أسرار بريس …بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،يونيو2021.
كما وعدتكم سنحاول في هذا المقال بسط حقيقة ملف جمعية الصم والبكم بأكادير التي قررت الجماعة إفراغها من مقرها الكائن قرب المعهد الموسيقى،
بداية وجب ربط الواقعة بشبيهتها من مكونات المدينة، حيث أن إعادة هيكلة المدينة خاصة ما سيعرف بمنتزه الإنبعاث سيفرض إخلاء مقر عصبة سوس لكرة القدم وباقي مكاتب الجمعيات الرياضية،
الإخلاء هنا هو نفسه ما يسري على جمعية دعم الصم والبكم ،
في حالة العصبة هناك أخبار عن إنخراط الجامعة في دعم العصبة لإيجاذ بدائل،
نحن أمام حالة مختلفة وفارقة ،تخص جمعية تغطي فراغا مهولا في مؤسسات الدولة ،ويتعلق الأمر بذوي الإحتياجات الخاصة من الصم والبكم ،
هدم مقرهم ضرورة تحتمها أشغال إعادة التهيئة مثل العصبة، لكن ما ليس معقولا هو تشريد هذه الفئة من المجتمع
لقد قام المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بجهود ملحوظة من أجل إشراك الاشخاص ذوي الحاجات الخاصة في سياسات وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهي الجهود التي ساهمت فيها المؤسسات العامة وهيئات المجتمع المدني على حد سواء
وفي هذا الصدد، قال جلالة الملك، في الخطاب الذي أعلن فيه جلالته عن انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أنها تستهدف التأهيل، بكيفية متدرجة، سواء للطاقة الاستيعابية، أو لنوعية مراكز الاستقبال الموجودة، أو إيجاد أخرى جديدة متخصصة، وقادرة على استيعاب، ومساعدة الأشخاص في وضعية صعبة، كالمعوقين، والأطفال المتخلى عنهم
في المغرب اليوم ما يقرب من مليون و530 ألف شخص في وضعية إعاقة وهو ما يمثل 5.12 بالمائة من سكان المغرب
ترى لماذا تبعا لهذه التوجيهات الملكية يتم تسويق إعتقاد بأن البرنامج التنموي الملكي هو يستهدف البنايات ويغفل البشر ؟!!!
في ديباجة قرار الإفراغ تقول جماعة أكادير ومعها المصالح الولائية، إنه تم تقديم بدائل بحضور وزارة التعليم تخص مقرات بمناطق مختلفة من بيكرى إلى تالبرجت وانزا والحي المحمدي،
هذا الأمر تنفيه الجمعية،ولا نملك ما يمكننا من الحقيقة،
لكن ما هو مؤكد ان قرار جماعة أكادير في حيثياته أشار وضوحا ان هذا الإخلاء يرمي إلى تعويضه بفضاء تراثي خاصة في مجال المطعمة.
نحن نتفهم ان شركة التنمية المحلية هي مجرد كائنات تقنية، ولا يعنيها في شيئ ما يمكن و يتوجب ان يحس به ويدركه المنتخب،
لذلك فإن طريقة تدبير الرحيل المحتوم للجمعية من مقرها لم يتم فيه الإحتكام إلى الأعتبارات الإنسانية ، فقد نجح المستشار المعلوم في وضع توليفة قانونية للإفراغ ،لكن الرئيس ونائبه الأول منشغلين بحصد التزكية من إجتماعاتهما الحزبية تحضيرا للإستحقاقات المقبلة.
زمن الحسن الثاني، قال في ملف الصحراء انتا كسبنا الأرض لكننا لم نكسب قلوب ساكنة الأرض،
وفي واقعة جمعية دعم الصم والبكم سطعت حقيقة دامغة و مع الأسف مشوهة لبرنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير برعاية ملكية ،وهو ان المسؤولين عن تنزيل هذا البرنامج مع الأسف غير مدركين ولا مستوعبين ان لا قيمة للتهيئة الملكية مالم يكن الإنسان في صلبها ويكون مرادها وغايتها.
ما وقع هو نتاج فلسفة تدبير، فيها المتحكم هو العامل الزمني الذي سطر أمام الملك، و فلسفة تدبير لا تعير قيمة لا للإنسان ولا للمكان اكثر من حرصها على الزمان، فلا وجود في فريق السيد الوالي ،ولا في فريق السيد رئيس الجماعة،ولا في فريق رئيس او مدير شركة التنمية، من يقول لكل هؤلاء أن لا تنمية بلا فهم لذهنية الساكنة ،ولا مشاريع تنفع وتفيذ، مالم يكن الإنسان في صلبها،
هناك معلمة كبيرة للمطعمة ستنجز، وهذا فخر للمدينة، لكن هناك مواطنون من ذوي الأحتياجات الخاصة سيشردون،
وبلغة المطعمة، كيف تريدون ان نهضم هذه الوصفة؟
هناك سوء تقدير وجب تداركه ،
فهل تعتبرون ؟