اسرار بريس=بقلم : سدي علي ماء العينين ، أكادير،مارس ،2021
إهداء إلى الذين يعاكسون إرادتي في كل مناحي حياتي، وكأني بهم يتمنون غيابي، أو حتى موتي، أو الحضور بينهم بلا صوت ولا روح،
الأمر لم يعد تنافسا، أو تسابقا ، يبدو الأمر أشبه بحرب لا تنتهي إلا بقاتل او مقتول!!!
من يحب الوردة، لا يكون قلبه مزرعة اشواك، و من يريد للوردة ان تكبر لا يسقيها بالاحقاد و الدسائس.
.
لو ان الانسان نظر الى هذا العالم بعين البصيرة , لكان هذا العالم يتكلم لغة العرفان , و لتحولت القلوب الى انهار متدفقة من الرحمة و التسامح ,
ان كثيرا من الناس يهتمون بزرع الورود بالحدائق و اخرون يضعونها في مزهريات , لكن ماذا لو زرعنا المحبة في قلوبنا فان نفوسنا ستتحول الى حقول من الازهار التي لا تدبل,
جسمنا كما هو بدننا مثل الارض تحتاج دوما ان نسقيها لكي تنبث زرعا وورودا , لكن الارض التي نسقيها بغير الماء تجف , فلما لا نسقي ارواحنا بالمحبة , لما نسقي اجسامنا بغير الماء , لما نتعمد الخلط بين الروحيات و الروحانيات .
كيف لا يكتشف الانسان ان القمر المضيء في السماء يمكنه ان يكون في قلوبنا ان نحن نضرنا اليه اكثر من الاصبح الذي يشير اليه
في ليلنا كما في نهارنا هناك وقت يمر , و خلايا تموت و اخرى تحيا , لكن هل توقفنا قليلا لنتأمل نبض قلوبنا كيف لها ان تزهر , و كيف لها ان تحس , وتحب
كثيرون منا ينظرون الى الاشياء كأنها كلها يجب ان تكون في خدمة سعادتنا , لكن قليلا منا من يساءل نفسه كيف يمكن ان يسعد الاخرين
الانسان ليس كما يرى نفسه و لكن كما يراه خالقه ,اما الروح فليست سوى ذلك الصوت الذي كلما استمع اليه الانسان احس بانسانيته , وكلما صم قلبه عن سماعه فقدت حياته معناها و كنه وجودها
كثير منا يتسابقون الى امور تستهويهم لكن لا احد وضع لهواه و اهوائه قوانين للضبط ,
فالروح و البصيرة و النفس هي الكنه الحقيقي للبدن و بهم يرتوي و يتنفس و يكون له صوت
اننا نكبر لأننا نقترب من الموت او من النهاية فالبقاء فعلا يستوجب الفناء ’ و ليس مهما متى يأتي ذلك الموعد ولا هل هناك حياة بعده , لكن الاهم ان نفرش طريقنا نحو ذلك الموعد بتلك الورود التي نزرعها في قلوبنا , و تلك الابتسامات التي نوزعها على كل ما يحيط بنا
و بهذا المعنى يكون الاهم ان تكون عارفا بالله و ليس مجرد ان تعرفه, و بهذا المعنى يكون الاهم ان ترى بالبصيرة و ليس مجرد البصر ’ و بهذا المعنى تستطيع ان ترفع صوتك و تقول انا انسان , و بهذا المعنى تستطيع ان تخطو بثبات الى خط النهاية كي تسلم روحك الى باريها , و جسدك الى التراب و لن يبقى منك الا تلك الورود التي زرعتها في دنياك بمحبتك للناس و بانصهارك في محبة الله.
فهل تعتبرون؟