رأيسلايد

أسئلة شيطانية في ملف المتعاقدين؟!!!!!!

اسرار بريس=سدي علي ماء العينين ،أكادير ،ابريل،2021.

كنت اقول ذائما ان الكتابة امر عسير، لأنك كمن يطلق الحمام ولا تعرف له مستقرا، وعلى أي راس سيحط رحاله،

كذلك المقال ما ان تكتبه يطير باجنحته ليعبر الحدود، ويسكن البيوت، والمكاتب، و يقرأ في الحواسيب و الهواتف وحتى في الغرف المظلمة،

تقرأه كل فئات المجتمع وكل فئة تفسره على هواها، وتصدر في حقه الأحكام حسب مصالحها،

في ملف المتعاقدين، بدأت تتكرس نظرية ان من لم يصطف مع المتعاقدين فهو خائن متخادل جبان، وأن من يطالب بحقوق التلاميذ في التمدرس، يكون انانيا بتغليب مصلحته على مصلحة المتعاقدين،

ومن يريد أن يكون بين المنزلتين فهو شيطان،

دعونا نمارس في هذا المقال نوعا من الشيطنة، ونطرح الأسئلة الصحيحة ونخلطها بالمزيفة، و نميل ميلا شديدا مرة جهة الدولة، ومرة جهة المتعاقدين،

دعونا نعبث بالكلمات كما يحرك الجمر لتشتعل النار وتطهى الأكلة ،و يفرح الجميع باكلها،

هذا المقال لا يمثل قناعاتي، هو محض إبداع، يحاول ان يرتفع عن الواقع في رحلة في عقل الشيطان، فلا تقولوا عني شيطان فإنا مجرد كاتب أسقط لجام قلمه لينقل لكم هذه الأسئلة :

هم لم يستعملوا خراطيم المياه، ولا الرصاص المطاطي، لم يرسلوا أحدا إلى المستعجلات، ولم يقتلوا أحدا في ابعد الإحتمالات،

وهم لم يستعملوا السلاح الابيض، ولم يخربوا المنشآت العمومية والخاصة، لم يعتدوا على رجال الأمن، ولم يرفعوا شعارات ضد توابث الدولة.

مر اليوم هكذا ،لكن جديده، أن هناك معتقلين، و متابعين، وغدا سنتحدث عن متابعين في سراح، وآخرين متابعين في حالة إعتقال.

وأثناء المحاكمة لن يكون هناك تعذيب جسدي، ولا مس بسلامة المعتقلين، من جهة الدولة،

وسيكون هناك محامون ،و دعاوي، ومرافعات، وتضامن ،و مساندة، من جهة المتعاقدين،

وتستمر سلسلة الإضرابات،و تزداد حدة المواجهات، ويزداد معها التأزم، و تتعقد الأمور،

لمصلحة من تستمر لعبة “الكاش/كاش”،

لمصلحة من لا يفتح الحوار، ولمصلحة من يرفض حوار الاكاديميات، و لمصلحة من لا تقدم مقترحات وتنازلات من الطرفين للوصول إلى حل :رابح/رابح.

هناك من يمارس المنع للمظاهرات وفق ليونة بمعايير دولية، وتسمى المواجهات فك تظاهر عند الدولة، والقمع عند المتظاهرين،

هؤلاء يمارسون الحق في التظاهر، وهؤلاء يمارسون الحق في حماية الأمن العام،

ويبقى السؤال : حماية الأمن العام من من؟ وأين هي مظاهر المس بالأمن العام؟ .

ثم لماذا الدولة تتساهل مع المتعاقدين في عملية التنقل إلى الرباط من مختلف مدن المغرب، مع انها تملك من القوانين ما يخول لها ذلك بسبب رخصة التنقل بسبب كورونا ،وفي مقابل هذا التساهل تمارس المنع /القمع في شوارع الرباط؟

ثم على اي قاعدة أصبحت كل النقابات بقدرة قادر حاملة لهم المتعاقدين، وتتضامن معهم و تضرب من أجلهم، ومنها الموالية للمعارضة وللاغلبية.؟

ثم لماذا المواجهات بين المتعاقدين و ووزارة الداخلية، وغياب كامل للوزارة المعنية وزارة التربية والتعليم ، الذي إكتفت بتصريح لوزيرها، كل ما فعله انه اضاف بعض الزيت للنار، وتمتهن تكذيب البلاغات المفبركة؟

ثم لماذا الأحزاب يبدو و كأنها غير معنية بما يحدث وشغلها الشاغل التحضير لإنتخابات لم يعين تاريخها؟

ثم ما صحة الأخبار من أن جماعة و فصيلا هما من يحرك الملف للعودة إلى الشارع وضرب الإنتخابات والمؤسسات في العمق بجعلها خارج حسابات الشعب الذي رفع المتظاهرين إسمه بأنه يريد إسقاط التعاقد!!

ثم ما مغزى إدعاء حزب حكومي بأنه المستهدف من هذا الملف لكسر شوكته قبيل موعد الإنتخابات؟

ثم لماذا لم تتحرك الفرق البرلمانية لتجتمع وتترافع كما فعلت على القاسم الإنتخابي ضد او مع، وجعلت الملف يداس برجال الأمن أمام البرلمان بدل ان يكون داخل البرلمان في أشغال اللجن؟

ثم لماذا ملف المتعاقدين كملف فئوي هو من يتم فيه التصعيد بهذه الدرجة، فيما ملفات أخرى لحق اصحابها الحيف، ولم تتبناها النقابات وتركت اصحابها عرضة للتهميش والإقصاء؟

ألن يكون للأمر علاقة بالعدد الذي يعطي القوة، و يكون في الوقت نفسه خزانا لمنخرطين جدد بالنقابات؟

او هو حنين لحركة 20غبراير، وأجواء الجامعة التي أغلقت في وجه بعض التيارات و الفصائل؟

او ان الدولة متورطة ولا تملك قرارها بيدها، وهي المكبلة بقيود البنك الدولي الذي يمنعها من تسوية الملف بجرة قلم؟

ام ان الدولة ملت من ترسانة احزابها التي اصطفت خلفها ،و تركت الدولة بلا معارضة، و يجري الآن بناء معارضة ولو ضرفية لتكتمل الصورة؟

 ام ان الدولة تملك سلطة قرارها، لكنها تستقوي بإنجازاتها الخارجية، و انتصاراتها على كورونا ، لذلك لن تقبل بلي الدراع؟

الليلة عاد رجال الأمن إلى منازلهم وتكناتهم، وسط أسرهم ،و أبنائهم الذين توقفوا عن الدراسة،

وعاد المتعاقدون إلى حافلاتهم التس ستقلهم إلى مدنهم وقراهم وهم يفاخرون بما انجزوه من زحف وانتصار،

عاد الصحفيون إلى منابرهم يعدون موادهم الإعلامية، و يزينون صفحاتهم الأولى بما التقطته عدساتهم من مشاهد الركل والرفس،

وستعود الحركة غدا إلى طبيعتها بالعاصمة، في إنتظار موعد آخر، يحضر له المتعاقدون، كما ستحضر له الدولة، وسيكون الصحفيون على اهبة الإستعداد لتغطية،

لكن السؤال الذي لا يحضر له أحد، :

أين الحل؟

قبل أن يذهب ما تبقى من التعليم ويكون السؤال :

أين التعليم؟

فهل تعتبرون؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى