اسرار بريس محمد السرناني
منذ ظهور هذا
الوباء الى الوطن العزيز؛ وسريان إجراءات الحجر الصحي في التفعيل، ودخول
كثير من التدابير والاحتياطات الجاري بها العمل إلى حيز التطبيق؛ لا تفارق
كتائب القوات المساعدة مختلف نقاط التجمعات البشرية في مدينة أولاد برحيل،
فتراهم في الصف الأمامي في التوجيه والإرشاد أحيانا، وفي تطبيق القانون ضد
المخالفين له أحيانا أخرى؛ فلا تراهم إلا مجتهدين مُكِدِّينَ في أداء
أعمالهم على أكمل وجه؛ لا يعرفون التراخي ولا الملل؛ وإن السيارات الموضوعة رهن إشارتهم لا تفارق مقر الديمومة المؤقت بالمحطة الطرقية لطاكسيات أولاد برحيل.
هذه التضحيات بالجملة والمجهودات المضنية؛ بلا ضجيج ولا كلل، وراءها قائد
صبور مثابر، متواصل مجاهد؛ يواصل عمله رغم كل الظروف وفي كل الأوقات، مثال
للرجل الوطني الواعي الخدوم، يجعلك تحس أن المهمة الأولى له ولرجاله هي
حمايتك، وجعلك تحس بأن لك من يحميك ويكفيك مؤونة مواجهة الأخطار، لا تعرف
من الاسم الذي تحمله شاراتهم إلا القوة المنضبطة والمواطنة المؤدبة، ولا
يرى منهم المواطن البرحيلي وكل من جاء إلي هذه المدينة فصادفهم في الطريق
أو السوق؛ إلا المساعدة قدر الإمكان، وتوجيهه وإرشاده إلى الالتزام
بالتعليمات الصادرة عن السلطات المعنية في توضيح وبيان للوضعية الراهنة
التي يعيشها وطننا العزيز.
جولات في مختلف الأحياء ودوريات لا تتوقف
بالليل والنهار، وتضحيات من مختلف العناصر والفرق، قيادة حكيمة وتنظيم
محكم، وتعامل راق في المستوى المطلوب، أعمال يعتبرونها واجبا يلزمهم القيام
به، لكن المواطن الذي يحس بأثرها في نفسه وحَيِّهِ ومدينته ووطننه؛
يعتبرها من أفضال هؤلاء المغاربة، ولأنه يرى كثيرا غيرهم ممن كلفوا بمهمة
ففرطوا فيها وتهاونوا في أدائها، فيحس بالفرق الكبير بين هذه الفئة من
المكافحين للوباء في الصفوف الأمامية؛ حيث لاتختلف مهمتهم عن مهمة الأطباء،
فإذا كانت الصحة مكونة من شقين هما الوقاية والعلاج، ونعرف أن الأطباء
يعملون في النصف الثاني وهو العلاج، فإن القوات المساعدة مع زملائهم من
مختلف الفرق الأمنية؛ يشتغلون على النصف الأول وهو الوقاية، وليست وقاية
فردية؛ بل هي وقاية جماعية لحماية المواطنين من الأمراض والأوبئة.
ولا
يسعنا في جريدة أسرار بريس مع ما نلاحظه من خدمة وتفان لقائد القوات
المساعدة وفريقه بالمكتب إلا أن نرفع لهم تحية عالية وشكرا جزيلا على ما
يبذلونه من جهود ويقدمونه من تضحيات.