سلايدسياسة

تارودانت .. بعد طريقة التدبير الإستعلائي والإقصائي، هل دخل حزب العدالة والتنمية مرحلة الموت السريري بعد “الخميس الأسود” بأولاد برحيل ؟

الصورة للكاتب الإقليمي لحزب البيجيدي/

خلّفت النتائج الكارثية التي حصدها حزب العدالة والتنمية، خلال
الانتخابات الجزئية التي جرت أمس الخميس 19 يوليوز 2018 بجماعة اولاد برحيل
نوعا من الهلع والخوف والتيهان والشك المريب بين ماتبقى من المحسوبين على
الحزب بالمنطقة بعد هزيمته النكراء على يد حزب الإستقلال الذي فاز بكل
المقاعد الثلاتة عشر في حين ان مرشحي البيجيدي لم يسترجعوا ولو دائرة واحدة
من التي حصدوها في انتخابات 2015  رغم نزول القيادات الإقليمية لإسعاف
إخوتهم أثناء الحملة الإنتخابية الاخيرة.

هزيمة “الخميس الأسود” والتي فقد فيها حزب البيجيدي باولاد برحيل  11
مقعد أضيفت إلى سجل الهزائم التي حصدها قبل شهور في الإنتخابات الجزئية
البرلمانية بدائرة تارودانت الشمالية .

وبحسب مراقبين للشأن السياسي بإقليم تارودانت فإن شعبية حزب العدالة
والتنمية انخفضت بشكل  خطير و كبير في ظل النتائج المسجلة، وتراجعت أسهمه
على الساحة السياسية، فيما اعتبرها آخرون أنها طبيعية بالنظر للتصدع
الداخلي الذي يعيشه الحزب منذ مدة بالإضافة إلى  عشرات الإستقالات التي
عرفها الحزب في المدة الاخيرة بتارودانت واولاد برحيل وتجميد آخرين
لانشطتهم داخل الحزب بكل ربوع المنطقة .

ويرى متتبعون أن إخفاقات حزب العدالة والتنمية  المتتالية بالإقليم
تتحملها بالدرجة الاولى قيادة الحزب  بالكتابة الإقليمية التي لم تتوفق في
رأب الصدع وإحتواء العديد من الإحتجاجات ، وانها ساهمت و خلقت صراعا كبيرا
بين المناضلين ، بل انها ناصرت أفرادا بعينهم على جماعات لها رؤيتها الخاصة
خاصة بمحلية أولاد برحيل او بمحليات اخرى.

ومن جهة اخرى حمل كثيرون الكاتب الإقليمي للحزب كل الإخفاقات الاخيرة
التي شهدها حزب العدالة والتنمية بالمنطقة على أساس ان طريقة تدبيره
للقضايا الداخلية للحزب بالمنطقة هي التي فجرت الكثير من الإحتجاجات
الظاهرة منها والخافية داخل اوساط المناضلين والمناضلات الذين كانوا يتوخون
العودة لمرجعية الحزب ومنهجه اللذان يفرضان الصراحة والوضوح والحوار
البناء  والشفافية وإجراء النقد الذاتي اللازم  داخل مؤسسات الحزب لكن كل
توسلاتهم وتدخلاتهم جوبهت بردود عنيفة.

وامام ما وقع بجماعة اولاد برحيل من عملية شد الحبل بين فرقاء تابعين
للحزب والإنكفاء نحو جهة ضد جهة وإنتصار الكتابة الإقليمية والجهوية لشخص
بعينه وهو رئيس الجماعة ضد مجموعة عددية اخرى من المستشارين ومناضلي الحزب 
كل ذلك ادى إلى إستقالات جماعية بالعشرات وادى كذلك إلى  قرارات  عجلت
بالإنتحار السياسي  والنتيجة هو ماوقع بمايسمى باليوم الخميس الأسود باولاد
برحيل .

ويرى كل المتتبعين ان هذا الزلزال السياسي لن يقتصر على جماعة او منطقة
بعينها بالإقليم ، بل ان هذا البركان الهائج الذي تسببت فيه ممارسات
وقرارات الكتابة الإقليمية سيؤدي حتما لسقوط العديد من الجماعات خاصة
بدائرة تارودانت الشمالية والتي يقودها البيجيدي ومنها جماعة اولاد برحيل
التي كانت المنطلق الاول لهذه الشرارات التي ستستمر وبشكل مسترسل إن لم
تراجع القيادة الإقليمية للحزب طريقتها في معالجة الكثير من المشاكل
الطارئة وتعيد صياغة تفكيرها ومنهجها الإقصائي والإستعلائي مع مناضلين
ومناضلات محسوبين على بيتها الداخلي.






مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى