رأيسلايد

الفقر -” والسياسة

برحيل بريس محمد السرناني


الله هو لِكَيْفْرّْقْ الأرزاق” و”هادْشّي لِقْسّْمْ
الله” و”هاكّا بْغا يْشوفْنا الله”. كتب
بالضبط على فلان الفقر وعلى الآخر الغناء؟ وهذا الفكر يجعل المغربي يقتنع
أن الفقر أمر طبيعي ولا يمكن أن نكون كلنا أغنياء. هكذا جعل الدين من هذا
الظلم حقيقة مطلقة وعلى الأثرياء أن يُطعموا الضعيف لكي يستمر الفقير على
إغناء الغني!

ب- غياب عقوبة “استدامة الفقر”

كل الديانات تعتبر أن الفقر أمر طبيعي وهو من مشيئة الله في خلقه. ولهذا
لا نجد شريعة واحدةً أو عقابا واحداً أو أحكاما واضحة ضد من يترك الفقير
في فقره، مثل جلد الزاني مثلا وكأن الزنا أخطر من الفقر!؟ وبالتالي تساهم
الديانات في تشعشع الفقر وتكتفي بالوصية على الفقراء بالصدقة الجارية
وجزائها الجنة.

ت- الدنيا للأغنياء والجنة للفقراء!

أغلب أتباع الديانات هم فقراء ويعدهم الدّين بالجنة ويبشرهم أنه بفضل
فقرهم هم أقرب إلى الله من الأغنياء. كما يحث الدين عن الزهد المادي ويهنئ
الفقراء على إيمانهم ويترك شهوات الدنيا للأغنياء مُركزا على أن الثروة
تُبعد الغني عن الله. وبهذا الفكر العقائدي يشجع الدين الفقير أن يبتهج
بفقره (الزهد) وثروته الحقيقية تنتظره في الآخرة! لكن هل الفقير اختار وقرر
يوماً الزهد والعيش في الفقر؟

ث- الدين يخدم الأقوياء

بهذه المفاهيم “الخاطئة عمدا” وتقديمها على أنها مشيئة إلهية، يغسل
الدين أدمغة الفقراء، ويعِدهُم الجنة ويحُثُّهم على الاستسلام “للقدر
الإلهي”. ولكن في الواقع، الدين يخدم الأقوياء ويُطمئنهم على عدم الخوف من
الفقراء لأنهم سجناء في “الأقفاص الدينية”!

2- السياسة

تستعمل السياسة الفقر في برامجها الانتخابية لتحقيق مصالحها وتحرص على
استمراريته، لأن جل الأصوات نجدها عند الفقراء ولهذا تعدهم بالدفاع عن
حقوقهم وتحقيق رخائهم المادي.

3- الفقر عملة صعبة يستعملها الدين والسياسة “القوتين التّوأمين”

السياسة والدين هما في حاجة إلى أموال الأغنياء، والأغنياء في حاجة
لوجود الفقر، وبدون فقراء يندثر الأغنياء ويتلف الدين وتعود السياسة خدمة
تطوعية بدون أرباح. في الواقع لا زالت العبودية مستمرة بحلية أخرى!

4- سبب الفقر، هو الفقير بنفسه

في كل عائلة نجد الفقير والغني ولا نجد عائلة واحدة تقوم على جرد الفقر
بين أفرادها. بل نرى الغني يسكن ڤيلا يفوق ثمنها على الأقل 20 شقة
اقتصادية، ونراه يزعم أنه حصل على ثروته بعمله وعرق جبينه ويزيد قائلا “لو
أراد الفقير فعلا الخروج من الفقر، لَنَهض للعمل ووفر مالا من عرق جبينه”
ويختم تبريراته بِ “على أيٍّ هادْشّي مَكاتيبْ وْ كل واحدْ كيفْ بْغاهْ
يْشوفو مولاهْ”. وهنا نرى تأثير التوأمين (الدين والسياسة) على الغني ولكي
يهدئ ضميره يتبرع بصدقات مالية لا تفوق ثمن حذائه.

كما عودتك عزيزي القارئ، أترك دائما تحليلي بدون خاتمة وأتركك تستنتج ما شئت


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى