رأيسلايد

سدي علي ماءالعينين يكتب:المغرب : ” بزيتو يقليه”

اسرار بريس:بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،فبراير 2021.

لا أعرف أي مغرب هذا الذي يسمح في عز انتصاراته الخارجية ونجاح عملية اللقاح داخليا، أن يسمح بسلوكات تسيئ إلى تلك الإنتصارات، وذلك النجاح،؟

قد يمكن إعتبار ما حدث لضحايا طنجة قدرا كان من الممكن تفاديه بقليل من الحرص على مراقبة البنية التحتية بمدن طبيعتها تعرض ساكنتها في كل شتاء لفيضانات و خسائر مادية وبشرية،

وقد يتسع صبرنا وتفهمنا بأن ما حدث بالفنيدق من إغلاق لمعبر العار المسمى تجاوزا التهريب المعاشي، وأن تأخر المنطقة الصناعية البديلة لمدة سنة دون تقديم حلول إستعجالية للساكنة كان أمرا يصعب تفاديه،

لكن ان تقدم شركة رأس مالها اجنبي على أرض بلادنا بزيادة صاروخية في مادة الزيت اسابيع قبل حلول شهر رمضان، فهذا امر يطرح اكثر من سؤال حول مؤسسات مراقبة الأسعار ببلادنا، و مبررات الزيادات المتواصلة في عز أزمة كورونا التي مست قطاعات واسعة من الشعب المغربي.

إن المغرب الذي يتجه نحو خوض الإستحقاقات المقبلة بإرادة بناءة يمكنها أن تفتح العملية السياسية على آفاق جديدة ومرحلة حاسمة، سيكون من العبث تعريض الإستقرار الإجتماعي لهزات لا داعي لها ولا مبرر لها.

لذلك ،فإن هناك حاجة إلى مزيد من ضبط إيقاع التوازن الواجب بين الملف الإجتماعي و المطبات الإقتصادية التي فرضتها الجائحة.

يمكن للبعض ان يلعب بالنار وهو يواجه وقفات رمزية لتخليد ذكرى حركة 20 فبراير إعتقادا منه أن هذا الإمتحان الديموقراطي تم تجاوزه بشكل نهائي بعد عشر سنوات.

كما أن التصريحات الأخيرة لشخصيات سياسية بخلق أجواء حقوقية بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين يبدو أمرا محمودا ،لكن لا أحد يفهم دواعي إقحام صحفي متابع بقضايا أخلاقية لا علاقة لها بالصحافة ويصورها على أنها إعتقال رأي، متجاهلا النساء اللواتي نهش لحمهن في مقر عملهن.

ودعونا من منطق المؤامرة وفبركة الملفات ،لأننا نمنح شخصيات عامة حصانة لممارسات خارج القانون محمية بخلفيات المؤامرة ونرفعها إلى درجة الملائكة.

حتى إعادة العلاقات مع إسرائيل، وما عرفته من حماس من طرف اليهود المغاربة بإسرائيل كسلوك طبيعي لمواطنين لا زالوا مسكونين بحنين بلدهم الأصلي، لكن ما ليس مقبولا هو بعض المبادرات من منتخبين ومجتمع مدني تجاوزت في إتصالاتها ما سطره بلاغي الديوان الملكي، وهو ما لا يجب النظر إليه بحماس غير محسوب العواقب،

إن سنة 2021 يجب أن تكون سنة كسب رهانات لها أثرها على مستقبل بلادنا، بداية بإنجاح وإنهاء عملية التلقيح لتمكين الدورة الإقتصادية من استعادة عافيتها، وسياسيا، النجاح في كسب رهان الإستحقاقات المقبلة، بشكل يضمن لبلادنا التقدم خطوات في البناء الديموقراطي ، وفي نفس الإتجاه الحرص على ضمان الجدولة الزمنية المبرمجة لإنجاز مشاريع التنمية التي تم اطلاقها، مع الوصول إلى إخراج النموذج التنموي الجديد إلى الوجود ،

هذه الرهانات تتطلب منا تفادي كل ما من شأنه التشويش على هذا المسار او المس بالقدرة الشرائية للمواطنين، والمس بإستقرارهم الإجتماعي الذي يقاوم بصبر ووطنية آثار جائحة كورونا.

إن الزيت مادة أساسية وزيادة ثمنها لن يكون سوى فاتحة لزيادات في كل ما يرتبط بها لأنها مادة للطهي ،وهذا يعني خلخلة في توازن الأسعار كما حدث مع الزيادات في الوقود.

في إنتظار ان تتحرك الدولة لتدارك هذه الخطوة غير محسوبة العواقب، فسيكون مفيدا ان تعطى للمواطن الضمانات الكافية حتى لا تتكرر مثل هذه الزيادات التي ستعاكس إرادتنا جميعا في غد افضل بعيدا عن حملات المقاطعة التي تبين لنا في السابق انها غلفت بإعتبارات سياسية وغدت تغلغل جهات كانت حريصة على تبخيس الوسائط السياسية وضرب إقتصادنا في مقتل.

فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى