أشاد بيير كلافر ماغانغا موسافو، نائب رئيس دولة الغابون، برؤية الملك محمد السادس في إفريقيا من أجل تحقيق التنمية المشتركة والتعاون جنوب جنوب منذ اعتلائه عرش المملكة. وقال إن المغرب مترسخ في القارة السمراء روحيا وثقافيا واقتصاديا.
وتحدث كلافر، وهو أحد الوجوه المعارضة البارزة في بلاده، خلال حفل افتتاح الدورة العاشرة للمنتدى الدولي “ميدايز”، الذي ينظمه معهد “أماديوس” بين 8 و11 نونبر الجاري بمدينة طنجة تحت شعار “من الحذر إلى التحدي.. عصر الانقلابات الكبرى”، عن رهانات ما بعد عودة المغرب إلى بيته الإفريقي، التي ستفيد في بناء صرح قاري مشترك وموحد لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل التي تواجه القارة، حسب تعبير كلافر.
وأضاف في هذا الصدد أن “العلاقة التي تجمع المغرب بالاتحاد الإفريقي ستعطي دفعة كبيرة من أجل تحقيق التنمية وتغيير النموذج التقليدي، الذي كان يجمع الشراكة بين الشمال والجنوب”. وأكد أن المغرب من خلال مبادراته الإنسانية وضع صوب عينيه جعل الشراكة مع إفريقيا قائمة على التوازن والإنصاف.
وتطرق المسؤول الإفريقي إلى العلاقات التاريخية التي تجمع المغرب والغابون في مختلف المجالات، والتي تعززت بتوقيع العديد من الاتفاقيات في الصيد البحري والتعليم العالي والمجال الصحي وتشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة وإنعاش وحماية الاستثمارات المتبادلة والمجال الفلاحي ومجال البنيات التحتية والإسكان والاتصالات والنقل والنقل الجوي والتكوين المهني والمعادن والطاقة والبيئة والسياحة.
وأشار إلى أن الملك محمد السادس أتاح للغابون، أيضا، الاستفادة من التجربة المغربية الرائدة فيما يتعلق بتشجيع الاقتصاد التضامني وتصدير المنتجات التقليدية. وأثنى على قرار الرباط القاضي بإلغاء التأشيرة على الغابونيين، والذي مكن، بحسبه، كثيرا من المستثمرين من الاستقرار في المغرب.
وأوضح أن المغرب يمكنه أن يحققا إقلاعا إفريقيا من خلال بوابة الغابون لتوسيع التعاون مع عدد من الدول الإفريقية، داعيا إلى العمل من أجل النهوض بأوضاع الأفارقة وتحقيق الازدهار واقتلاع الفقر من جذوره وليس عبر الحلول الترقيعية.
وخُصص حفل افتتاح “ميدايز” هذه السنة للاحتفال بألفا كوندي، رئيس جمهورية غينيا ورئيس الاتحاد الإفريقي. وقال إبراهيم الفاسي الفهري، رئيس معهد “أماديوس”، في كلمة ترحيبية به، إن “كوندي لديه قدرات هائلة على ملامسة المشاكل التي تتخبط فيها القارة السمراء من قبيل التحديات الأمنية والتغييرات المناخية والهجرة وتشخيص مواضيع الاندماج واقتراح الحلول المناسبة”.
ويناقش “ميدايز” على مدى ثلاثة أيام اهتمامات بلدان الجنوب وتقوية التعاون في إفريقيا. كما سيتدارس قطاع المال والأعمال العلاقات بين مجموعة بلدان BRIC وإفريقيا والاستثمار وتنمية البنية التحتية للقارة، إضافة إلى دور المرأة المقاولة والمقاولات الناشئة في تحريك الإبداع والنمو داخل القارة. فيما سيخصص يوم للتنمية المستدامة “لدراسة السياسة الطاقية العالمية والمدن الذكية والمستدامة ونظام الصحة والتربية في إفريقيا”.