برحيل بريس محمد السرناني
لا نريد ان نكتب موضوعا منمقا ففي الحلق غصة وفي القلب وجع كبير على حال هذه المدينة المظلومة …هذه المدينة التي توالت عليها النكبات …هذه المدينة المتلحفة بالسواد…المدينة التي لم تجد من مسؤوليها ومنتخبيها وابنائها الذين تولو زمام امورها في مجالس شتى ادنى شفقة او عطف او غيرة حقيقية تتجسد على ارضها …لم تنل منهم سوى الكلام والكلام ولاشى سوى الكلام..لم تظفر منهم الا بالوعود والمشاريع الوهمية على الصفحات والاوراق والصور …لم تستفد من اي حزب سوى ما يتركه على ارضها من اوراق مبعثرة هنا وهناك بعد انقضاء مدة الدعاية والترويج والتهريج…مدينة الغبار المتطاير ..والازقة المحفرة…والماء الآسن في كل ناحية وركن ..مدينة الملل العريض الطويل فلا ملجأ من عزف الحياة وقساوة الظروف ونكد الايام الا لنقاهي متناترة هنا وهناك يعلوها غبار كالح بسواد الايام ….لا مسابح ..لا مساحات خضراء …لا متنزهات …لا جدائق للاطفال …لا ملاعب رياضية تجمع الشباب …لا مركز ثقافي مفتوحا بمكتبته للقراء …بل لا ارصفة تمشي عليها بأمان كي تفكر في ماساتك والقدر الذي حكم بأن تولد في هذه البلدة الظالم لها أهلها …أحيانا بنتابك شعور أن البلدة قد خرجت لتوها من حرب مشؤومة أهلكت الأخضر واليابس ولم يبق الا الركام والغبار المتطاير …إنها عنوان مأساة سوداء بامتياز …ارحموها يا ناس …ارحموا ضعفها وضعف اهلها ..اتركونا من البهرجة والصور ..اين الوعود ..اين المجلس الاقليمي وحزب العدالة فيه ..اين مجلس الجهة والعدالة فيه ..اين المجلس البلدي والعدالة فيه…اين أبناء البلدة الميسورين…اين المسؤولين …لك الله يا بلدتي لك الله.ودعونا نختمها بأسئلة عسى ان نظفر منكم بإجابة…..
أين المستشفى الإقليمي المزعوم؟
أين ملاعب القرب؟
أين شركة تمديد الكهرباء التي هربت بعد تعليق خيوط عنا وهناك؟
أين الارصفة ؟
بل اين الشارع الذي لم يعد يظهر منه الا خيط رفيع من كثرة الغبار
أين الهروب من هذه الحفر التي تملأ الازقة في كل مكان؟
أين المساحات الخضراء ؟
لماذا لم تستغل المساحات التي ينتظر اصحابها التعويض؟
اين المركز الثقافي؟
ما هذه الألوان المتضاربة التي تشوه الواجهات فلا تجعل للمدينة عنوانا؟
أين توسيع الطرقات؟
اين يتوجه الاطفال الصغار ؟اين اماكن الترفيه والمتنفسات؟
أين سوق الجملة ؟
هل تحسبون السوق الاسبوعي سوقا بالفوضى التي تعمه؟
أين المسجد الكبير ومرافقه والتي بالامكان ان تفك جزء من المشكل؟
……وفي انتظار الاجابات تصبحون على وعود .
