اسرار بريس..بقلم: رضوان المكي السباعي
عندما يقال التاريخ يعيد نفسه فيكفي أن نتيقن بشكل كبير تطابق هذه المقولة على واقعنا في المغرب وبالضبط من مدينة تارودانت نموذجا كجزء لا يتجزأ منه.
فمنذ أن درس لنا عبر المؤسسات التعليمية والتدرج بالكليات عن بعض الشضايا التي تخص المغرب اتضح لنا بشكل كبير أن الواقع تغير والأشخاص في تغير ولكن الزمن قد توقف تماما ،وعاد بنا الى الوراء مرة اخرى خصوصا مع هذه الجائحة ولما لا وقد شاهدنا ولامسنا المغرب العميق والدور المخزني الكبير الذي لعبه جهاز السلطة من الدرج الأكبر الى الدرج الأسفل ،حتى أضحت للأوامر دور كبير حسب الحالة الاستعجالية ، تم بروز نوع من الفشل الديموقراطي الرأسمالي خصوصا من أكبر الدول قوة ، ثم إن النقطة الاساسية هنا فتتمثل اساسا في فشل الاحزاب بالمغرب ابان هذه الجائحة التي برزت معه بشكل محتشم وأنها مصدر ثقل كبير على المغرب وعلى ثرواته بل اعتبرها البعض تجاوزا ب( القمل السياسي )…
غير أن هؤلاء الساسة الموسميين بعد كل اربع او خمس سنوات يبدأون نشاطهم وطموحهم انطلاقا بالحصول على مقرات عبر أماكن مختلفة استعدادا للاستحقاقات القادمة ،وكثيرا مايرتكز هؤلاء على أماكن تكون مكتضة بالسكان يعني اماكن استراتيجية ،ثم الاستعانة بسماسرة العقارات الذين يعرفون موسما ينتعشون فيه وبتخصص في مهامهم خصوصا أنهم لا يقتصرون على إيجاد المقرات بل يتكلفون بالبحث أيضا اما على منظمي المهرجانات أو الأفراح للترويج لهؤلاء الساسة بالمقابل عمل الساسة بالترويج للخدمة التي سيوفرونها للمواطن مقابل صوته فقط ،
وهذا الشيء رهين بفتح مكاتب أشبه ماتكون عبارة عن دكاكين اما السلعة فلا تتعدى لغة الوهم.
بالرغم من هذا وداك كم نشتاق إلى تلك الأجواء ،وكم نشتاق إلى مشاهد التنافسية وكل أشكال التواصل الإنساني بين أصحاب الشبه القرار واصحاب تنفيذ القرار في إطار تنافسية شريفة كالتي نراها عند أندية رياضية ،على الأقل حتى نضمن بها جودة الخدمة المقدمة من طرف الأحزاب في زمن فقد فيه المواطن الثقة كاملة أو ربما الزمن سيعيد نفسه بمطالبة المغاربة بحل كل مايتصل بالبرلمان والاكتفاء فقط برموز طالما شكلت الهيكلة الحقيقية للبلاد والعباد
تارودانت نموذجا، عفوا هذا ليس عنوانا للتاريخ سيعيد نفسه بل عنوانا لصفحة جديدة عنوانها * منتوج شعبي خالص بدون أحزاب *
والعبرة لمن يعتبر…تصبحون على وطن