اسرار بريس..
بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير يونيو2021.
كانت ساكنة أكادير في الإستحقاقات الماضية تحتاج إلى تغيير وجهتها، بحكم السياق الوطني العام ،وأن تصوت عقابيا ضد حزب يسكن كل بيت. وكل مواطن له قصة أو قصص مع منتخبيه،
حزب خبرته الساكنة معاندا للقرارات المركزية. وفي الوقت نفسه منخرط في المناظرات الوطنية حول الجماعات المحلية زمن المرحوم إبراهيم الراضي مقترحا و مشاركا في الإصلاح.
حزب يقود تجربته الأولى – والتجارب التي تلتها – فريق عمل يحمل رؤيا، ومشروعا مجتمعيا، مدافعا عن إختصاصات المنتخبين… إستطاع مسايرة القرار الملكي بإعادة إنبعاث المدينة الحسنية بعد الزلازل الذي ضربها في 1960.
تراكمت وقائع تبدو اليوم مجرد جزئيات في الرصيد المعرفي للجيل الجديد، وقائع كانت ملامحها الكبرى، في التزوير ضد الحزب في شخص كاتبه الأول سي عبد الرحيم بوعبيد الذي ترشح بأكادير في 1977.
وبعدها في إغتيال رمز النضال و الشبيبة الإتحادية، الشاب ذو العشرين سنة محمد كرينة في 1979.
ولان الحركة اليسارية عامة و الإتحادية خاصة موسومة بالإنشقاقات و الصراعات، فقد أثر ذلك على تمثيلية الحزب بابرز واجهة وهي جماعة أكادير،
سنوات بعد ذلك، وضعت ساكنة اكادير الثقة في الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ،و مكنته من أصوات كانت في بداية الألفية الثانية من محض الخيال، 2002/2003.
لتتكرر الثقة بعمق اكبر في 2009 ، قبل حلول الربيع العربي وقبله تجاذبات ما قبل إنتخابات 2011، و 2015 /2016.
منحت الساكنة لنفسها فرصة معانقة بديل رأت فيه- مثل كل المغاربة- فرصة لتخطي إمتحان حركة 20فبراير ،و الربيع العربي.
لكن واقع الحال أبان على أن من أوكلت لهم مسؤولية تدبير المدينة ومعها مدن مجاورة، عجزوا عن تقديم بدائل موضوعية في التدبير و التسيير.رغم كل المجهود الذي بدل،
ونحن على أبواب الإنتخابات المقبلة يبدو أن الإتحاديين إستوعبوا الدرس جيدا وهم يستعدون للإستحقاقات المقبلة برؤية ترتكز على المبادئ التالية :
01- لأول مرة في تاريخ الحزب بالمدينة يتم الحسم في وكلاء اللوائح، ثلاثة أشهر قبل موعد الإنتخابات،
02- الحزب هو الأول محليا في إعلان هؤلاء الوكلاء في وقت تأخرت فيه باقي الأحزاب.
03- لأول مرة لم يعرف الحزب صراعا تنظيميا بين المناضلين للترشح لوكلاء اللوائح عكس كل المحطات السابقة.
04- لأول مرة يخوض الحزب الإستحقاقات بدون تسجيل تزعم اي إتحادي لأية لائحة خارجة من الحزب ومنشقة منه.
05-لأول مرة يقدم الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية مرشحيه ومقره الحزبي ،و خطابه بحلة فيها من استشراف المستقبل، ما يجعله يدخل المنافسة المقبلة بثقة.
06- لأول مرة يشكل الحزب لجنة للخبراء منكبة على إعداد البرنامج الإنتخابي بروح تخلق التجانس الممكن بين الرؤية الأكاديمية والرؤية السياسية، آخدا بعين الإعتبار كل معطيات إطلاق برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير الذي أعطى إنطلاقته جلالة الملك.
07- الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية سيقدم لأول مرة لوائح فيها من الإستجابة لتطلعات الساكنة و رهانات البرنامج التنموي، اكثر منه الخضوع للتوازنات التنظيمية و الطموحات الشخصية بكل إكراهاتها وتداعياتها.
08- خبر الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية منذ بداية الألفية الثانية مختلف التحالفات من إسلاميين وليبراليين، وهو ما يجعله اليوم يملك مفاتيح التحالف مع مختلف الفرقاء قائدا أو مشاركا حسب طبيعة النتائج.
09- إعلان اكادير وسطا للمغرب وما تعرفه المدينة من برامج تنموية يمكن أعتباره إنبعاثا جديدا، والإتحاد يجد نفسه مستعدا ليلعب فيه ادواره كما كان الحال في الستينات و السبعينات.
10-المناضلون الإتحاديون لا يلتفون اليوم حول إسم أو زعيم حزبي بالمدينة ،بل هم لحمة واحدة حول حزبهم مهما كان إسم المرشح شريطة النزاهة وخدمة الساكنة.
على هذه الأسس، يمكن الإطمئنان لذكاء الساكنة، و تجاوبهم ،وأن ننتظر عودة كبيرة للحزب ،وتصويتا لصالح الحزب.
هي تجربة مهما تحدد شعارها، لكن شعارها البارز :لنستعيد الثقة.
الوردة عطر، و يوم 8 شتنبر ستفوح الوردة عطرا. وكلنا مدعوون أن نسقي هذه الوردة.
فهل تعتبرون؟