حوادثسلايد

مجموعة فايسبوكية بإسم “قدماء تلاميذ و أساتذة ثانوية الداخلة وثانوية مولاي يوسف بأولادبرحيل” تُكرَّس أهمية المنظومة القيمية داخل الوسط البرحيلي


 

متابعة_عبدالهادي فاتح

أن يَمضي فيروس “كورونا” الذي يُكَابِدُهُ العالم دون أن يُخلِّف آثاراً
وتداعيات؛ هي مُسَلَّمة أصبحت راسخة لدى الجميع، وبلاشكّ ستتغيَّرُ
القناعات وتنقلب الموازين، وتتراكم القراءات التي ستُفردها البلدان
والمُنتظم الدولي بِرُمَّته لِما جاء به هذا الوباء المُصنَّف من طرف
“منظمة الصحة العالمية” كـ”جائحة”.

في مدينة أولادبرحيل، وداخل الوسط التربوي التعليمي شَرعَ الكثيرون
في استخلاص الدُّروس، والوقوف على العِبر التي يُمكن استنباطها من فيروس
بصدد خلخلة المُعادلات في شتى المجالات، ويكاد يُجمِّد الحركة البشرية في
مُعظم أرجاء المعمور. وأدركوا ماهية الجوهريات، وأصبحوا على درايةٍ بما هم
في أمس الحاجة إليه، واضعين خطَّاً فاصلاً بين التَّرف والأساس.


وفي اطار التعايش مع الحجر الصحي، انبثقت من قبل الشباب البرحيلي إسْوةً
بباقي مدن المملكة، مجموعة فايسبوكية، باسم “قدماء تلاميذ و أساتذة ثانوية
الداخلة وثانوية مولاي يوسف بأولادبرحيل”، كحضن أول جمع أبناء المدينة
أيام الدراسة، رغبة منهم في تجديد الوِصال وربط الماضي بالحاضر، بعد إنشاء
المجموعة شاهدت انضمام ما يفوق 6000 عضوا.

وبنفسٍ جديد وطاقة إيجابية، لقت المجموعة الفايسبوكية تفاعلاً كبيرا،
فهناك من يسرد أحداث ومغامرات مساره الدراسي، وهناك أيضا من يبحث عن زملاء
الفصول الماضية، وكأنها أيامه الأولى بالمؤسسة، والبعض الآخر يشيد ويرفع من
مكانة مدرسيه بذكر أسمائهم و صورهم أجمعين وتكريمهم بكلمة شكر وتقدير
وامتنان وسط تفاعل كبير وتعليقات إيجابية من قبل متابعي الموقع الاجتماعي.

صور و ذكريات أرجعت بنا عقارب الساعة الى سنوات مرت و مرت معها ذكريات
لا تنسى، ومن خلال متابعة هذه المجموعة تبين أن هناك تفاعل بين خريجي
المؤسستين التعليميتين و تواصل فيما بينهم مع تداول طرائف و نشر الصور التي
كانت تجمع بين تلامذة المؤسستين في مختلف الأنشطة، كما عرفت حركية نشيطة
ساهمت في أحياء صلة الرحم بين رفاق الدراسة الثانوية بالأمس، ومن خلال
التعليقات اتضح أن هناك صُدف تجمع بين بعض قدماء التلاميذ أيام الدراسة.

إبراهيم درموك صاحب المبادرة، يقول في تصريح؛ “أن الغرض من المجموعة
الفايسبوكية، هو الجمع بين التلاميذ والاساتذة الذين درسو بالثانويتين
واحياء صلة الرحم والترحم على من غادرنا”.

درموك لم يقف عند هذا الحدّ، معتبراً “أن المبادرة، ستتجود بمفاجأة
حميدة، متمثلة في تكريم بعض رموز المؤسستين، لرأب الصدع بين مكونات المدرسة
المغربية، وتوطيد العلاقات خاصة بين الأستاذ والتلميذ، وإيلاء الأهمية
التي يستحقها الأستاذ، حتى يحظى بالمُقابل المادي والمعنوي الذي يتماشى مع
دوره في هذا المجتمع”.

يحدث هذا والمركز الحضري لأولادبرحيل يزخر بالكفاءات في المجلات العلمية
والإبداعية، رغم الدَّعوات المتجددة إلى تشجيع هاته الشريحة، كونها رافدة
أساسية لأي منظومة كانت، وعُنصراً هاماً في أي نهضة، وهو ما أكّدته الكثير
من البلدان التي انطلقت من هذا الورش وبَنَت عليه تقدُّمها محققةً تسويقاً
رفيعاً، بِغرض الاستمرار، بوتيرة أسرع، في تعبيد الطَّريق نحو الازدهار
الذي ينشده الجميع، وإحراز التَّقدُّم ورفع درجة الرُّقي والوعي.

فيروس “كوفيد19″، بذلك يُكرَّس أهمية المنظومة القيمية داخل الوسط
البرحيلي، ليُعزِّز الأواصر والروابط المجتمعية التي تلعب دوراً بارزاً في
المنحى الذي تسير عليه الأمة، ويبدو أن هذا الاختبار التفاعلي، سيُساهم في
وضع اليد على قطاع التعليم، الذي شهدَ “نكوصاً” و”تراجعا” ملموساً في
السنوات الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى