تعيش واحة أوزان بكل مكوناتها وضعا مأساويا، وذلك جراء الانحصار والعزلة التي فرضت طوقها على القرية بعد انقطاع المسلك الطرقي الوحيد الذي أصبح غير قابل للاستعمال بسبب فيضان الواد الذي لم يأتي فحسب على هذا المسلك الوحيد المار به، بل كذلك على كثير من أشجار النخيل بالواحة.
هذه العزلة جاءت لتزيد من معاناة السكان مع الفقر و ضعف الموارد والتهميش ولا مبالات المسيرين للشأن المحلي من منتخبين ومسؤولين، ناهيك عن البرد القارس الذي يجتاح المنطقة خلال كل فصل شتاء، خاصة وأن المناخ جبلي قاري. وقد نتج عن هذه الأسباب مجتمعة، تعريض حياة المرضى من المسنين والحوامل من النساء لخطر الموت، لانعدام كيفية إسعافهم أو نقلهم إلى التطبيب، وحرمان أطفالهم من التلقيح.
هذا الوضع المتأزم يستدعي التدخل العاجل لرفع المعاناة عن الساكنة، لذلك تمت مراسلة السيد رئيس المجلس الإقليمي الذي ننتظر منه – وهو مشكور على مجهوداته الكبيرة -، إتمام عملية فك العزلة عن دواوير أكادير ملول التي ابتدأت بداية شهر نونبر المنصرم لكنها مع الأسف توقفت ولم تكتمل. كما تمت مراسلة السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تارودانت والذي جاء في نصها ما يلي:
إلى السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تارودانت.
الموضوع : شكاية عن معاناة سكان دوار أوزان جراء تداعيات العزلة وموجة البرد، الشيء الذي يهدد حياتهم بالأخطار في ظل غياب الإسعاف ونقل المرضى والحوامل وتلقيح الأطفال.
سلام تام بوجود مولانا الإمام، وبعد،
لا يسعنا في ظل ما نعيشه – نحن ساكنة دوار أوزان بجماعة أكادير ملول – من معاناة العزلة وانقطاع المسلك الطرقي الوحيد وما ينتج عن ذلك من أخطار تهددنا بالموت، سوى أن نرفع إلى سيادتكم – بصفتكم ممثل صاحب الجلالة على رعياه بإقليم تارودانت – هذه الشكاية مطالبين بالتعجيل بفك هذه العزلة التي تزداد خطورتها في فصل الشتاء، وذلك تماشيا من جهة مع تعليمات صاحب الجلالة في التيسير على المواطنين ودعم سكان المناطق الجبلية في مواجهة العزلة وبرد الشتاء، ومن جهة أخرى تماشيا مع حقنا في العيش الكريم كمغاربة يقومون بواجباتهم الوطنية تجاه الدولة والوطن.
وإذ نعرب لكم سيدي عامل صاحب الجلالة، عن مدى تشبثنا بأهداب العرش العلوي المجيد، ندعوكم بتقبل فائق اعتبارنا والسلام
جمعية تداغست للتنمية والتعاون.
دوار أوزان – جماعة أكادير ملول.
قيادة سكتانة- دائرة تالوين
إقليم تارودانت
