اسرار بريس :بقلم الأستاذة لالة خديجة مبروك
كل فرد منا يمر بتجاريب ويكتسب خبرات تساعده على فك رموز الحياة،التي قد
تبدو لنا معقدة،لكن إذا نظرنا إليها من كل الزوايا لنرى أيها أنجع وأصح للنظر الصائب،تتجلى لنا من خلالها الحياة بسيطة،شريطة أن نعرف كيف نعيشها،وذلك باندماجنا داخل المجتمع بصفة كل فرد منا يشكل عنصرا في هذا المجتمع.وكثيرا ما تبدو لنا هذه الحياة أكثر تعقيدا،عندما نبحث عن الدرج الأول في السلم لنضع أول وطأة قدم للصعود نحو القمة،تلك القمة التي يسعى إليها الجميع.
نعم إنها القمة والنجاح،هذا النجاح الذي يتطلب خطوات مركزة وتابثة لنيله،وأول هذه الخطوات تكون بسيطة للغاية،نسجل من خلالها الأهداف المتوخاة التي تتطلب تركيزا محكما،سواء في العادات اليومية،أو في التدقيق في هذه الأهداف لجعلها متناسقة،وتستمر هذه الخطوات دون توقف في البحث والعطاء الإيجابي،مع التفكير والتنقيب والتعلم المستمر.إلا أن هذه المراحل لا يمكن أن يمر منها الفرد دون التعرض لتعثرات تصح معالجتها عن طريق التقبل،والتصدي مع المواجهة،مما يجعل هذا الفرد عنصرا واثقا في نفسه،مدعما لذاته بإرادته القوية،وروح المغامرة،والجرأة لشق طريقه للنجاح.
تلك إذن كانت بعض الصفات التي اتسم بها أحد الباحثين المخترعين المغاربة في الميدان العلمي،والذي وضع معادلة معقدة وفك رموزها بمجهوداته الجبارة في مجال “الطاقة المتجددة”.
إنني أسميته مشروع بحث”الطاقة المتجددة” الذي استغرق إنجازه ما يقارب ثلاث سنوات…إنها مجهودات جبارة تستحق كل أنواع الدعم والتحفيز،خصوصا أن هذا المشروع يتعلق بالطاقة الكهربائية التي لا يمكن الإستغناء عنها،إنه اكتشاف لطاقة متجددة مستدامة،فحسب الإحصائيات علمنا أن المغرب يتوخى من خلال استراتيجيته لتطوير هذه الطاقة نسبيا،والإسهام في تقليص الإنبعاثات الغازية من إنتاج طاقة متجددة تشكل مستقبل الإستهلاك البشري.
وفي هذا النطاق،يؤكد المركز الأمريكي فيما يتعلق بالسياسة الطاقية العالمية،التابع لجامعة كولومبيا أن السياسة التي يعتمدها المغرب في مجال الطاقات المتجددة،تعتبر نموذجا يحتذى بالنسبة للبلدان الأخرى،وخاصة الإفريقية…
إنه المجال العلمي الذي طالما عمل الباحث المغربي الدكتور سيدي محمد مبروك على التوغل فيه.حيث بدأ مساره المهني مرورا بمراحل ومحطات مترابطة،ولها علاقة قيمة ببحوثاته العلمية والملخصة فيما يلي:
-في سنة 1973عمل بصفوف البحرية الملكية،وساهم بصفة فعلية في عملية استتباب الأمن بالأقاليم الصحراوية ألمغربية بمدينة الداخلة سنة1976.
-1979عمل مسيرا بشركة بحرية بالدار البيضاء وآكادير.
-1980 انضم إلى صفوف الدرك الملكي”اللواء البحري”.-
1982/1986 رئيس القسم التقني للإبحار بشركة”بيكاي “
-إعداد كتاب جديد لتقنيات الصيد البحري.
حصل على شهادة الإجازة المهنية “ب” من وزارة الملاحة التجارية و الصيد البحري بدرجة قبطان سنة 1985 ومنصب أستاذ بالمرك المهني البحري بالدارالبيضاء من سنة 1985 إلى 1991.
كما بعث سنة 1990 من طرف برنامج بنود للأمم المتحدة إلى فرنسا، أحرز خلاله على شهادة تكوين للعمل على الردار،واستعمال آليات الأرصاد الجوية
سنة1991 الإلتحاق بمكتب استغلال الموانئ”مرسى المغرب حاليا”وقد قضى24 سنة في هذا المنصب إلى أن تقاعد سنة 2015 لكن قبل تقاعده كان يعمل على مشروع بحث تلقى خلاله تكريما من طرف الجمعية المغربية للبحث والتطوير،وقد تم ذلك في فندق المنصور بالبيضاء ،بحضورعدة شخصيات علمية و سياسية و اقتصادية
حيث تم تكريمه مرة ثانية من طرف الجمعية المحمدية للتأهيل التشاركي تحت إشراف الدكتورة ربيعة بلحرمة
و مركز الركائز الدولي. بعد ذلك وجه أعماله إلى البحث في الميدان الفلاحي ليتوصل إلى اختراع آلة اوتوماتيكية لاقتلاع البطاطس،وقد شارك بإنجازه هذا في الجائزة الكبرى للحسن الثاني تغمده الله برحمته
وبعد إحالته على التقاعد الكلي،وجه أبحاثه إلى”الطاقة المتجددة” حيث أنجز مشروع مصنع هيدروكهرمائي
لتوليد طاقة كهربائية نظيفة متجدة و مستدامة، استغرق هذا الإنجاز مدة ثلاث سنوات تقريبا، بعد جهد وكد توجت إنجازاته المذهلة بشهادة الدكتوراه الفخرية التي أحرز عليها بكل جدارة واستحقاق من طرف أكاديمية جامعة سمارت الدولية، و بموافقة هيئة الإعتماد البريطانية في مجال”الطاقة المتجددة”بمرتبة الشرف،هذه الدكتوراه الفخرية التي لا تمنح إلا للشخصيات المهمة في العالم، وذلك كتقدير رفيع المستوى لهم، ولما بذلوه لنشر روح التسامح والعدالة، والقيم الإنسانية، والثقافة والعلم، وكان ذلك بتاريخ25 ينار2021
ماذا نقول عن الدكتور سيدي محمد مبروك صاحب هذا الإنجاز العظيم الذي جاء وليد أفكار طالما راودته، نظرا لما تعيشه بعض المناطق النائية في بلدنا، والتي تعاني من نقص لمادتي الماء والكهرباء، و نحن في القرن 21. إن هذا الإنجاز كما جاء على لسان الدكتور سيدي محمد مبروك، أنه سيساهم في الرفع من الإكتفاء الذاتي لمادة الكهرباء، مع انخفاظ تكاليف الفاتورة الكهربائية، سواء بالنسبة للمواطنين أو الشركات، كما سيدعم هذا المشروع مصانع تحليل المياه لتزويد جميع الأراضي الفلاحية للمملكة بالماء الصالح للشرب والسقي، مع تصدير الطاقة الكهربائية النظيفة كمنتوج مغربي للرفع من المستوى الإقتصادي المغربي. كل هذا مع توضيحات مدققة للمشروع سنجدها في فديو رفقة هذا المقال، يوضح فيها الدكتور سيدي محمد مبروك كل التفاصيل المتعلقة بهذا الإختراع .
إن هذا الإنجاز العلمي الذي توصل إليه في هذا المجال كان نتيجة مجهودات
شخصية وبحوثات علمية،كانت توازيها تشجيعات وتحفيزات،ودعم شامل من طرف أسرتيه الكبيرة والصغيرة ،التي طالما وفرت له بيئة جيدة داخل البيت،كما كانت تهئ له الجو الأسري الملائم،مما كان يزيد من رغبته في العمل لاكتساح العالم المعرفي.إنه المواطن المغربي الحقيقي الصالح ككل المواطنين الذين يعملون لصالح بلدهم المغرب مدعمين عاملين بالنصائح المولوية السامية للسدة العالية بالله محمد السادس نصره الله وأيده،فهنيئا لكل مواطن يساهم في الرفع من المستوى الإقتصادي،والإجتماعي والسياسي لبلده،للمضي به قدما لإدماجه في صفوف الدول المتقدمة.
فلتشهد يا تاريخ على هذا الإنجاز وهذا النجاح الذي تم عن طريق وضع أهداف ورسم خطط واستراتيجيات بالغة المدى،ولتكن لدينا رسالة سامية نسعى لتحقيقها في رعاية الله وتحت الحماية والسلم والسلام الذي يوفره لنا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده وأبقاه ذخرا وملاذا لهذه الأمة
فلنخلص في عملنا وليؤدي كل منا عمله بدقة وإتقان،فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا.وخير ما يمكن أن نختم به قوله تعالى:وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” صدق الله العظيم