اسرار بريس : خليفة مزضوضي.
توصل فريق بحث دولي لاكتشاف أول موقع لآثار فقدان الديناصورات في العصر الطباشيري السفلي في المغرب.
واكتشف الموقع بمنطقة “تالمست” قرب مدينة إيمنتانوت الواقعة (غرب مدينة مراكش)، ويحتوي على مسارات لديناصورات لاحمة وأخرى عاشبة.
وقال موسى مسرور الباحث المغربي منسق فريق البحث في حديث للجزيرة نت “عثرنا لأول مرة في المغرب على آثار أقدم ديناصورات في العصر الطباشيري السفلي، وبالضبط في حقبة الباريميان، حيث كان هناك تراجع للبحر؛ مما جعل هذا المكان عبارة عن شاطئ مسطح تتمشى عليه الديناصورات، وتسبح فيه بعض الأسماك”.
ويتكون فريق البحث إضافة إلى مسرور الباحثة نورة لكبير من كلية العلوم بجامعة ابن زهر بالمغرب، والباحثة أنجليكا توريس والباحث فيليكس بيريز لورينتي من “جامعة لاريوخا” (Universidad de La Rioja) بإسبانيا.
وأوضح مسرور أن “هذا الاكتشاف يلفت اهتمام الجمهور لمعرفة طبيعة المكان، وكيف كان قبل ملايين السنين، فنوعية الصخور ووجود آثار مشي لديناصورات وآثار نشاط الأسماك يدل على أن المكان كان عبارة عن شاطئ، وبالضبط مكان تناوب المد والجزر”.
وتشير نتائج الدراسة العلمية، التي نشرت يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بالمجلة العلمية “إكنوس” (Ichnos) حول هذا الاكتشاف أن الموقع يتضمن في المجموع 72 بصمة تتشكل في 8 مسارات لأقدم الديناصورات في موقع “تالمست”، 3 منها لديناصورات لاحمة من فصيلة (التيروبودات)، و2 هي مسارات لديناصورات عاشبة من فصيلة (الصوروبود)، و3 مسارات لديناصورات تمشي على قدمين؛ لكن ليست معروفة، نشاهدها فوق مسطح هو الآن مائل بفعل الحركات التكتونية.
ويوضح موسى مسرور أنه” أثناء دراسة آثار الديناصورات في هذا الموقع، أثار انتباه الباحثين وجود عدة آثار متنوعة ناتجة عن نشاط حيوانات غير معروفة، وبعد عدة أبحاث في الأرشيف والمقالات، التي تطرقت لمثل هذه الآثار، وبالرغم من عدم وجود مثيلاتها بالضبط؛ إلا أن الباحثين تمكنوا من تحديد هوية الحيوانات التي تركت هذه الآثار.
ووفق الدراسة الحديثة، فإن آثار الأسماك المسطحة كانت تعيش في المكان نفسه، الذي مرت منه الديناصورات، هذه الأسماك تركت نوعين من الآثار، واحدة تدل على بحثها عن الطعام، والثانية تدل على الاستراحة فوق سطح الرواسب؛ لأن المكان عبارة عن شاطئ، وتدل نوعية الصخور الموجودة على ذلك.
علاوة على ذلك، فالطبقات المحتوية على آثار أقدام الديناصورات وآثار الأسماك هي الآن طبقات مائلة جدا حوالي 80 درجة، وقد كانت مستوية لما كانت الديناصورات تمشي فوقها منذ حوالي 127 مليون سنة، ووجودها اليوم مائلة هو نتيجة الحركات التكتونية، التي أعطت لها هذا الشكل الحالي.
وينهي موسى مسرور حديثه للجزيرة نت بالقول “الدراسة الرسوبية ودراسة السحنات الرسوبية للطبقات المجاورة للطبقة، التي تحتوي على الآثار، مكنتنا من معرفة ظروف هذه الترسبات، ويمكن القول عموما أنها كانت رواسب ساحلية مسطحة (في بيئة ساحلية مسطحة)، تخترقها أحيانا سهول نهرية”.
يذكر أن الموقع المكتشف هو الثاني على مستوى أفريقيا بعد موقع اكتشف في وقت سابق في الكاميرون.