رأيسلايد

مغرب الأوراش ،بلا تشاش ولا تشواش

اسرار بريس: بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،فبراير ،2021.

يمكن إعتبار السنة الجارية 2021، سنة المحطات و الأوراش الكبرى، و تبقى اربع اوراش تعرفها وستعرفها بلادنا، ستنتقل بالمغرب إلى أفق جديد، بحسابات ورهانات جديدة.

-اول هذه الأوراش والذي إنطلق ،هو ورش اللقاح الوطني ضد كوفيد19 ، هذا الورش الذي أبرز مما لا يضع مكانا للشك الإدارة الترابية المغربية، بكل دلالاتها المخزنية، و مرتكزاتها المبنية على أجهزة الدولة بخصوصية َغربية، ذلك انه لولى تعثر و تأخر اللقاح من مصدره، لكان المغرب – مما أبان عنه في تهيئة لفضاءات التلقيح، وسياسة التعبئة – قد أنهى اللقاح لكل المغاربة، ويبقى عدد الملقحين الذي تجاوز ثلاثة ملايين مؤشرا دالا على ما سبق، وسيكون بحر هذه السنة معتركا لتغطية شاملة للتلقيح تعيد للمغرب دورته الإقتصادية.

– الورش الثاني هو ورش صياغة النموذج التنموي الجديد للمغرب ،حيث واصلت اللجنة المكلفة إتصالاتها وورشاتها التواصلية ،وهي خطوة من المرجح التي تأتي أكلها في بحر هذه السنة، ناهيك عن برامج تنموية في مجموع جهات المملكة ،أبرزها البرنامج التنموي للأقاليم الصحراوية. واوراش المدن الكبرى كأكادير وطنجة و البيضاء….

– الورش الثالث :القضية الوطنية الأولى ،قضية الصحراء و مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية، حيث يبدو المغرب يصارع على الواجهتين مع الجارة الجزائر بخصوص الصحراء، وإسبانيا بخصوص مستعمراتها ،و تبني منطق التفاوض لتسوية المستعمرات ، ناهيك عن التغيير الحاصل في الموقف الموريتاني، و كذا الفشل الدريع لقرار جبهة البوليزاريو بالعودة إلى السلاح، وفي مقابلها ما حققه المغرب في الشق الديبلوماسي لصالح قضيتنا العادلة، كفتح عديد من الدول لسفاراتها في كل من العيون و الداخلة، الإعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على كامل أراضيه، و الرسالة الدولية الموجهة للكونجريس الامريكي دفاعا عن الحكم الذاتي.

الورش الرابع: ورش الإنتخابات التي ستنظم في وقتها بحر هذه السنة، مع جاهزية القوانين المعروضة أمام البرلمان، مما يعني ذلك وضع قوانين جديدة لخلق التوازن المطلوب في المشهد السياسي، وطي صفحة الربيع العربي، ومن إستفاد من الحراك خلال العشر سنوات الماضية. و تراهن الدولة ان تكون هذه المحطة فرصة لتجديد النخب، والدفع بوجوه جديدة مع القطع مع إستغلال المال والدين، و الوجوه البالية و المستحودة على المشهد الحزبي الوطني.

هذه الأوراش قطع فيها المغرب خطوات هامة ومهمة، و لازالت مفتوحة لكن كلها تبقى مرتبطة بأجندة لن تتجاوز شهر أكتوبر المقبل من السنة الجارية.

الشعب و المواطنين و الفاعلين السياسيين والإجتماعيين ،و الهيئات الجمعوية كلها مطالبة بإنجاح هذه الأوراش ،بداية من الإقدام بعفوية و بجماعة لتلقي لقاح كوفيد 19، و الإنخراط في مسلس الديموقراطية، ترشحا و تصويتا، و دعم المسار الدبلوماسي المغربي، و خاصة في ملف الصحراء.

هناك سياسة حكيمة و رؤية واضحة من أعلى سلطة في البلاد، تحتاج منا جميعا ترجمتها بمبادرات قوية وواضحة.

فهل تعتبرون؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى