،سلايدرأي

كم انت آثم ايها الإنسان : صرخة بقلم:سدي علي ماء العينين ،أكادير ،غشت،2021

أسرار بريس…

ميز الله الإنسان عن باقي المخلوقات بالعقل، وكان ذلك تكريما له وتفضيلا، لكن الإنسان اول ما استعمل عقله كان ضد إرادة الخالق فغادر مقامه الأصلي بالجنة عندما وسوس له الشيطان واكل من الشجرة،

نقل الإنسان إلى الأرض ليعمرها، ولكنه وظف عقله لتخريبها وهو يجتث الأشجار، ويفتك بالحيوان، و انتقل الى ابتكار كل أشكال الفتك باخيه الإنسان، بالحروب والقتل والغزو والإبادة،

وبين بني البشر عقلاء افنوا حياتهم لضمان استمرار الإنسان، فأبدعوا في الطب و التكنولوجيا، و مختلف العلوم ،و اوجدوا حلولا لكل الظواهر ،و يسروا كل الكائنات خدمة للإنسان ،

ولكن تبقى القاعدة التي تكرسها كل حقب التاريخ ان الإنسان عدو نفسه، و فتجده يتفنن في الغش في الأطعمة، وتلويث البيئة ونشر الاوبئة و الفيروسات،

وهاهو العالم اليوم يواجه موجة فيروس فتاك اربك كل منظومات العالم، و ركع الأنظمة، و غزى كل القارات غير مميز بين فقير وغني، ولا دول متطورة واخرى متخلفة،

ومادام بين الناس عقلاء فقد سارعت المختبرات للإجتهاد في مواجهة الوباء وإبتكروا لقاحات ،و اعدوا برامج وقائية وفرضوا إجراءات احترازية ،

و تجاوزنا مرحلة قلة اللقاح، وهيمنة الدول الكبرى عليه، و ابانت الدول عن تضامن بين البشرية،

لكن الإنسان كما عصى ربه واكل من الشجرة، هاهو اليوم يواصل عصيانه ضد الإجراءات الإحترازية التي تسنها الدول لشعوبها، مغلبا رغبته في الترفيه وقضاء العطلة، أو جشع في الربح، أو تغليب لمصالح اقتصادية على حساب سلامة الأبدان و حماية الأرواح.

فإذا اغلقت الدولة فضاءات تعالت الأصوات منددة بتجويع المواطنين وقطع الأرزاق، وإذا فتحت تلك الفضاءات ساد التهور والتهاون و خرق القوانين وحالة الطوارئ،

فماذا نحن فاعلون ؟

 هناك قاعدتين أساسيتين وجب تطبيقها،

أولها الإسراع باخد جرعة اللقاح مادامت متوفرة و بالمجان،

و ثانيها إقتناء الأدوية و استعمالها كلما ظهرت اعراض على المصاب ،

ولكن بين هاتين القاعدتين ،هناك قاعدة مركزية ،وهي الحرص على تجنب الإصابة عبر تتبع الإرشادات الصحية المعلنة، وفي نفس الوقت التحلي بروح الإنسانية بعدم إلحاق الاذى بغير المصابين وذلك بتفادي الإختلاط بهم.

اليوم في كل بيت مصاب، وتطور الأمر حتى أصبح في كل بيت متوفي، وإذا لم ندق ناقوس الخطر، و نلتزم ونحترم الإجراءات فإننا نشرع الأبواب للفتك بالبشرية، و الإعتداء على كل عزيز علينا،

توقفوا عن التعبير عن حبكم لبعضكم البعض بالعناق، ولا تختلطوا في الأفراح و التعازي، وتجنبوا بعضكم البعض قدر الإمكان،

غدا سيرفع الله عنا هذا الوباء وسنجلس إلى بعضنا البعض نحكي الحكايات ونستحضر الوقائع والمواقف،

لكن إذا تمادينا في هذا التهور والإستخفاف، فقليل منا ممن سيبقى على قيد الحياة سيقضي باقي عمره في زيارة قبور احبته ،

و سيذهب الله بقوم وياتي بغيرهم، كما ذهب الذين من قبلنا.

فهل تعتبرون؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى