمنطق أن القطار ماض إلى الأمام نزل من نزل، 

مستصغرين عددهم، وصعد من صعد، وبقي من بقي، غير آبهين بما ستؤول إليه األمور 

بقطار قد يتوقف دون أن يصل أصال أو بقطار قد يصل فارغا ودون محتوى وقد انفض 

الجمع وانفرط العقد شكلا ومضمونا. 

فما الجدوى إذا كان المآل هو هذا ؟

لابد للحزب أن ينهض وأن يراجع نفسه ومقاربته هذا إن لم يكن قد فاته الأوان والقطار؟ 

لا بد من مثل هذه المواقف على صعوبتها كي يسائل الحزب وقيادته نفسها بالعودة إلى 

أصله لكي نستكشف هل ما زال الحزب يصلح لشيء ما باعتبار أنه لم يكن في يوم

الايام دكانا انتخابيا أو هكذا كان يعرف نفسه، بل حرص أن يقدم نفسه وأن يتبوأ مكانته 

عن جدارة واستحقاق كحزب حقيقي بمبادئه ومرجعيته ومؤسساته وبسعيه الحثيث 

للمساهمة في ترسيخ الاختيار الديمقراطي والاصلاحي والتنموي ببلادنا في ظل 

الثوابت الجامعة لألمة المغربية.

فهل ما زلنا نحن هم نحن فعال ؟ 

لا بد من مثل هذه المواقف على صعوبتها كي يستجمع الحزب نفسه ويستيعد المبادرة 

ويجدد مقاربته وتسائل القيادة نفسها قبل فوات الالوان، ال لكي يحضر نفسه للاستحقاقات 

المقبلة لينجح انتخابيا أو لكي يحصل على المرتبة الأولى أو لكي يرأس الحكومة أو 

حتى لكي يشارك فيها أصال فليس ولا ينبغي أن يكون أبدا هذا هو المراد والغاية، بل 

أساسا وأولا وأخيرا لكي ينجح في الحفاظ على روحه ومبادئه ويعيد ضبط البوصلة 

ويوقد مصباح الامل في العدالة والتنمية ويحافظ على دوره كحزب حقيقي وكأداة 

للمساهمة في ترسيخ وتقدم االختيار الديمقراطي ونهج الاصلاح ببلادنا، وقد كان في 

وقت ما يؤدي هذا الدور وربما أكثر وهو في المراتب األخيرة عدة وعددا، وقد كانت 

له على مر هذه األزمنة مواقف خالدة ومشهودة لصالح ومصلحة الدولة وانتصارا 

للوطن وللمواطنين ودفاعا عن الثوابت الجامعة لألمة المغربية، وهو يتفاعل آنذاك مع 

واقعه بمواقف مسؤولة وبمرجعية واضحة وبمنهجية رصينة وينضج قراراته 

ومراجعاته النوعية عبر مؤسساته باستقلالية ووطنية ومسؤولية، فكان التأصيل والتقعيد 

والفعل والموقف يسبق الواقع ويؤطره ويتفاعل معه ويؤثر فيه، عوض اليوم الذي 

أصبح فيه الحزب يالحق الواقع ويركض وراءه ليس ألن الواقع أعقد وأسرع ولكن ألن 

الحزب ربما ركن إلى الراحة وأعجبته الكثرة وخلد إلى الانتظار  وإلى الواقعية 

المفرطة وألبس كل هذا لبوسا يجعله مستعدا إلى قبول كل شيء مسخرا ملكاته وقدراته 

ومؤسساته للتبريرات البعدية عكس ما يعتقد أو في الحد األدنى بعيدا عما كان يدافع 

عنه بالأمس. 

ولله الأمر من قبل ومن بعد. 

وفي الاخير، أخبر أخوتكم أنه وفي انتظار إعمال المسطرة المقررة في أنظمة حزبنا 

لاختيار رئيس جديد للمجلس الوطني، أرجو أن يتكلف الاخ نائب الرئيس بمهمة تنسيق 

أشغال المكتب والمجلس منذ اليوم وإلى ذلك الحين إن شاء الله تعالى.

وتقبلوا تحياتي الأخوية وفائق تقديري.

أعضاء: اخوكم  إدريس الازمي الادريسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى