سلايدمجتمع

اولادبرحيل لمذا التمييز بين التلاميذ..






برحيل بريس .م س..
يعتبر التمييز، والتفريق بين التلاميذ في المعاملة، وتفضيل الأذكياء منهم، وإهمال  محدودي الذكاء، والفهم؛  من الأخطاء الجسام التي يقع فيها الكثير من المعلمين في عالمنا العربي، والتي لها بالغ الأثر على حالة التلاميذ النفسية، والعقلية، كما تؤثر سلبا على حال التعليم بشكل عام؛ إذ يتسبب هذا التمييز المقيت في  إحداث ضغينة، وبغضاء، وحقد بين التلاميذ، ويُحزِن أصحاب المستوى الضعيف منهم، ويحبطهم، ويزيدهم تأخيرا، وفشلا، وربما يكرههم تماما في التعليم، ويؤدي إلى تسربهم منه، ومعاداة الناجحين، وتشويههم بموجب العقدة التي أصيبوا بها جراء هذا التمييز الذي أشعرهم بالنقص، والضآلة،  وتسبب في إفشالهم، وتدمير حاضرهم، ومستقبلهم..
فالمعلم الذي يظن أنه بذلك التمييز بين التلاميذ يشجع، ويحث الجميع على النجاح، ويشعل نار الغيرة داخل أنفس التلاميذ المتأخرين دراسيا؛ ليحسنوا مستواهم؛  هو مخطئ، ولا يحسن تقدير الأمور، ولا يدرك العواقب الوخيمة التي ستترتب على هذا التصرف البغيض خطير الويلات..
فليس بالتفريق بين التلاميذ، وتفضيل الأذكياء على من دونهم ينصلح حال التعليم، ويتحسن مستوى التلاميذ  محدودي الذكاء، والفهم؛ لأن الذكاء رزق، يهبه الله لمن يشاء، ولا يهبه لمن يشاء..
وعلى المعلمين جميعهم أن يدركوا  أن هناك فروقا فردية بين التلاميذ، وأن الذكاء نسبي، كما أن  ضعف ذكاء أحد التلاميذ لا يعني أنه غبي، وسيفشل في كل شيء مستقبلا..

فكم من تلميذ لم  يوفقه الله إلى استكمال تعليمه المدرسي، والجامعي، لكنه تعلم حرفة، وأتقنها جيدا، وأصبح حرفيا، غنيا، وناجحا، يبحث الناس عنه؛ ويستعينوا به  واثقين فيه، وفي قدرته الفائقة على إصلاح ما يريدون إصلاحه..وكم من تلميذ لم تمكنه الظروف، ولم يساعده عقله على اللحاق بزملائه المتفوقين، فعمل بالتجارة، وصار رجل أعمال ناجحا، وكون ثروة مادية كبيرة بعد أن كثرت مشاريعه، وتوسعت أعماله، وذاع صيته..لذا، ينبغي للمربين والمعلمين أن يعوا أن تقييم ذكاء الفرد لا يمكن حصره في مدى قدرته على استيعاب   ما يتلقاه في المدارس من مناهج مختلفة، وإنما الذكاء يشمل ما هو أبعد من ذلك.ومن المهم تشجيع التلاميذ كلهم بالكلام الطيب، وحثهم على الجد، والاجتهاد لتحقيق النجاح، والتفوق، وأن يؤدي كل معلم دوره تجاه تلاميذه على أكمل وجه، ولا يهمل التلاميذ ذوي المستوى الضعيف بدعوى أنهم متعبون، ولن يفلحوا؛ حتى لا يحاسبه الله، ويعاقبه على تقصيره، وسوء تصرفه تجاههم..لتكن البداية من المعلم سليمة، وعمله مبنيا على تقوى الله، أما النتائج، وما سيحدث في مستقبل كل تلميذ؛ فالله العليم به؛ فهو سبحانه من يدبر شؤون عباده، ويكتب المقادير.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى