اسرار بريس=مولاي هاشم مبروك… البيضاء
تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية اعتمد يوم مارس يوما وطنيا 13 للمجتمع المدني
وبناء عليه يحتفل المجتمع المدني في مثل هذا اليوم من كل سنة بهذه الذكرى الطيبة .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو ؟ هل المجتمع المدني المغربي عند حسن ظن عاهله الذي سخر كل الآليات المادية والقانونية و اللوجستيكية لإنجاح هذا المشروع الوطني القومي . ؟
لن أجيب , لان الإجابة سوف تقحمني في متاهة وجدال عقيم يصعب الخروج منه بنتيجة يقينية .. و الحالة هاته يجب ان نفخر بهذا اليوم ونستغله في محاسبة الضمير عن كل الأفكار و المعاملات التي وجب علينا فعلها ولن نفعلها .. وما السبيل الى إصلاح الوضع الذي يمكن ان لا يكون من أولويات الدولة الملحة , وتناسته الهيئات المسؤولة عنه .
ولعل ما يجهله البعض او يتجاهله هو ان الاعتراف بهذا اليوم من طرف الملك محمد السادس لدلالة واضحة على انه نصره الله قد رفع من شان المجتمع المدني ليجعله سلطة خامسة قائمة الذات مستقلة في توجهاتها ومراميها . لكن شريطة ان تكون في مستوى المسؤولية الضخمة .الملقاة على عاتقها والتي تتجلى في المعاملات المباشرة مع المواطن واحترام المواطنة .
ولقد ساهمت فعلا بعض فعاليات المجتمع المدني بشكل كبير في دسترة مجموعة من الأدوار الجديدة، التي تضمنتها الوثيقة الدستورية في فصولها 12 و13 و139.
كما أقرت ذات الوثيقة خلال فصلها الأول لإبراز المرتكزات الأساسية لوجه النظام الدستوري المغربي المعاصر، والذي يتجلى في الديمقراطية التشاركية ، إذ نصت الوثيقة على فصل السلط وتوازنها وتعاونها، والديمقراطية المواطنة والتشاركية، وعلى مبادئ الحكامة الجيدة.
وتبعا لهذه الدينامية الدستورية التي نصت على جملة من الآليات التي قدمت مساهمة ودفعة لعمل المجتمع المدني ، سواء من حيث تيسير مساهمة الجمعيات المتابعة للشأن العام، وذلك من خلال إشراكها في هيأت التشاور مركزيا وترابيا، أو تمكينها من حق تقديم عرائض إلى مجالس الجماعات الترابية.
فيما يعرف نشاط المجتمع المدني في المغرب تنوعا بحيث يستأثر المجال الاجتماعي بنسبة كبيرة، إذ أزيد من 24 في المائة من الجمعيات تنشط في هذا المجال ، فيما تعمل 22 في المائة من الجمعيات في حقل البيئة والتنمية المستدامة ، أما الرياضة والترفيه تعرف نشاط ـ18 في المائة من الجمعيات ، فيما تنخفض الأرقام إلى حدود 13 في المائة لمجال التربية والتكوين .
وفي الأخير وليس بالأخير ,لا تفوتني الإشارة إلا أن هذا اليوم الوطني ,يجب ان يكون يوما
لاستحضار الحصيلة ومحاسبة الذات ومحاولة الاستفادة من الأخطاء . فعهد تفريخ الجمعيات للغرض الانتخابوي و التملق والبحث عن عرابي سياسي للجمعيات . قد انتهى يوم تكريم 13 مارس كعيد وطني للمجتمع المدني المغربي من طرف الملك محمد السادس أطال الله عمره ,
فآلتكن لمجتمعنا المدني الجرأة لقول نعم ولا كلما اقتضت الظروف ذالك ,وليتمتعوا بالحرية التي وهب لهم دستور البلاد وباركها العاهل الكريم للدفع بهذا الوطن من حسن إلى الأحسن . اجتماعيا ودستوريا .
