سلايد،مجتمع

قواعد اللعبة ، لعبة الورق بين المتعة والأرق ، والرد على من نطق!!!

أسرار بريس….بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،يونيو2021.

لعبة الورق هي لعبة شائعة بين المغاربة، وهناك من يقول انها تعود إلى المورسكيين، هي لعبة للترفيه قبل أن تحولها صالات القمار إلى لعنة هدمت بيوتا، و فككت أسرا، و تسببت في القتل والسجن والسرقة و الإنتحار…

يقول المغاربة ان كل آفات الرجل تغتفر إلا القمار ،فالمقامر لا امان له ولا عهد معه….

نعود إلى اللعبة كما نلعبها نحن للتسلية والترفيه عن النفس، وسرقة ساعة للمتعة و الإسترخاء، والتركيز على الأرقام بعد يوم جهيد من التفكير و التدبير و التسيير،

للعبة قواعد عامة، لكن اللاعبين يختارون منها ما يناسبهم ويزيدون عليها ما يرونه مناسبا من إبداعهم، وهي بذلك تزاوج بين القانون العام والعرف الخاص ،

خاصيتها الثانية انها تعلمنا الإعتماد على النفس فأنت في مواجهة منافسين كل واحد منهم هدفه الإنتصار،

ولكي تنتصر تحتاج إلى مبادئ أساسية:

-المبدأ الأول هو أن تكون على علم مسبق بالقواعد والاعراف وان تلتزم بها ضمانا للمنافسة الشريفة ،

– المبدأ الثاني ان تؤمن ان الحظ هو الذي يخلط الأوراق قبل توزيعها على اللاعبين، وأن الحظ لا يمكن معاكسته، فيوم لك ويوم عليك.

-المبدأ الثالث هو التركيز على دوران اللعب حتى تتمكن من معرفة ما يمكن أن تعول عليه من الورق وما يمكن أن تنتظره او لا تنتظره،

– المبدأ الرابع هو دراسة المتنافسين وطريقة لعبهم وأحيانا حتى ميولاتهم الشخصية وتأثيرها على اسلوب لعبهم.

-المبدأ الخامس ان تلتزم بالهدوء و الإبتسامة وتدرك انك لم تأتي للصراع من أجل فوز معنوي ولكنك جئت للترفيه عن النفس منتصرا او منهزما او بينهما.

لعبة الورق هي لعبة فيها الكثير من الشبه مع لعبة السياسة، سواء داخل الحزب الواحد، أو في الأحزاب فيما بينها، لذلك فدراسة المتنافسين واحترام قواعد اللعبة و غيرها كثير هي شرط أساسي لممارسة اللعبة السياسية ،

في حالتي إقتنعت  بعد أكثر من ربع قرن من الممارسة الحزبية، أن كرسي القيادة لا يناسبني، لأنني سلفي حزبي يؤمن بالتعاقد و المواثيق و الإلتزامات ،ولا زال مسكونا بهوس النضال و المبادئ و الإنتماء إلى هوية يسارية بكل قيمها الكونية والإنسانية والإجتماعية،

هذا الأمر لم يعد له مكان ولا وجود حتى عند غالبية القواعد الحزبية، وعندما يكون القائد سلفيا يصعب ان يقود قواعد متباينة الميولات و المرجعيات…

لذلك تجدني في الترشيحات اوضع او اقبل ان اوضع في مراتب الترشيح النضالي، لأن من يمسكون بزمام الكراسي اليوم يؤمنون ان السلفي لا مكان له في المؤسسات، لكن له حاجة ماسة ان يخاطب الجماهير  للتعبئة و التأطير ،والجني لأصحاب اللاعبين الكبار.

يبدو أن قواعد اللعبة رغم أنها لم تتغير، لكن اللاعبين والقواعد و كل الفاعلين وضعوا اعرافهم و سنوا قوانينهم الخاصة ،و يدفعون في جعل العملية السياسية تشبه لعبة الورق في طريقة تعامل اللاعب مع الورق، فالمناسب منها يحتفظ به و ما لا يصلح يرمى في القاعة ويكون من حق المنافس التقاطه، والورق الذي يربحك جولة قد لا يصلح مطلقا في الجولة الأخرى فترمي به في القاعة،

وتلك سنة الحياة، الصالح يحتفظ به، و الطالح يرمى به في سلة المهملات،

لكن هناك شيئ أسمى وأجل وهو الطاولة، بكراسيها، بحجمها، بفضاء تواجدها، بالوجوه الملتفة حولها، كلها أمور تصنع الفارق وهي أول مفتاح للمتعة،

فالطاولة التي ليس فيها انسجام، اللاعبون يتخاصمون وتصبح اللعبة صراعا وليس ترفيها ،

مشكلتي في السياسة انني أطلت المقام بالطاولة، و تغير اللاعبون وتغيرت القوانين والاعراف وبقيت متشبتا بالحلم الوردي، لذلك أصبحت اليوم وغيري كثير سلفيين رجعيين متخلفين ماضويين، لازالت تلهمنا صور المناضلين، و تهزنا الشعارات الحماسية، فيما غيرنا تلهمه حسابات الربح والخسارة، وتلهمه معادلات المخططات والكولسة و ترسم طريقه نظام علاقات ومصالح مشتركة.

وهذا ما نسميه بالسياسة، وهي لغة العصر اما النضال فأصبح نظرية طوباوية يتغنى بها من لا يملك أدوات السياسة وهي الجاه والمال و النفوذ و…

وتلك حكاية أخرى ،فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى