رأيسلايد

عندما يخالف المورد سنة شيخه السياسي تخرج الطفيليات للجهاد الأكبر

بقلم / أمين الزيتي
 اليوم وبعد ستة أشهر من العبث في بركة الأطماع ، والانحياز الى قرارات محسوبة على المصلحة ، وبعد محاولات باءت بالفشل في تحقيق حلم الذات الرامي الى الاستفراد بوزارات والتمكن من الداخلة والخارجة ،وكما تقتضيه الحكمة في شأن التسيير تلزم استبدال السياسيين كما تستبدل حفاظات الأطفال وفيها ولدت تشكلة حكومية جديدة من خليط متجانس نسبيا مع الشخص ، هذا بعد التنازل والاحتكام الى ما تقتضيه الأولوية مع المصلحة والتي لا يمكن حيال هذا أن تتجاوزالمطامع فيها مصلحة الوطن ، هي في الأخير عملية قيصرية أخدت من الطبيب سعد الدين العثماني العثماني ، وأدخلته في عنق الزجاجة مع موريدي الطريقة البنكيرانية المحبي لقراراته التي لا تصلح الى لشيعهم، أو الذين يحومون حول فلكه ، وهم ممن ألفوا لقمة المورد السياسي وباثوا يسعون الى تزكيتهم ليحصلوا على نصيبهم من كعكة البركة أو ليكونوا مادة دسمة في التنديد وما جاوره وارضاء مريدهم ليكونوا معها قد كشفوا عن ولائهم للمحبوب و يكونوا رأي في واجهات الصفحات و الجرائد باسم الرجوع الى الأصل ومحاربة الاختلاف .
وكنا قد لاحضنا الخطواة المضحكة والخرجات التي أعلنت عنها مختلف الكتائب المصباحية التي فقدت بريقها وجندت وحداتها من أجل التصدي للرجل الصامت ،وأبوا الا أن يتسابقوا مع الزمن بمباركة القادة للاطاحة بالرجل أولشل حركته المستقبلية ووضع العصا في عجلة تقدمه وجعله تحت ما يقتضيه النظام الداخلي تحت المساءلة التي يعرف المغاربة أنها لن تخرج عن أسباب ضم الاتحاد الاشتراكي و أسباب مخالفته للطريقة البنكيرانية التي تقتضي سنتها الرجوع الى شيخ الزاوية في كل صغيرة و كبيرة ، وعدم الخروج عن الطريقة أو عادات البيت الداخلي ،وهنا يصبح ” الخارج من الجماعة شيطان ” والشيطان توجب الطريقة البنكيرانية رجمه ، وهنا الرجل سيمتثل للمحكمة الداخلية للأمانة العامة للحزب وسيؤدي لا محالة معها ثمن عصيان وصيفه ومخالفته للملة، لكن سيكون بذلك قد حقق أجر الجهاد تدبيريا بعد أن تمكن من جمع شمل الأحزاب و حاول جاهدا لم بعضها الى جانب ، وتوزيع الكعكة تيمنا باستراتيجية الزهاد الأصليين ، هذا بعد الاقتناع فقط ببعض الوزارات ودرئ أخرى لفائدة محبي الدنيا ،
هذا النوع من الزهد الذي يتمتع به العثماني هو ما كشف اللثام عن أسباب البلوكاج السابق وتزكية الفهم بخروج الطفيليات من بركاتها لتحارب من استحود على مواقع يعرف أصحاب الجهاد بأنها لا تصلح سوى للمتدرج والمتضلع في فن السياسة البنكيرانية، و التي عنوانها حرب من أجل المكانة ، ومكرمن أجل الوصول وبهرجة باسم الشعبوية وعدم الخروج عن الملة الداخلية والتي شعارها نحن ولا غيرنا نحكم وندبر ولا صوت يعلوا فوقنا .
 فلو حاول الشيخ بنكيران أن يكون زاهدا لما كان خارج الحلقة، لكن الذنيا بطبيعتها حلوة وأخدت منه بعد أن ألف حلاوتها وبات صعبا عليه مفارقتها، وقد نسي بأن الذنيا كغانية تبيت هنا وهناك و لا مستقر لها وهي مع من يدفع أكثر ، لكنها مع ذلك لم تقسوا عليه ولم تحرمه من أجرها وتركت له كنز تحت عثبة التدبيرالسالف في راتب سمين حدد في خمسة ملا يين كعائد من تقاعد الحكومة وتلاثة أخرى أي المجموع ثمانية ملايين كراتب شهري، ورغمها الرجل لم يرد أن يكون زاهدا ولم يريد الراحة والارتكان الى عبادة الله لأنه يعلم علم اليقين بأن أعمار أمة نبينا لا تتجاوز الستون وقليل منها من يتجاوز العتبة وهويحاول الابقاء على نفسه فوق كرسي الحكومة مهما كلف الأمر لكن هيهات هيهات فهو”الله” يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء.
فلعل المتتبع للشأن السياسي بالمغرب وصل الى حقيقة أسباب البلوكاج ،الذي كان يعتري قضية تشكيل الحكومة ، ولعل معها تم الوصول الى الحقيقة والتي كشفت عن نفسها ، من خلال مواقف قاسح الرأس بنكيران الذي لم يستسغ يوما تشكيل الحكومة بأغلبية مريحة الى جانب الاتحاد الاشتراكي والأحرار والحركة وأحزاب أخرى التي أصاب بعضها اعصار تسونامي داخل قواعدها وهياكلها المهترئة ، ودخل في حرب حامية الوطيس حفاظا على أطماعه في الحصول على أكبر عدد من الحقائب الوزارية الحساسة، وهوبين ذلك يلعب دور قائد السفينة تارة و أخرى كقسيس لكن هذا الأخير لم يكن يظن بأن نهايته تقترب ، ما دام البلوكاج حاصل والحل هو أن يكون زاهدا لا طامعا في مفاتيح الأرض لعيث فيها كما عاث خمس سنوات وبعدها بستة من أفعاله المملة
 وامتدت الى ستة شهور من تاريخ تعيينه كرئيس الحكومة داخل معركة، الغرض منها حيازة الكعكة و الاستفراد بها والاستحواد على مختلف الحقائب الوزارية الحساسة والامساك باحكام على الداخلة و الخارجة ،ودرئ أخرى لفائدة المتقنين لفن الغزل وابعاد كل من سولت له نفسه الاختلاف عن السياسة البنكيرانية والتي شعارها ” الخنوع والخضوع وتحويل ميزة الديمقراطية و الحوار المتعارف عليهما في البلدان المتقدمة الى المفهوم العنصري ” دي ،مو ، القراطية “
خمس سنوات من العبث نعم و الكذب وتقديم الوعود و استخدام الشعارات الجافة وملئ الصناديق من جيوب الفقراء بالزيادات المهولة والمتباينة بين الفينة والأخرى، وتصويغ الفصول القانونية حسب الحاجة والمقاس وتقليص فرص الشغل وعرض أرقام كاذبة و التبجح بنتائج عديمة لا أساس لها من الصحة فمن الانحطاط الاقتصادي الى التردي الاجتماعي وانتشار ظواهر الفقر و البطالة والعهر والفساد الاداري والمؤسساتي وتجاهل مرتكبيه وتحويل قدسية الحوار بين الفرقاء الى بهرجة باثت تنافس فن الحلقة المراكشية بجامع الفنا وحمل العصا وترويض من شعاره التعبير والبوح بهشاشة العظام المؤسسة بدواعي اختلفت و تنوعت واستقرت عند مفهوم شوف و”أصمت “، ومعها اختيارواستغلال المواقف حسب المناسبات ، ففي الأعياد الدينية يسموا الخطاب ديني ، وفي عيد العمال باللسان النقابية ، وعند الاستحقاقات بدموعه يتخد من نفسه ذاك الرجل الملحمي الذي صنع الأمجاد لأمة ضحكت من جهلها الأمم .
اليوم وبعد اختيارسعد الدين العثماني من قبل القصر وتعيينه كرئيس للحكومة لما يتميز به من خصال خصوصا و أن الرجل طبيب و الطبيب بطبيعته يملك امكانيات ايقاف النزيف الحاصل والعمل على ترميم الجراح بعناية وتقديم مسكنات للألم الناتج عن مخلفات الاصطدام وفيها يبقى للطبيب امكانية أخرى من أجل نجاح عمليته هو تقديم شيئ من التنازلات خصوصا اذا كانت ستأخد من راحته من أجل تقديم جودة العمل الجاد و المتوج هنا بخليط سياسي من مختلف الألوان لقيادة مسؤولية البلاد والعباد .
اليوم يمكن أن نقول بأن الرجل حقق ما كان مرجوا منه ، وما لأجله أتى لكن يجب أن نرى الجانب الاخر الذي بات يهدد استقرار الر جل خصوصا و أنه اختار الخلاف عن السنة البنكيرانية التي تتأسى بها الكتائب كما يتأسى الطلبة بموردي الطائفة العيساوية ،و قد برز ذلك من خلال المواقف التي اتخدها لارضاء الفرقاء والخروج من عملية قيصرية بتشكلة قديمة تنضاف اليها دماء جديدة يمكن أن تضخ في شرايين العمل السياسي أمل التغيير الذي يطمح المغاربة ملامسته في تنمية مستدامة ، ترفع هذا الحيف الممارس باسم العفاريت و التماسيح .رغم أن السياسة عند هؤلاء لا تعدوا عن كونها قاطرة لعبور عالم المال و الأعمال والتنافس على السفريات الى الخارج و التهافت على الامتيازات وما جاور الامتياز .
أما الكتائب الناهجة لسياسة “الخارج من الجماعة شيطان” ّ العثماني ّوتدعوا من أجله الى عقد مؤثمر وطني وفق النظام الداخلي للحزب ومساءلة الرجل عن عدم امتتاله لسنة الشيخ
نسوا بأن الأمر يتعدى مسألة الاستحواد على المصاصة السياسية بل بمصلحة يبقى المواطن هو الأول و الأخير الى جانب مصلحة الوطن هذا المواطن الذي قدم صوته البريئ لخدمة مصلحته وتنميته لا لتهميشه ، أمام رقيكم في السلم الاجتماعي ،وما يجب أن تسألوه هو المطالبة بافتحاص أملاك التشكلة الحكومية السابقة التي تسعى الى الحصانة لدرئ المساءلة بعيدة عنها واسألوا عن مدى التنزيل الذي التزمت به شيعتكم مند تربعها الى اليوم فدعوا السفينة تسير فلطالما استوقفتها ريحكم الموصدة باسم الدين الجاف

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏في الهواء الطلق‏‏‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى