يحيي المغاربة، اليوم الإثنين، الذكرى 19 لوفاة الملك الحسن الثاني، الذي وافته المنية يوم الجمعة 23 يوليوز من العام 1999.
في ذلك اليوم، وبشكل مفاجئ، أوقفت التلفزة المغربية برمجتها العادية
وبثت تلاوات مسترسلة للقرآن الكريم، حينها تناسلت التكهنات، لكن جميعها
ارتبطت بالحديث عن الموت.. عن “موت استثنائي” استدعى إيقاف البث العادي
للقناة الرسمية.
في مثل هذا اليوم قبل 19 سنة، مات الملك الذي حكم المملكة على امتداد 38
سنة، بين متفهم لعدد من قراراته، وبين منتقد لها، غير أن ما وحد المغاربة
في تلك اللحظة، أن الخبر نزل عليهم كالصاعقة، ليدخل بعضهم في موجة حزن
وبكاء، ويرفض آخرون تقبل خبر “وفاة الملك”.
كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف زوالا حين أعلن عن وفاة الملك،
بسبب “نوبة قلبية نتجت عنها مضاعفات لم ينفع معها العلاج”، وهو ما جاء على
لسان الملك محمد السادس لحظة نعيه لوالده، داعيا الشعب المغربي إلى “التحلي
بالصبر والثبات”.
في عهده وقعت العديد من الأحداث الكبيرة التي أثرت فيه، وفي المغرب
عموما، أهمها محاولات الاغتيال التي استهدفته، إذ تعرض قصره بالصخيرات، في
10 يوليوز 1971، خلال احتفاله بذكرى ميلاده الثاني والأربعين، لهجوم ما
يزيد عن 1400 ضابط، لم يكن أغلبهم يعلم أن الكونوليل امحمد اعبابو يخطط
للانقلاب، في عملية أسفرت عن مقتل 100 شخص وجرح 200 شخص من الحاضرين، ونجا
منها الملك بأعجوبة.
وبعد سنة واحدة، وبينما كان الحسن الثاني يحاول تجاوز أحداث الانقلاب
الأول، تعرض لمحاولة انقلاب ثانية، إذ استهدفت طائرة البوينغ الملكية
القادمة من فرنسا بهجوم من أربع طائرات مقاتلة من نوع “F-5″، وهي المحاولة
التي دبرها الجنرال محمد أوفقير.
وتوالت المحاولات الانقلابية ضد الراحل الحسن الثاني، ما جعله يعيش
“رعبا”، حسب ما كشفته وثائق سرية للخارجية الأمريكية عام 2014، حيث أوقف
عمليات إيفاد عسكريين مغاربة للتدريب في أمريكا، خوفا من تحولهم إلى
متمردين حين عودتهم إلى المغرب.
اليوم، وبحلول الذكرى 19لوفاة الراحل الحسن الثاني، تعود الذاكرة بعدد
من المغاربة إلى زوال تلك الجمعة، التي أعلن فيها وفاة واحد من أكثر ملوك
الدولة العلوية إثارة للجدل، ليتذكر كل واحد منهم، أين كان وماذا كان يعمل،
عندما باغته خبر وفاة الملك.