أسرار بريس… عبدالله المكي السباعي/سمير فؤاد
عرف المسجد الأعظم بتارودانت يوم أمس الجمعة 26نونبر الجاري ، حالة من الخوف والهلع في صفوف المصلين أثناء فترات اقتراب خطبة صلاة الجمعة، بسبب التماس الكهربائي ، بإحدى زوايا تواجد “ثريا” بها مصابيح الإنارة ،
هذا الحادث المفاجيء ، أعطى درسا واضحا للقائمين على أمور المسجد الأعظم والتاريخي بمدينة تارودانت.
بعد أن عرف المسجد سابقا تخريب شبه تام بسبب الحريق ، فإنه اليوم يتوفر على كل آليات التدخل السريع عند حدوث أي خلل أو عطب داخل قاعاته،
من قنينات الإطفاء من كل الأحجام ، وشبكة خطوط قنوات المياه الخاصة لإطفاء النار أثناء إندلاع حريق،والموزعة في كل ركن من أركان المسجد.
وبدون إلقاء اللوم والمسؤولية على أي طرف أو جهة كانت ، فالحدث وضح بالملموس ، جهل القائمين على شؤون المسجد ، لطريقة تشغيل الأجهزة المتوفرة عند الحاجة.
فالمشكل الكبير ، أن القائمين على المسجد الأعظم ،انطلاقا من إمام المسجد والمؤذن وصولا إلى كل عنصر يهتم بشؤون الإصلاح والنظافة وغيرها، لم يخضعوا يوما لتكوين وتأطير من طرف الجهات المختصة أو لجنة مشرفة ، ليتمكن هؤلاء من معرفة طريقة وكيفية استعمال واستخدام آلات الإطفاء المتنوعة والمتوفرة بالمسجد، بذلك يكون الجميع مسؤول وليس طرف دون آخر.
إن المساجد كغيرها من المنشآت لابد أن تخضع لنظام إعادة التأهيل, وذلك بدراسة سلوكيات المستخدمين وحاجاتهم وإعادة تأهيل المسجد بما يتوافق مع ذلك وبأقل التكاليف, و في هذا الإطار يجب الاستفادة من التقنيات الحديثة كإدخال نظام التحكم الإلكتروني في المساجد, وهذا ما يمكن تطبيقه أيضاً في الإنارة وكذلك صنابير المياه التي يمكن يتم تشغيلها عن طريقة الرصد الإلكتروني وغيرها من الأساليب,
و إن الأمر يحتاج إلى الآلية المناسبة وكذلك إلى أنظمة للمتابعة والمراقبة حتى تتم الاستفادة وتصحيح القصور.
إن صيانة المساجد مهمة وينبغي الاهتمام بها ، فبيوت الله التي يرتادها المسلم كل يوم خمس مرات، لا بد أن تكون في أبهى حلة وأفضل مستوى من جميع الجوانب. ولا بد من التعاون بين الإمام وكل القائمين بأمور المسجد في تغطية جوانب القصور وعدم ترك المسجد بلا صيانة, فمن الصعب أن تدخل مسجدا وتجده يفتقد خدمات ضرورية كإصلاح الإنارة ودورات المياه وغيرها من الأشياء التي لا يمكن أن يستغني عنها أي مسجد, فلا بد من تضافر الجهود, وفي حال وجود خلل يتم رفع المشكل إلى مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بتارودانت، التي في يدها الحل لمثل هذه المشكلات المعضلة.