رأيسلايد

يد واحدة لا تصفق

إن ما جاء في خطاب العرش هذه السنة من مضامين تأسس إلى أجندة عمل ميداني
بأولويات اجتماعية واقتصادية يعد بداية لتأسيس مفهوم عقد اجتماعي-اقتصادي
للنهوض بأهم المشاكل القائمة والتي يعاني منها المواطن.
نعم يعيش الوطن تحديات اجتماعية واقتصادية كبرى، وهذا أصبح يفرض نفسه
كواقع معاش من طرف الجميع.. فاليوم جلالة الملك كرئيس للدولة مارس صلاحياته
بتدخله في السياسات العامة لرسم خارطة طريق للمؤسسة الحكومية أمام عجزها
في أخذ المبادرة لتدبير هذا الجمود، حيث حدد هذه المرة تواريخ مضبوطة
لمجموعة من التدابير، وهذا أسلوب جديد يؤسس لمرحلة تضع الجميع أمام
مسؤولياته.
فكل هاته الخطوات هي محمودة في جوهرها، لكن يجب أن نؤكد أن يدا واحدة لا
تصفق!! لا تصفق لأنه لابد من تعبئة الجميع في هذه المرحلة الدقيقة التي
نعيشها، اولهم المسؤولون والقادة السياسيون، إذ كانت الإشارة واضحة أنه
لابد من ضخ دماء شابة في العمل السياسي، هذه الدماء التي يجب إعطاءها
الفرصة للعمل، وتشجيعها، وعدم إحباطها بترسيخ مفهوم “المريتوكراسيا”، أي
بالاستحقاق حسب الكفاءات، وذلك سيكون حافزا ليكون الجيل القادم من القادة
السياسيين شباب نشأوا في أوساط سياسية ذات مصداقية، وتعترف بالكفاءة، بعيدا
عن منطق التعيين الذي يفسح المجال لمن يسيء للعمل السياسي الشبابي، ويفقد
الثقة والعزم في إعطاء المزيد من التضحيات.

لا بد لنا اليوم أن نضع الروح الوطنية في الصف الأول، لا بد أن ننخرط
جميعا من بعيد أو من قريب كمواطنين وكمجتمع مدني، وكنسيج جمعوي وكأحزاب
سياسية، للوقوف كرجل واحد للنهوض بهذا البلد الذي يحتاج لوحدة الصف من أجل
محاربة اللاثقة، وعدم التفاؤل بالمستقبل، لأن ما نحتاجه اليوم هو المعقول
في كل صغيرة وكبيرة، وتكافئ الفرص، وتشجيع المبادرات، كل هذا في إطار نموذج
تنموي جديد وجب علينا إبداء الإقتراحات فيه من طرفنا جميعا، لكي يعطي
نفسا قويا للتوجه نحو المستقبل في إطار الاستقرار والطمأنينة، لما فيه
الخير لمغربنا العزيز في ظل ظروف جيوسياسية جد صعبة تتطلب الحذر لتدوم
التجربة المغربية صامدة.
بقلم: عثمان الهرموشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى